ارتفعت أسهم لاعب وسط منتخب المانيا لكرة القدم المشارك في كأس القارات في روسيا ليون غوريتسكا بنسبة كبيرة ليصبح مرشحا جديا للانضمام الى "ناسيونال مانشافات" في كأس العالم 2018، بعد مساهمته المباشرة في الأهداف الثلاثة لفريقه في المباراة الأولى أمام استراليا (3-2) الاثنين.

ويرتقب ان يؤدي غوريتسكا دورا مماثلا في المباراة الثانية لأبطال العالم، أمام تشيلي بطلة أميركا الجنوبية 2015 و2016، الخميس.

ويكفي المديح الذي كاله المدرب الالماني يواكيم لوف لتعزيز حظوظ لاعب وسط شالكه الشاب (22 عاما)، اذ قال انه "قوي جدا، وكان كذلك خلال الأيام الثلاثة الماضية. كان حاضرا وعمل كثيرا في المباراة. تفوق في المواجهات المباشرة مع المدافعين وزود المهاجمين بكرات في العمق".

أضاف "من الصعب ان تدافع ضده، شاهدناه حاضرا في الهدف الثالث. انه في مستوى عال وترك انطباعا جيدا لدى الجميع"، وذلك في حديثه عن اللاعب البالغ طوله 1,89 مترا.

ويتابع المدرب غوريتسكا الذي يجيد اللعب في اكثر من مركز وسط الميدان، منذ فترة، واستدعاه الى التشكيلة الأولية (من 30 لاعبا) قبيل مونديال 2014 في البرازيل، قبل ان يتخلى عنه لاصحاب الخبرة عندما قلص القائمة الى 23 لاعبا.

ولم يخف لوف نيته الاستفادة من كأس القارات للادخال بعض العناصر الشابة الى المنتخب الذي سيدافع بعد عام عن لقبه العالمي، وعليه يستطيع غوريتسكا ان يأمل في ان يكون احد هؤلاء الشباب وان يلعب الى جانب سامي خضيرة وطوني كروس.

ويشكل غوريتسكا مع زميله في شالكه ألكسندر ماير ومهاجم باريس سان جرمان الفرنسي يوليان دراكسلر حامل شارة القائد في البطولة الحالية، أبرز اللاعبين الواعدين في الكرة الالمانية.

وكان غوريتسكا قال الاثنين لدراكسلر بعدما شاهد العدد المنخفض للمشجعين في مدرجات ملعب سوتشي خلال مباراة الاثنين مع استراليا "عليك باشعال المدرجات اليوم".

- "بصدد وضع لبناتي الاولى" -

وقدم الجناح دراكسلر مستوى طيبا في المباراة الاولى واختير أفضل لاعب فيها، الا ان غوريتسكا لكن غوريتسكا كان محور الحركة للمنتخب الألماني في المباراة.

فبعدما ساهم في صنع الهدف الاول، حصل غوريتسكا على ركلة جزاء سجل منها دراكسلر الهدف الثاني، ثم سجل الثالث بنفسه هو الاول له مع المنتخب في سادس مباراة دولية.

وقاد غوريتسكا مع سيباستيان رودي خط الوسط الالماني، لكنه كان المخطط وصانع الالعاب وملهم زملائه في الهجوم، وهو مركز شغله لفترة طويلة مع شالكه ونجح في ملئه.

وعلق على ادائه بالقول "كصانع العاب، يجب ان تقدم اداء طيبا. هذه هي الخطوة الاولى المطلوبة لتفرض نفسك. بعد ذلك، يمكن ان تلتفت الى الاخرين وان تدربهم في هذا الاتجاه. أنا في صدد وضع لبناتي الأولى".

أضاف "سأحاول في المباريات المقبلة مساعدة زملائي في الفريق".

ويحتاج غوريتسكا الى اثبات نفسه خلال البطولة وعدم الاكتفاء بتقديم عرض جيد على حساب المنتخب الاسترالي المتواضع، وان يكون على مستوى البطولة بعدما كان سيىء الحظ في اولمبياد ريو 2016.

واختير غوريتسكا ليكون قائد المنتخب الاولمبي في العاب ريو دي جانيرو من قبل المدرب هورست هروبيش، الا انه تعرض لاصابة بالغة في بداية الدورة ولم يستطع الاستمرار مع المنتخب الذي خسر في النهائي امام نظيره البرازيلي بقيادة النجم نيمار بركلات الترجيح.

- هامش من التطور -

واذا كانت انطلاقة غوريتسكا أصبحت ممكنة فلأنه تخلص من بعض المشاكل البدنية والصحية، اذ سبق له ان وقع ضحية التهابات مستمرة في الامعاء أدت الى إبطاء مسيرته في التعافي بعد كل مباراة، ثم وجد توازنا جديدا من خلال تغيير عاداته الغذائية.

ويتمتع اللاعب بهامش من التطور خصوصا على صعيد الاحصاءات وحتى لو كانت متفقة مع المطلوب من لاعب الوسط (19 هدفا و20 تمريرة حاسمة في 154 مباراة مع بوخوم وشالكه).

وقال المدرب الفرنسي-الالماني غيرنوت رور في تحليل لمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة "انه شاب يركض كثيرا، مبدع وقادر على ممارسة بعض الضغظ" على المنافس.

واضاف "ما ينقصه هو بعض القوة البدنية، لكنه قادر على اكتسابها، وغدا سيسمح له بالقتال اكثر، وهو من الناحية الفنية موهوب جدا: يلعب بالقدم اليسرى وبالقدم اليمنى ولديه ضربات رأس محكمة فضلا عن تمريرات مركزة ورؤية ثاقبة للعب".