تنطلق كأس القارات السبت عندما تتواجه روسيا المضيفة مع نيوزيلندا في سان بطرسبورغ وسط مخاوف من تكرار أعمال الشغب التي رافقت كأس أوروبا الصيف الماضي في فرنسا.

وقبل عام على استضافتها لكأس العالم، تأمل روسيا في ألا تواجه المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة التي تجمع أبطال القارات وبطل العالم إضافة الى البلد المضيف، مشاكل مرتبطة بعنف الجمهور والعنصرية.

وتعتبر البطولة التي تقام بين 17 حزيران/يونيو والثاني من تموز/يوليو، بمثابة "بروفة" بالنسبة للبلد المضيف من أجل الوقف على استعدادته للحدث الأهم، أي كأس العالم.

وأكد فيتالي موتكو، نائب رئيس الوزراء الحالي ووزير الرياضة الروسي السابق، ان "روسيا بلد آمن تماما وأنا متأكد من أن جمهورنا الكروي سيتصرف بشكل ملائم"، وذلك بحسب ما نقلت وكالة "تاس".

وتابع موتكو الذي يشغل ايضا منصب رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم، "علينا جميعا، كما الحال بالنسبة الى الذين سيزوروننا، احترام ثقافة وتقاليد روسيا. بلد آمن ومنفتح".

وتعتبر ألمانيا بطلة العالم، والبرتغال بطلة أوروبا مع نجمها كريستيانو رونالدو، وتشيلي بطلة أميركا الجنوبية، الأوفر حظا للمنافسة على اللقب ورفع الكأس يوم الثاني من تموز/يوليو في سان بطرسبورغ.

وتتواجد روسيا المضيفة في المجموعة الأولى الى جانب البرتغال، والمكسيك بطلة الكونكاكاف لعام 2015، ونيوزيلندا بطلة أوقيانيا.

وتضم المجموعة الثانية ألمانيا وأستراليا بطلة آسيا 2015، والكاميرون المتوجة مطلع السنة الحالية بلقب كأس الأمم الأفريقية.

وشكك مدرب ألمانيا يواكيم لوف بجدوى إقامة كأس القارات بين كأسي أوروبا 2016 والعالم 2018، مؤكدا انه "لن أكون حزينا على الأرجح لو ألغيت كأس القارات 2021".

وفضل لوف المشاركة في كأس القارات بتشكيلة رديفة من أجل إراحة نجوم المنتخب، لاسيما أن مونديال 2018 سيكون البطولة الثالثة في غضون ثلاثة أعوام بعد كأس أوروبا 2016 وكأس القارات 2017.

- أمن ومخاوف من العنصرية -

وسافر لوف الى روسيا دون العديد من النجوم وبتشكيلة رديفة لا تضم سوى ثلاثة لاعبين من الذين قادوا "ناسيونال مانشافت" الى لقب مونديال 2014 في البرازيل.

وعندما أعلن المدرب (57 عاما) تشكيلته للبطولة، تضمنت سبعة لاعبين دون أي مباراة دولية، مفضلا اراحة لاعبين مثل مسعود اوزيل وتوماس مولر وجيروم بواتنغ وماتس هوملز وطوني كروس.

ويخوض أبطال العالم كأس القارات بمنتخب خاض لاعبوه مجتمعون 104 مباريات دولية، ما يؤكد بأن الألمان ليسوا مهتمين كثيرا بالعودة باللقب من روسيا التي ستفرض المزيد من التعزيزات الأمنية في المدن الأربع المضيفة، لاسيما بعد الاعتداء الذي حصل في مدينة مانشستر الإنكليزية الشهر الماضي.

وعلى المشجعين الذين يريدون حضور مباريات كأس القارات 2017 تسجيل التفاصيل المتعلقة بهم للحصول على بطاقة تعريف تسمح لهم بدخول الملاعب ويجب ارتدائها لكي يتمكنوا من حضور المباريات.

ويسعى الروس الى تجنب سيناريو الصيف الماضي خلال كأس أوروبا 2016 في فرنسا، حينما وقعت أعمال شغب حادة بين المشجعين الروس والانكليز في مرسيليا قبل وخلال مباراة الفريقين في دور المجموعات، ما تسبب بنقل 19 مشجعا إنكليزيا الى المستشفيات.

كما ثمة مخاوف من التصرفات العنصرية، لاسيما في ظل ما حصل الشهر الماضي خلال كرنفال في سوتشي للاحتفاء بالمنتخبات الثمانية المشاركة في كأس القارات، إذ قام بعض المشاركين بطلاء وجههم باللون الأسود وحملوا الموز في إشارة الى المنتخب الكاميروني.

وأكدت مدينة سوتشي أن الكرنفال كان "احتفالا بالقارات المختلفة وشهادة على السلوك المنفتح لروسيا"، مضيفة في بيان "لم يتعمد الاستعراض إهانة أحد بأي شكل من الأشكال".

ولطالما شهدت اللعبة في روسيا تصرفات عنصرية بحق اللاعبين ذوي البشرة السوداء، ما يثير تساؤلات بشأن كيفية التعامل مع المشجعين ذوي البشرة الملونة الذين سيزورون البلاد خلال كأسي القارات والعالم.

وفي مقابلة أجراها عام 2015، كشف المهاجم البرازيلي هولك الذي دافع عن ألوان زينيت سان بطرسبورغ من 2012 حتى 2016، أنه تعرض للإهانات العنصرية "في كل مباراة لعبتها تقريبا"، مضيفا "إذا حصل ذلك (العنصرية) في كأس العالم، فسيكون أمرا مثيرا للاشمئزاز حقا وبشعا للغاية".