تعلم كريس فروم ركوب الدراجات الهوائية في كينيا حيث ولد ونشأ، بعيدا من أوروبا و"ثقافة" الدراجات ألاكثر تجذرا. الا ان البريطاني اقترب مع إحرازه لقبه الرابع في طواف فرنسا الدولي الأحد، من نادي "كبار" هذه الرياضة.

أبرز دراجي فريق "سكاي" البالغ 32 عاما، بات على بعد لقب واحد في الطواف الذي يعد من الأبرز عالميا، ليعادل الرقم القياسي في عدد الألقاب، والذي يتشاركه حاليا الفرنسيان جاك أونكيتيل وبرنار هينو، والبلجيكي ايدي ميركس، والإسباني ميغيل أندوراين. وكان الاميركي لانس أرمسترونغ أحرز لقب الطواف سبع مرات بين 1999 و2005، الا انه جرد من ألقابه بسبب ثبوت تناوله المنشطات.
 
الأكيد ان فروم بات هو صاحب الحظ الأوفر في الانضمام الى هذا "النادي" وحتى الانفراد بالرقم القياسي في حال إحرازه اللقب مرتين اضافيتين، اذ ان أيا من الدراجين المذكورين لم يعد مزاولا للرياضة.
 
ويقول فروم "ليس من طباعي البحث عن نموذج أقتدي به. لدي احترام كبير لهم (حاملو الرقم القياسي في عدد الالقاب). الا انني بدأت بمزاولة ركوب الدراجات الهوائية في افريقيا، بشكل متأخر".
 
يضيف "لم أتابع طواف فرنسا الدولي قبل. في تلك الحقبة، أولى ذكرياتي من الطواف كانت أرمسترونغ و(الايطالي ايفان) باسو".
 
شكلت الدراجة الهوائية رفيقة لفروم في طفولته التي طبعها طلاق والديه البريطانيين المقيمين في كينيا بعد انهيار شركتهما العائلية.
 
- "جزء مني" -
 
في سيرته الذاتية، يروي فروم انه كان يمتلك دراجة هوائية صغيرة سوداء اللون "آخذها معي أينما ذهبت... كانت بمثابة جزء مني".
 
يضيف في حديثه عن التلال الكينية حيث كان يزاول هوايته المفضلة، "انها مكان اذا تركتم فيه المقود ورفعتم ايديكم نحو السماء، كما يفعل الفائزون في إحدى مراحل الطواف، تشعرون بأنكم تلمسون الجنة".
 
كانت والدته جاين التي توفيت في العام 2008 قبيل مشاركته الأولى في طواف فرنسا، المشجع والمحفز الأساسي له لخوض سباقات الدراجات الهوائية، ليس ايمانا منها بموهبة دفينة لديه، بل سعيا للحد من طاقته المفرطة واستخدامها في سياق منظم.
 
ويقول الدراج البريطاني "كنت فعلا فائق النشاط، كتلة من الطاقة. كانت (والدته) تقلق من ان تنتهي جولاتي (في التلال) بشكل سيء".
 
إحدى نقاط التحول في مسيرته كانت تعرفه الى الدراج الكيني ديفيد كينجاه الذي أصبح بمثابة مرشد له في هذه الرياضة.
 
ويشير فروم الى ان "الأمور لم تصبح أكثر جدية" قبل انتقاله برفقة والده الى جنوب افريقيا خلال فترة المراهقة، مضيفا انه اكتشف هناك "ان ركوب الدراجات الهوائية هو رياضة حقيقية".
 
في العام 2007، عرض على فروم الانضمام الى "المركز العالمي للدرجات الهوائية" في سويسرا، والذي يجمع دراجين واعدين من دول نامية. هناك، أظهرت الفحوص التي أجريت له قدرات نادرة، بحسب ما يقول المدرب في المركز ميشال تيز.
 
ويوضح المدرب "تفاجأت مباشرة بتصميمه. كان شديد الالتزام بكل ما يقوم به. كان تلميذا على قدر كبير من الامكانات. الا ان تموضعه على الدراجة الهوائية كان كارثيا وكان عليه فقدان بعض الوزن".
 
- منعطف "سكاي" -
 
على رغم مهاراته التقنية غير الناجزة بعد، ضم فريق "بارلوورلد" فروم في العام 2007 بعد إحرازه مرحلة جبلية خلال طواف ايطالي. ومع هذا الفريق، خاض فروم للمرة الأولى طواف فرنسا في 2008.
 
وكان انضمامه الى فريق "سكاي" البريطاني في 2010 منعطفا حاسما في مسيرته، اذ بات يخضع لتدريبات على مستوى عال، ما ساهم في تنمية قدراته على خوض المراحل الجبلية والسريعة، لاسيما بعد خضوعه لعلاج من مرض طفيلي أصيب به في افريقيا.
 
وبدأ نجمه بالسطوع على الساحة العالمية بعد طواف اسبانيا 2011، حيث حل ثانيا بفارق 13 ثانية عن الاسباني خوان خوسيه كوبو، ما أظهر التقدم الذي حققه في أعوام قليلة. 
 
وفي العام التالي، بدا متفوقا في المراحل الجبلية لطواف فرنسا على مواطنه برادلي ويغينز الذي أحرز اللقب. 
 
حان وقت فروم في 2013، اذ أصبح أول "افريقي" يفوز باللقب الفرنسي. وبعد اللقب الرابع في 2017، لا يبدو فروم الأب لطفل اسمه كيلان (ولد في كانون الأول/ديسمبر 2015)، قريبا من الاعتزال قبل تسجيل اسمه في تاريخ طواف فرنسا.