ارتبط اسم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي بالألقاب والبطولات منذ النجاح الباهر الذي حققه مع نادي بورتو البرتغالي، ثم تلتها نجاحات وإنجازات كبيرة حققها في إيطاليا وإسبانيا وإنكلترا، غير أن اسمه ارتبط أيضا بالصفقات والانتدابات الكبيرة التي أتمها في كافة الأندية التي تولى تدريبها .

وكان مورينيو لا يتأخر في جلب أي لاعب مهما كان سعره، حتى انه لا يتردد في رفع سعر أي نجم لإزاحة أي منافس من طريقه، ليصبح اسمه مرتبطًا بالإنفاق إلى درجة مبالغة فيها، بعدما بلغ إجمالي ما أنفقه على الانتدابات ملياراً و 361 مليون يورو ، منذ توليه الإدارة الفنية لنادي بورتو في عام 2002 ليكون أكثر المدربين إنفاقاً والأكثر تكلفة لتحقيق الألقاب، بل أن "السبشل وان" انفق أكثر مما أنفقته بعض الأندية الكبيرة ، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "ماركا" الإسبانية، بناء على أرقام أوردها موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في سوق انتقالات اللاعبين والشؤون المالية في كرة القدم.
 
هذا وارتفع إنفاق مورينيو على الانتدابات ليقترب من حاجز المليار و نصف المليار بعد آخر صفقتين قام بهما لصالح فريقه الحالي مانشستر يونايتد ، بتعاقده مع كل من المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو من نادي إيفرتون الإنكليزي والمدافع السويدي فيكتور لينديلوف من نادي بنفيكا البرتغالي ، مع توقعات بأن يقترب الرقم من المليار الثاني خلال الميركاتو الجاري.
 
وكان مورينيو قد نجح في فرض أسلوبه وعقليته على رؤساء الأندية التي درب فرقها، حيث لا يتردد مع انطلاق كل ميركاتو صيفي أو شتوي في تحديد قائمة احتياجاته ، وما على ملاك النادي سوى رصد الأموال الضرورية لتنفيذها.
 
البداية في البرتغال
 
اشرف مورينيو على الجهاز الفني لنادي بورتو في الفترة من عام 2002 إلى عام 2004 ، إذ قاده ليحرز لقب الدوري المحلي ومعه لقب الدوري الأوروبي، قبل أن يقوده إلى أكبر مجد بنيله لقب دوري أبطال أوروبا، وهي الإنجازات التي قابلها النادي بإنفاقه لـ 11.7 مليون يورو فقط ، في ظل سياسة النادي القائمة بالاعتماد على أبناء النادي وانتداب اللاعبين الشباب المغمورين خاصة من أميركا الجنوبية.
 
أول تجربة خارجية 
 
وبعد نجاحه مع نادي بورتو، أصبح مورينيو المطلب الأول للعديد من الأندية الأوروبية الكبيرة المتعثرة، التي رأت فيه الطبيب المختص الذي يمتلك الوصفة السحرية لإخراجها من أزماتها الفنية، فاختار الانتقال إلى إنكلترا لتدريب نادي تشيلسي نزولاً عند رغبة مالكه الثري الروسي رومان ابراموفيتش الذي وضع تحت تصرفه ميزانية ضخمة لإعادة تشكيل التركيبة البشرية لـ"البلوز". 
 
ومع تشيلسي برز بذخ مورينيو على الانتدابات بعدما بلغت قيمة انفاقه 714.5 مليون يورو، وزعت على فترتين من توليه مهام الإشراف الفني على الفريق اللندني، حيث كانت الأولى من عام 2004 إلى عام 2007 ، بينما كانت الثانية من عام 2013 إلى عام 2015. 
 
ورغم بلوغ إنفاق المدرب البرتغالي لهذا السقف، إلا أن مورينيو لم ينجح في تحقيق كافة أحلامه ليكتفي بتحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الذي تشرف بتسلمه ثلاث مرات مقابل إخفاقه مراراً وتكراراً على الصعيد القاري.
 
نجاح باهر في إيطاليا
 
أما تجربته في الملاعب الإيطالية على رأس الجهاز الفني لنادي إنتر ميلان في الفترة من عام 2008 وحتى عام 2010 ، فقد كلف خزينة الرئيس ومالك النادي الإيطالي ماسيمو موراتي ما يقارب من 152.3 مليون يورو ، كانت كفيلة بقيادة مورينيو لكتيبة الـ" نيراتزوري" لتحقيق حلم طال انتظاره، بعدما نال الثلاثية التاريخية في عام 2010 من خلال التتويج بلقب "الدوري والكأس" المحليتين، وبطولة دوري أبطال أوروبا ، قبل أن يتركه ويرحل إلى إسبانيا.
 
كسر هيمنة برشلونة
 
وفي إسبانيا، اختير مورينيو ليتولى تدبير الشؤون الفنية لنادي ريال مدريد بعدما عجزت أسماء من قبله على إعادته إلى مكانته خاصة على الصعيد القاري، حيث لم يتردد رئيس النادي الإسباني فلورنتينو بيريز في تلبية مطالب "السبيشل وان" ليصل إنفاقه إلى حدود 177.5 مليون يورو ، ساهمت في حصده للقبين محليين، هما كأس الملك والدوري الإسباني.
 
تجربة إنكليزية جديدة
 
أما إنفاقه على الانتدابات مع نادي مانشستر يونايتد الذي تولى تدريبه في شهر يوليو من عام 2016 ، فقد بلغ لغاية صفقة البلجيكي لوكاكو 305 ملايين يورو ، منها 105 ملايين يورو تكلفة انتداب لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا من نادي يوفنتوس الإيطالي، حيث فشل الفني البرتغالي في موسمه الأول في قيادة "الشياطين الحمر" لاستعادة بطولة الدوري الإنكليزي، كما عجز عن خطف إحدى البطاقات المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا ، مكتفيًا بتحقيقه بطولة الدوري الأوروبي وكأس الرابطة الإنكليزية.
 
ومن اللافت للنظر في مسيرة المدرب مورينيو مع الأندية الستة التي اشرف على تدريبها بما فيها فريقه الحالي مانشستر يونايتد أن الإنفاق كلما زاد أكثر، كلما اخفق البرتغالي الشهير في تحقيق هدفه المنشود خاصة على مستوى مسابقة دوري أبطال أوروبا التي نالها مع ناديي بورتو و إنتر ميلان بإنفاق متواضع.
 
في المقابل، ظلت اقدام مورينيو تتعثر عند عتبة "المربع الذهبي" في بطولة دوري أبطال أوروبا مع ناديي ريال مدريد و تشيلسي، حتى أصبح يُلقب إعلامياً وجماهيرياً بـ "السبيشل نصف النهائي" بدلاً من "السبيشل وان"، رغم انه مع الناديين صرف مبالغ أكبر في مشواره الكروي .
 
و رغم أن تشيلسي و ريال مدريد نجحا في حصد لقب "صاحبة الأذنين" بعد رحيل مورينيو عن فريقهما، فإن عشاق "الشياطن الحمر" يخشون تكرار ذات السيناريو في مانشستر.