أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو "ان فيفا الجديد ديموقراطي وليس ديكتاتوريا"، في الكلمة التي ألقاها الخميس في افتتاح أعمال الجمعية العمومية الـ67 للاتحاد في مركز البحرين الدولي للمعارض في المنامة.

 وقال إنفانتينو في الوقت الذي لقي فيه قرار مجلس الاتحاد (المكتب التنفيذي سابقا) عدم التجديد لرئيسين نافذين في لجنة الاخلاق انتقادات عدة: "نحن نعيد تكوين الفيفا بعد كل الذي اصابها"، في إشارة الى أزمة فضائح الفساد التي مر بها الاتحاد الدولي منذ أيار/مايو 2015، والتي أدت الى رحيل سلفه السويسري جوزيف سيب بلاتر بعد استقالته ثم ايقافه.
 
وخاطب إنفانتينو الحاضرين بحزم:"بعد الآن، كل من يريد الثراء من كرة القدم من الموجودين في هذه القاعة، فليتركوا كرة القدم فورا". وأكد "ان فيفا تغير. ونحن اناس جدد سندع لافعالنا ان تتكلم عنا وليس اقوالنا"، مستنكرا ما سماه الاضاليل التي تبث حول وضع الاتحاد الدولي.
 
وانتقد السويسري بعنف "الخبراء الذين نالوا مبالغ مالية ضخمة لتطوير الفيفا". وتساءل:"ماذا فعلوا؟ بكل بساطة وضعوا نظاما غير قابل للتطبيق". ورفض "تلقي دروس من اشخاص فشلوا في حماية كرة القدم وفيفا". 
 
وكان مجلس فيفا الذي انعقد الثلاثاء، أوصى بعدم التجديد لرئيس غرفة التحقيق في اللجنة المستقلة السويسري كورنل بوربيلي ورئيس الغرفة القضائية الالماني هانس-يواكيم ايكرت، واستبدالهما، رافعا ذلك الى الجمعية العمومية التي تعقد الخميس اجتماعها في العاصمة البحرينية.
 
وكان بوربيلي وايكرت اللذان أتم كل منهما ولاية من أربع سنوات، الدافعين الاساسيين خلف التحقيقات في فضائح الفساد التي هزت المنظمة الكروية الأعلى عالميا منذ العام 2015، والعقوبات التي نتجت عنها، لاسيما ايقاف بلاتر والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني.
 
والأربعاء، رد بوربيلي في مؤتمر صحافي على هذه الخطوة، معتبرا انها تشكل "تراجعا في مكافحة الفساد". ورأى في تصريحات في المنامة ان القرار "يسير عكس الحوكمة الجيدة"، سائلا عن مصير "مئات الحالات" التي تبحث فيها اللجنة، في إطار فضائح الفساد التي تعصف بالاتحاد.
 
وأضاف "الاستبعاد يعني أمرا وحيدا هو انتهاء عملية الاصلاح (...) لجنة الأخلاق هي المؤسسة المفتاح لإصلاحات فيفا".
 
واعتبر ان أداء اللجنة بقيادته وايكرت كان شأنه "إعادة بعض الثقة في فيفا (...) لجنة الأخلاق كانت النموذج لكل عالم الرياضة".
 
وكان مجلس فيفا أوصى اثر اجتماعه باستبدال بوربيلي وايكرت، بالكولومبية ماريا كلوديا روخاس واليوناني فاسيليوس سكوريس.
 
وأدى بوربيلي وايكرت الدور الأبرز في حملة مكافحة الفساد التي شهدها الاتحاد الدولي خلال العامين الماضيين، وينظر اليهما على انهما يقفان خلف عقوبة الايقاف بحق الرئيس السابق للاتحاد السويسري جوزيف بلاتر، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، على خلفية تهم بالفساد ودفعات غير قانونية.
 
وترجح مصادر مقربة من الاتحاد الدولي ان أحد أسباب عدم التجديد لايكرت وبوربيلي، هو العلاقة المتوترة التي جمعت بين انفانتينو، ولجنة الأخلاق التي فتحت تحقيقا بشأن بعض ممارسات السويسري الذي انتخب رئيسا في شباط/فبراير 2016.
 
ولم يتم استكمال هذا التحقيق أو التوصل الى خلاصات بشأنه.