بررت صحيفة "ذا صن " البريطانية عزوف النجوم الكبار في أوروبا عن الانتقال للعب في الدوري الإنكليزي الممتاز و تفضيلهم اللعب في إسبانيا أو ألمانيا و إيطاليا بثلاثة عوامل، مؤكدة أنها تؤثر بشكل كبير على قرار أي نجم عندما تنهال عليه العروض من أندية "البريميرليغ" وتثنيه عن الموافقة عليها.

وجاء تقرير الصحيفة وتبريراتها بعد جملة من المؤشرات، على غرار القرار الذي اتخذه المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بتمديد عقده مع برشلونة لغاية شهر يونيو من عام 2021 ليشعر الإنكليز بخيبة أمل، بعدما راهنوا على مماطلته في التمديد لإقناعه بترك برشلونة والانتقال إلى إنكلترا، شأنه شأن غريمه المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بدرت منه علامات تؤكد بقاءه مع ريال مدريد رافضًا العودة إلى "البريميرليغ". 
 
كما رفض البرازيلي ريكاردو كاكا النجم السابق لنادي ميلان الإيطالي، كافة العروض الإنكليزية مفضلاً عليها العرض الإسباني ، لينتقل إلى صفوف ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2009 ، وقبله فعل مواطنه رونالدينيو نفس السيناريو، بعدما غير وجهته في آخر لحظة مفضلاً الانتقال إلى برشلونة بدلا من مانشستر يونايتد في صيف عام 2003. 
 
وفي عام 2013 فضل الويلزي غاريث بيل ترك إنكلترا والانتقال إلى إسبانيا للعب مع ريال مدريد رافضًا العروض المقدمة إليه من أندية تشيلسي ومانشستر يونايتد و ليفربول ، فيما اتخذ الهداف الاوروغوياني لويس سواريز بعدها بعام قراراً مماثلاً، فترك قلعة "الانفيلد رود" للانضمام إلى صفوف برشلونة ، وذات الأمر تكرر مع البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي قرر تمديد عقده مع برشلونة رغم محاولات مانشستر يونايتد الجادة لضمه .
 
وأكدت الصحيفة ان الأسماء اللامعة الكبيرة ترفض اللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز ، مفضلة عليه بطولة الدوري الإسباني تحت تأثير ثلاثة أسباب رئيسية.
 
السبب الأول :
 
هو الراتب الضخم الذي يتقاضونه نجوم كرة القدم في إسبانيا من خزينة ناديي برشلونة وريال مدريد، وهو راتب لا يضاهيه أي راتب في إنكلترا ، حيث جدد ميسي عقده بعدما رفعت إدارة ناديه الكتالوني راتبه الأسبوعي إلى 500 ألف جنيه إسترليني ، وهو نفس الراتب الأسبوعي الذي يحصل عليه رونالدو تقريباً من الخزينة المدريدية، وهو ما يمثل ضعف أعلى راتب أسبوعي في بطولة الدوري الإنكليزي.
 
ويخضع النجوم في إسبانيا وتحديداً في صفوف ريال مدريد وبرشلونة لسلم رواتب يمنحهم مزايا مالية كبيرة في كل مرة يتم فيها تمديد عقودهم ، بينما في إنكلترا فإن إيقاع رفع الرواتب يبقى بطيئاً بسبب اللوائح والسلم المعتمد من الاتحاد الإنكليزي ، والذي يضع القيود على أي نادٍ يحاول رفع راتب احد نجومه عن الحد المسموح به، وخير مثال على ذلك ما يواجهه نادي أرسنال في قضية تلبية مطالب نجميه الألماني مسعود أوزيل والتشيلي اليكسيس سانشيز برفع راتبهما الأسبوعي من أجل الموافقة على تمديد عقديهما مع النادي اللندني.
 
السبب الثاني :
 
هو بطولة دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي يحلم بها أي لاعب مهما كان اسمه ، حيث ان اللعب في إسبانيا لاحد ناديي برشلونة أو ريال مدريد ، سوف يعزز من فرص اللاعب في إثراء سيرته الذاتية بلقب البطولة القارية الأشهر .
 
فالبرتغالي رونالدو حصل على اللقب القاري مع ريال مدريد ثلاث مرات في أعوام 2014 و 2016 و 2017 ، خلال 8 أعوام قضاها في قلعة " "سانتياغو برنابيو" مقابل تحقيقها للبطولة مرة واحدة مع مانشستر يونايتد في عام 2008 خلال 6 أعوام قضاها في قلعة "الأولد ترافورد" .
 
في المقابل، فإن البرازيلي رونالدينيو نال اللقب القاري مع نادي برشلونة في عام 2006 ، في وقت لم ينجح نادي مانشستر يونايتد في إحراز اللقب طوال فترة تقمص اللاعب لألوان "البارسا". 
 
أما الهداف الأوروغوياني لويس سواريز ، فقد احرز لقب دوري أبطال أوروبا خلال عامه الأول في إسبانيا ضمن صفوف برشلونة ، فيما كان سيستمر صيامه عن البطولة لو بقي في صفوف ليفربول ، وذات الأمر يمكن قوله عن الويلزي غاريث بيل الذي حقق "صباحة الأذنين" ثلاث مرات مع ريال مدريد خلال أربعة أعوام فقط .
 
و بينما تهيمن أندية "الليغا" الإسبانية على بطولة دوري أبطال أوروبا ، فإن أندية "البريميرليغ" الإنكليزية تقف عاجزة عن مجاراتها بسبب الفوارق الفنية لهؤلاء النجوم ، حيث نالت الأندية الاسبانية لقب دوري الأبطال 6 مرات مقابل مرتين فقط لنظيرتها الإنكليزية منذ عام 2007 .
 
ومع تكرار الفشل تأكد للجميع أن ممثلي إنكلترا لا يمتلكون مقومات المنافسة على الصعيد القاري.
 
السبب الثالث :
 
يتمثل في الأجواء السائدة في إنكلترا ، حيث ان "بلاد الضباب " لا تُغري الأسماء الكبيرة دائماً بالانتقال إلى الدوري الإنكليزي ، مفضلة عليها الأجواء المشمسة، خاصة النجوم القادمين من أميركا الجنوبية الذين اعتادوا منذ نعومة أظافرهم على التمتع بدفء الشمس على شواطئ البحر والعيش وسط الأجواء الطبيعية الساحرة ، في حين أن انتقالهم إلى إنكلترا سيفرض عليهم التعايش مع الأجواء الباردة، والانتقال من الملعب إلى المنزل في وقت يرغب أصحاب النجومية الاستمتاع بحياتهم بدلاً من البقاء في مساكنهم و انتظار موعد المباريات و التدريبات ، حتى أن الكثير من اللاعبين الكبار رفضوا الاستمرار في أوروبا مفضلين العودة إلى البرازيل والأرجنتين بسبب عدم تكيفهم مع الأجواء المناخية السائدة التي لا تناسب أذواقهم في العيش.