تبدأ السلوفاكية دانييلا هانتوتشوفا فصلا جديدا من حياتها يلفه الخوف والحماس في الوقت نفسه، وذلك بعدما قررت وضع حد لمسيرتها في ملاعب كرة المضرب.

هانتوتشوفا (34 عاما) التي كونت قاعدة جماهيرية واسعة ساهمت فيها مقوماتها الجمالية التي تؤهلها لتكون عارضة أزياء، بلغت المركز الخامس في التصنيف العالمي للاعبات المحترفات، الا ان صعودها السريع انعكس سلبا عليها في عالم الكرة الصفراء وتراجعت سريعا.

وبعدما استعادت توازنها، أصبحت السلوفاكية اللاعبة الخامسة فقط في التاريخ تفوز بالبطولات الأربع الكبرى عن فئة الزوجي المختلط أعوام 2001 (ويمبلدون الانكليزية) و2002 (استراليا المفتوحة) و2005 (رولان غاروس الفرنسية وفلاشينغ ميدوز)، بينما كانت أفضل نتيجة لها في فردي السيدات نصف نهائي بطولة استراليا المفتوحة عام 2008.

توصلت الى قرار الاعتزال سريعا خلال الأسبوعين الأخيرين، وتحدثت عن المسألة الجمعة في اليوم الأول لها بعد الاعتزال.

وقالت هانتوتشوفا على هامش بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى المقامة حاليا في لندن، "قمت بالكثير لأعوام طويلة. شعرت بأن الوقت حان لطي الصفحة وبدء حياة جديدة".

وكانت المشاركة الأخيرة للسلوفاكية على ملاعب كرة المضرب في أيار/مايو الماضي، عندما بلغت ربع نهائي دورة الرباط، قبل ان تتعرض لكسر في ضلعها "منعني طيلة شهرين من القيام بأي شيء".

أضافت "فجأة، وصلت الى اليوم الذي لم أشعر فيه باشتياق للذهاب الى صالة الرياضة والتمارين، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق"، مشيرة الى انها قامت "بعملية التأهيل (من الاصابة) وحاولت تجاهله (الشعور)، لكنه لازمني".

- كسر الإيقاع -

ترتبط حياة محترفي كرة المضرب على الدوام بالمباراة التالية، الطائرة التالية، المدينة التالية، والانتقال بين الفنادق في كل أنحاء العالم على الإيقاع السنوي للبطولات.

لكن على رغم المخاوف الأولية، تتطلع هانتوتشوفا إلى كسر نمط حياتها، مؤكدة "إن حرية غياب اليقين مثيرة حقا. كان من المخيف بعض الشيء أن أقوم بهذه الخطوة لكن بمجرد أن قمت بها، انتابني شعور رائع. (في السابق) كنت أعرف ما ينتظرني كل أسبوع لكن الآن ليس لدي أدنى فكرة عما ينتظرني، وهذا ما أحبه".

وواصلت السلوفاكية الفائزة بسبعة القاب في الفردي خلال مسيرتها من أصل 16 مباراة نهائية وآخرها عام 2015 في دورة باتايا، "فجأة أصبح في إمكاني التخطيط للعطل. في إمكاني التفكير بالمكان الذي سأقضي فيه عيد الميلاد، وهو شيء لم أتمكن من القيام به طوال حياتي. إنها تلك الأشياء الصغيرة التي تجعلني سعيدة جدا".

وتشمل الخطط المستقبلية للسلوفاكية المقيمة في مونتي كارلو الزواج، تكوين أسرة، تطوير عملها في مجال ألواح البروتين ومواصلة وظيفتها التلفزيونية الحديثة كمحللة لمباريات كرة المضرب.

وتقول بهذا الصدد "في ما يخص العمل، أنا منفتحة حقا على أي شيء"، مؤكدة في الوقت نفسه انها لن تنتقل الى مهنة التدريب.

- صعود، سقوط وولادة جديدة -

دخلت هانتوتشوفا عالم الاحتراف عام 1999، وسرعان ما تركت بصمتها لاسيما عام 2002 حين شقت طريقها صعودا في تصنيف المحترفات وأحرزت لقب دورة انديان ويلز الاميركية على حساب السويسرية مارتينا هينغيس.

الا ان الأمور اختلفت بشكل جذري في العام التالي، إذ إنهار كل شيء بالنسبة الى اللاعبة التي اضطرت مرارا وتكرارا الى نكران أنها تعاني من فقدان الشهية المرضي، ووصل بها الأمر الى حد الانهيار والبكاء على أرضية الملعب في بطولة ويمبلدون.

وتطرقت هانتوتشوفا الى هذه المرحلة من مسيرتها قائلة "الأمر كان بسيطا جدا. اختبرت عاما مذهلا (2002)، الأمور سارت بسرعة كبيرة، لذلك من البديهي أن يكون العام التالي صعبا".

وواصلت "عندما أعود بالزمن وأفكر بما حصل في تلك الفترة، يبدو كل شيء سهلا للغاية، كان يجب ان أفعل هذا او ذاك. لكن تلك هي اللحظات التي جعلتني حقا قوية. لن أكون الشخص الذي أنا عليه اليوم لولا تلك الأوقات".

وعلى رغم كسبها أكثر من 10 ملايين دولار خلال مسيرتها، الا ان مسعاها نحو الألقاب الكبرى اصطدم بوجود الشقيقتين سيرينا وفينوس وليامس اللتين هيمنتا على الرياضة لأعوام طويلة.

لكن هانتوتشوفا أحبت الصراع معهما لأنهما "دائما ما دفعتاني، خاصة سيرينا، لايجاد طريقة من أجل التطور دائما".

ولا تقتصر موهبة هانتوتشوفا على كرة المضرب، بل هي تعزف البيانو وتتطلع لاستعادة نشاطها الموسيقي، مؤكدة "أريد أن أبدأ في ذلك من جديد عندما يسنح لي الوقت لأنه شيء أستمتع به حقا، وأنا نادمة لأني توقفت. الآن، يجب أن أعود إلى الأساسيات".