تمثل مواجهة الكلاسيكو التي تجمع ريال مدريد بغريمه التقليدي برشلونة، اليوم الأحد، على ملعب" السانتياغو بيرنابيو " في الجولة الثانية والثلاثين من منافسات الدوري الإسباني فرصة كبيرة للمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي للرد على منتقديه، بعدما فشل في قيادة "البارسا" لتجاوز عقبة يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا .

 واوضحت مجلة "فرانس فوتبول" في تقرير لها أن الأداء الفني الذي قدمه ميسي خلال الموسم الجاري وتحديداً في مباريات دوري أبطال أوروبا يطرح علامات استفهام عديدة حول قدرته على استعادة مستواه الحقيقي الذي عرف به قبل مواسم، خاصة بعد الأداء الذي ظهر عليه في مباراتي الذهاب والإياب للدورين الثمن النهائي والربع النهائي ضد باريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي .
 
وكان ميسي أمام يوفنتوس خارجًا عن النص تماماً بدليل انه لم يتمكن من تسديد سوى كرة واحدة من أصل سبع كرات لم تخطئ عرين الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون، اما في المواجهة التي جرت أمام باريس سان جرمان فإن صانع "الريمونتادا" كان البرازيلي نيمار دا سيلفا، في حين لم يكن لميسي أي دور مؤثر في اللقاء سوى بإحرازه لهدف من ركلة جزاء .
 
وبحسب المجلة، فإن الرصيد التهديفي الذي حققه ميسي هذا الموسم بتسجيله لـ 45 هدفًا في 45 مباراة في مختلف الاستحقاقات لا يؤكد تحسن أدائه الفني بل انه مجرد أرقام حققها دون مستوى .
 
وأوضح التقرير أن ربيع عام 2017 اظهر بوادر خريف لمسيرة ميسي خاصة بعد تعرضه للإيقاف من قبل الفيفا لأربع مباريات مع منتخب بلاده عقب احتجاجه وتلفظه على حكم المباراة المساعد، خلال المواجهة التي جمعت الأرجنتين وتشيلي ضمن تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
 
وبررت المجلة الوضع الفني للنجم الأرجنتيني، بالحالة النفسية التي يعيشها ميسي في ظل تصاعد نجومية البرازيلي نيمار خاصة أن العلاقة بين كل ما هو أرجنتيني وبرازيلي تبقى متوترة حتى وإن كانا في نفس الفريق، إذ أن ميسي بدأ يشعر بالغيرة من زميله، خاصة بعدما قاد "السامبا" للفوز على "التانغو" بثلاثية نظيفة في تصفيات كأس العالم، وفي ظل فارق السن بين ميسي ونيمار، فإن مستقبل النجومية في "الكامب نو " يبدو برازيلياً.
 
وما لفت الانتباه أيضًا بشأن أداء ميسي، انه على عكس المواسم المنصرمة فإن تألق غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد لم يعد يستفزه ويحفزه للرد عليه بأهداف مثلما كان يفعل سابقاً، بدليل ان "الدون" سجل ثنائية ثم ثلاثية في مواجهة بايرن ميونيخ الأوروبية، لم تثر حفيظة "البرغوث" ولم تبعث شهيته في هز الشباك.
 
و أمام هذه المعطيات، فإن "الكلاسيكو" وفي ظل غياب محتمل لنيمارسيكون فرصة لا تعوّض لميسي ليؤكد علو كعبه عندما يتعلق الأمر بالمواعيد الهامة، خاصة انه يعتبر أفضل هداف في تاريخ "الكلاسيكو" برصيد 21 هدفًا، كان آخرها في مباراة الإياب من بطولة" الليغا" في مارس من عام 2014 ، ومنذ ذلك التاريخ صام "الفتى الأرجنتيني" عن التسجيل في العرين المدريدي، وبالتالي فإن تألقه يجعله يضرب عدة عصافير بحجر واحد، من خلال إنهاء حالة الصيام عن التسجيل، وتعزيز فرص فريقه في الحفاظ على لقب "الليغا"، بالإضافة إلى دحض ادعاءات وسائل الإعلام خاصة المدريدية القائلة بأن عهد ميسي قد ولّى وما على البارسا إلا تسريحه والاستفادة من عائدات صفقته للبحث عن "ميسي جديد".