يُعد نادي مانشستر يونايتد في أفضل رواق للتعاقد مع المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في حال تأكد أن الأخير سيرحل عن ناديه ريال مدريد الإسباني خلال الميركاتو الصيفي بحكم العلاقة الجيدة التي تربط النجم البرتغالي بمسؤولي النادي الإنكليزي، بعدما أقام في قلعة "الاولدترافورد" 6 أعوام من عام 2003 وحتى عام 2009 ، فضلاً عن امتلاك "اليونايتد" للإمكانيات المالية الكافية لتمويل وحسم الصفقة لصالحه. 

وفي وقت يلقى انتداب مانشستر يونايتد للنجم البرتغالي تأييداً من قبل عشاق النادي قبل ملاكه ومدربه، فإن مجلة "فور فور تو" البريطانية كان لها رأي آخر في هذه الصفقة، حيث ترى بأن تعاقد اليونايتد مع رونالدو لا جدوى منه، وأن الصفقة سيكون مصيرها الفشل، مستدلة على رأيها بخمسة أسباب اعتبرتها موضوعية ووجيهة، مما يتحتم على مسؤولي "اليونايتد" مراعاتها لصرف أنظارهم عن النجم البرتغالي. 
 
السبب الأول (القيمة والراتب)
 
ويتعلق بالشق المالي للصفقة في حال إتمامها، لأن إدارة ريال مدريد لن تتنازل عن رونالدو بشكل مجاني، بعدما لجأت في نهاية العام المنصرم إلى تمديد عقد اللاعب مع النادي لغاية عام 2021 ، ورفعها قيمة الشرط الجزائي لفسخ العقد إلى مليار يورو.
 
ومهما نجحت المفاوضات في تقليص قيمة الانتقال، فإن سعر تذكرة عودة رونالدو إلى مانشستر يونايتد سيكون كافياً لخزينة الأخيرة لتمويل صفقات على الأقل أربعة انتدابات خلال الصيف الحالي .
 
أما رونالدو فهو لن يرضى بأي راتب أسبوعي يتم منحه إياه، حيث سيقاتل مع وكيل أعماله من اجل الاحتفاظ بنفس الراتب الذي يتقاضاه في مدريد والبالغ 400 ألف إسترليني أسبوعيًا، حتى انه سيسعى إلى رفعه لأكثر من ذلك، في وقت يعاني مانشستر من مشكلة ارتفاع رواتب لاعبيه قبل أن تعرف إنفراجًا بعد رحيل السلطان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عن صفوف الفريق .
 
السبب الثاني (حسابات تكتيكية جديدة)
 
ويتعلق هذا الجانب بأن رونالدو الذي غادر نادي مانشستر في عام 2009 ليس هو رونالدو الذي سيعود إليه في عام 2017 ، إذ ان عودته ستفرض على المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو تغيير حساباته وخططه التكتيكية لتكوين فريق يكون محوره رونالدو، تماماً مثلما كان عليه الحال في النادي الملكي، من اجل أن يكون المهاجم البرتغالي قادراً على تقديم المردود والأداء الأفضل، وهذه الثورة تحتاج إلى انتدابات أخرى وإلى إجراءات وقرارات جديدة قد تضر بالفريق حتى وإن استفاد منها رونالدو ليستمر في قمة مستواه وعطائه.
 
السبب الثالث ( مردود تهديفي متراجع)
 
ويخص المردود التهديفي لرونالدو الذي سجل خلال الموسم المنصرم تراجعًا لافتاً، خاصة في بطولة الدوري الإسباني، وهو ما يؤكد انخفاض مستواه مع تقدمه في العمر، إذ لا يمكن ان يكون تألقه في في المباريات الخمس الأخيرة من بطولة دوري أبطال أوروبا أن يخفي هذا التراجع الذي ظهر عليه "الدون"، على الرغم من ان الفرص التهديفية في ريال مدريد تتاح له أكثر بكثير مما هو متوقع أن تتاح له في مانشستر، نظراً لنوعية اللاعبين الموجودين إلى جانبه في الفريق. 
 
وكان ريال مدريد قد نجح في تحقيق انتصارات كاسحة حتى في غياب رونالدو، وهذا مرده أن صانعي الفرص ومهندسي الهجمات المدريدية هم من يقودون الفريق لتحقيق انتصاراته، وليس الهداف البرتغالي الذي كان يكتفي بدور إنهاء الهجمات . 
 
وقارنت الصحيفة بين معدل رونالدو في ترجمة الفرصة إلى أهداف ومعدلات زميله الإسباني ألفارو موراتا و البلجيكي روميلو لوكاكو هداف نادي ايفرتون الإنكليزي، فكانت النتيجة في غير صالح الدولي البرتغالي، الذي اكتفى بنسبة تحويل بلغت 15% مقابل 22% للدولي البلجيكي و 27% للدولي لاسباني.
 
السبب الرابع (عامل السن) 
 
لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال عامل السن عند انتداب أي لاعب مهما كان سعره وإسمه، فأي لاعب تجاوز أو اقترب سنه من بلوغ الثلاثين عاماً، لا يتم اعتبار التعاقد معه كصفقة إستراتيجية للنادي . 
 
ورونالدو تجاوز سن الـ 32 عاماً، و تأثير ذلك ظهر عليه خلال منافسات الموسم المنصرم عندما اضطر المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى إراحته في مباريات عديدة حتى يتمكن من خوض بقية المباريات بكامل لياقته، وهذا لم يكن ليحدث قبل بلوغه سن الـ 30 عاماً .
 
وبناء على هذه المعطيات، فإن رونالدو في حال انتقل إلى مانشستر يونايتد، فإنه سيحتاج الى راحة إيجابية من خلال إعفائه من العديد من المباريات من أجل الظهور بأداء لائق في بقية الاستحقاقات، في وقت ان مورينيو ليس مستعداً لانتداب لاعب مكلف من اجل إراحته طالما انه يدرك جيداً بان قلعة "الاولدترافورد " ليست حقلاً للتجارب، خاصة أن حالة مهاجم الفريق المخضرم الإنكليزي واين روني تؤكد هذه النظرية ، إذ تراجع مردوده بعدما تجاوز سن الثلاثين حتى وإن كان لا يزال يحتفظ بنفس الراتب والمزايا المالية.
 
السبب الخامس (عقلية مورينيو) 
 
تختلف عقلية المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن نظيره الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، فالمدير الفني البرتغالي أقل تسامحًا مع النجوم ويُصر على توظيفهم لأقصى درجة ممكنة بدليل انه أقحم إبراهيموفيتش خلال 27 مباراة ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في منافسات الدوري الممتاز رغم انه تجاوز الـ 35 عاماً من عمره .
 
وفي حال انضمام رونالدو لكتيبة "الشياطين الحمر" ، فإن إقحامه في كل جولة سيؤثر سلباً على مستواه البدني والفني وسيتحول إلى عبء على زملائه، وفي هذه الحالة فإن علاقته مع مورينيو ستعود الى نقطة الصفر، مثلما كان عليه الحال عندما عملا معاً في ريال مدريد، خاصة في حال أخرجه من خياراته التكتيكية وأبقاه على دكة الاحتياط، وهو ما قد يحول رونالد إلى قنبلة موقوتة تهدد بنسف غرف ملابس مسرح الأحلام.