يحسم اليوم الأحد وبشكل رسمي هوية بطل الدوري الإسباني في نسخة الموسم الرياضي (2016-2017) عقب نهاية مباريات الجولة الثامنة والثلاثين والاخيرة من منافسات البطولة، والتي ستحسمها مباراتا برشلونة مع ضيفه آيبار وريال مدريد مع مضيفه ملقة.

 وبالنظر إلى الترتيب جدول الترتيب الحالي، والذي يتصدره ريال مدريد بفارق ثلاث نقاط عن غريمه برشلونة، فإن التعادل يكفي أبناء مدريد ليتوجوا باللقب للمرة الاولى منذ عام 2012 ، بينما يحتاج الكتالونيون الفوز على آيبار مع ترقب خسارة الريال أمام ملقة للحفاظ على لقب "الليغا" للعام الثالث على التوالي.
 
ورغم من أن كافة المعطيات الفنية توحي بأن ريال مدريد لن يفرط في الفرصة لإحراز لقب "الليغا" بعد خمسة مواسم من هيمنة ناديي برشلونة واتلتيكو مدريد على البطولة، إلا أن"البارسا" لا يزال متفائلاً ويؤمن بإمكانية حدوث معجزة تمنحه اللقب عبر تكرار معجزة سيناريو الموسمين الرياضيين (1991-1992) و(1992-1993).
 
والحقيقة أن برشلونة وكافة المنتسبين له يدركون جيداً انه لم يخسر شيئًا في الجولة الأخيرة طالما أنه أضاع البطولة في جولات سابقة، عندما أهدر نقاطًا بالجملة وتلقى هزائم مفاجئة، حيث لم يتبقَ له سوى خوض غمار الجولة الأخيرة ضد آيبار وترقب ما تسفر عنه نتيجة مباراة ملقة مع ضيفه ريال مدريد.
 
ويؤمن "البلوغرانا" بإمكانية فوز ملقة على ريال مدريد، خاصة وانه سيواجهه على ملعبه وأمام جماهيره، حيث سيخوض النزال ليس من أجل اللقب، أو من اجل تحقيق البقاء وتفادي السقوط بل من اجل الحفاظ على احترام مصداقيته أمام بقية الأندية عبر خوضه مواجهة نزيهة وتقديم أقصى جهوده لتحقيق الانتصار حتى وإن كان ذلك سيكلفه غاليًا بالنظر إلى حرمانه من مُكافأة المليون يورو نظير تتويج لاعبه السابق إيسكو (لاعب ريال مدريد حالياً ) بلقب "الليغا"، بالإضافة إلى وعيه جيداً بأن نزاهته ومصداقيته ليست لهما ثمن.
 
وسبق لبرشلونة أن توج بلقب "الليغا" بفضل نزاهة فرق أخرى خاصة في نسخة موسم (1991-1992) عندما فاز باللقب بفضل الانتصار الذي حققه نادي تينيريفي على غريمه ريال مدريد، وهو ما منح البطولة لـ "البارسا" بفارق نقطة عن غريمه "المرينغي "، ثم تكرر نفس السيناريو المعجزة في الموسم الموالي (1992-1993) حيث خسر "الأبيض الملكي " سباق الدوري بسبب هزيمته الأخيرة على يد تينيريفي فمنح اللقب لغريمه الكتالوني.
 
ومنذ يوم الأربعاء، وتحديداً عقب الفوز الذي حققه ريال مدريد على سيلتا فيغو في المباراة المؤجلة بينهما، فإن الصحافة الإسبانية سواء الكتالونية أو المدريدية دأبت على الحديث عن معجزة تينيريفي وإمكانية إعادة حدوثها من قبل نادي ملقة الذي سيؤدي دور تحديد هوية بطل "الليغا"، والاختيار بين الريال والبارسا وهو السيناريو الذي يمنح جرعة أمل لعشاق "البلوغرانا" ويبقي على آمالهم في انتزاع اللقب من فم الأسد.
 
في المقابل، فإن هذا السيناريو يمثل كابوسًا يؤرق "المدريديستا" عشاق الأبيض الملكي خاصة بعد الحملة التي شنتها الإدارة والصحافة الكتالونية باتهامها نادي ملقة بنيته التنازل عن نقاط مباراته للريال كون مدربه ميشيل غونزاليس محسوباً على نادي ريال مدريد، لأنه من نجومه السابقين، وكان ضمن الفريق الذي خسر أمام تينيريفي، وهي الحملة التي جعلت نادي ملقة في موقف حرج وفي أضيق الزوايا، وفرضت عليه خوض المباراة اختبارًا لمصداقيته ونزاهته.