سالم شرقي – دبي: يعتقد البعض أن نادي برشلونة قرر الإنفصال عن الشراكة مع قطر، وإنهاء عقد رعاية "الخطوط الجوية القطرية" لمجرد أن العقد ينتهي تلقائياً خلال الشهر الجاري، ويبدو أن ذلك صحيح ظاهرياً، ولكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، فقد كانت هناك ضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة على مدار السنوات الماضية لإنهاء العلاقة مع قطر بسبب التقارير التي تربطها بالإرهاب، وكذلك التقارير التي تحمل الكثير من الحقائق عن إنتهاكات حقوق العمال الذي يشيدون البنية التحتية للمونديال من ملاعب وطرق وفنادق وغيرها.

اليابان بدلاً من قطر

قريباً جداً وتحديداً في مطلع يوليو المقبل سوف يظهر فريق برشلونة بقميص يحمل إسم "رايكوتين" وهي شركة تجارة إلكترونية يابانية، نجحت في توقع عقد رعاية مع برشلونة تبلغ قيمته الكلية 200 مليون يورو، وهو الراعي الجديد بدلاً من قطر، الأمر الذي يجعل أعضاء البارسا داخل كتالونيا، وكذلك الملايين من عشاق النادي الإسباني حول العالم يشعرون بشئ من الإرتياح فيما يتعلق بسمعة ومكانة الجهة الراعية للنادي.

مفاوضات لم تكتمل

على مدار العامين الماضيين إستمرت المفاوضات بين قطر وإدارة برشلونة لتمديد عقد رعاية الخطوط الجوية القطرية لقميص النادي الكتالوني، إلا أن ضغوطاً جماهيرية وتحديداً من جانب جمهور برشلونة في إسبانيا، وجمهوره في الخارج من خلال منصات السوشيال ميديا، وكذلك التقارير الإعلامية الضاغطة في صحافة إسبانيا، وتقارير من منظمات حقوقيه عالمية كان لها جميعاً مفعول كبير في تراجع إدراة برشلونة عن تمديد العقد خوفاً من صحة التقارير التي تؤكد تمويل قطر للإرهاب، وانتهاك حقوق العمال لديها.

عاصفة المقاطعة

وفي تطورات جديدة جاء قرار الإمارات والسعودية ومصر والبحرين واليمن بقطع العلاقات مع قطر لتدفع نادي برشلونة للتعليق على الموقف موضحاً أن برشلونة لن يتأثر لأنه سوف ينهي علاقته مع الراعي القطري نهاية الشهر الحالي، ومن ثم لن تمتد التأثيرات أو تسمتر لفترة طويلة في ظل إنتهاء العلاقة رسمياً بين برشلونة وقطر قريباً، أو هي في حكم المنتهية فعلياً بعد الإعلان عن التوقيع مع الراعي الياباني.

شريك غير أخلاقي

وكانت الصحافة الإسبانية، وتحديداً الرياضية منها، مثل صحف آس وماركا في مدريد، وكذلك سبورت في برشلونة قد أشارت إلى أن العلاقة بين برشلونة وقطر ليست محل رضا وترحيب من جمهور برشلونة، وعلى الرغم من ذلك فقد تم تجديد الإتفاقية بين الطرفين أكثر من مرة في فترات سابقة، &وتحدث أعضاء برشلونة في أكثر من إجتماع بالنادي عن ضرورة البحث عن &"شريك أخلاقي" يتناسب مع تقاليد وأخلاقيات وتاريخ برشلونة بدلاً من قطر التي تحيط بها إتهامات تتعلق برعايتها للإرهاب، وإنتهاك حقوق العمال الذين يقومون ببناء المنشآت الخاصة بمونديال 2022، والمحصلة أن الضغوط على مدار سنوات طويلة أسفرت عن خلع برشلونة لقميص قطر وارتداء قميص يحمل إسم الشركة اليابانية.