تحول إعلامي إماراتي متخصص في تغطية الأحداث الرياضية، إلى بطل شعبي، "بالصدفة" أثناء تغطية أحداث البطولة العربية لكرم القدم، عندما أصر على مساعدة مصري تعاني طفلته من مرض خطير.

أصبح اسم الإعلامي الرياضي الإماراتي منذر المزكي، مراسل برنامج "على السكة" الذي تُقدمه قناة أبو ظبي الرياضية، ملء السمع والبصر في مصر، بل تحول إلى بطل شعبي، "بالصدفة"، أثناء تغطيته لأحداث البطولة العربية لكرة القدم التي تقام منافساتها بالإسكندرية.
 
بينما كان المزكي يعد تقريرًا مصورًا عن رأي المصريين البسطاء في البطولة العربية، في منطقة شعبية بمدينة الإسكندرية، وركز في تقريره على ركاب وقائدي "التوكتوك"، وسيلة المواصلات في مصر.
 
بدأ المزكي فقرته مع ركاب "التوكتوك"، بسؤال من التقى بهم: "أهلاوية ولا زملكاوية".
 
وأثناء إعداد التقرير تصادف استقلال مواطن مصري يدعى أشرف سمير، التوك توك، ولم يستطع الإجابة على سؤال المزكي، وبدا عليه الحزن، وقال له: "مفيش وقت للرياضة.. بنتي تعبانة".
 
وهنا تحولت الفقرة من رياضية إلى إنسانية، وطلب منه المزكي أن يساعده، إلا أن المواطن المصري رفض، فطلب المزكي منه أن يروي تفاصيل حالة طفلته الصحية، فقال إنها إلى عملية جراحية عاجلة، مشيرًا إلى أنها أجرحت عملية جراحية سابقة، ومازالت في حاجة إلى المزيد من العمليات الجراحية.
 
وقال إنه لا يستطيع إجراء العملية الجراحية الجديدة، بسبب ضيق الأحوال المادية. وعرض المزكي مساعدة الأب الحزين، لكنه رفض، قائلًا: "الحمد لله"، وتركه وانصرف إلى حال سبيله.
 
ورغم رفض المواطن المصري المساعدة التي عرضها عليه المزكي، إلا أن الأخير أصر على تقديم المساعدة، وسار خلف الرجل، وتتبع خطواته حتى وصل إلى منزله، وطلب المزكي الصعود معه إلى بيته، وقال له: "نشرب معاك شاي".
 
وفي منزل المواطن المصري أشرف سمير، رحب بضيوفه وعلى رأسهم المزكي، وتحدث عن طفلته المريضة "روميساء"، وقال: "لديها عيب خلقي في المعدة لا يجعلها تستطيع القيام بعمل الإخراج بشكل طبيعي، وتم عمل عمليه لها وهي في عمر 3 أيام، ومن المفروض أن تجري عملية ثانية".
 
وأضاف المزكي متحدثًا إلى سمير، أن فريق العمل يريد مساعدته، وأضاف: "إحنا مش هنسيبك، وهذه بنتنا وهنطلع على المستشفى".
 
واضطر الأب إلى قبول مساعدة المزكي، وخرجوا جميعًا بالطفلة إلى مستشفى الشاطبي بجامعة الإسكندرية لإجراء عملية جراحية لها.
 
والتقى المزكي الدكتور هيثم رشوان، الطبيب المعالج للطفلة روميساء، وقال: "عندها عيب نادر، نقص خلايا عصبية، فلا تستطيع التبرز بصورة طبيعية"، مشيرًا إلى أن العملية ستشهد "استئصال كل القولون، وهي حالة نادرة وعملية صعبة".
 
بعد 4 ساعات، خرجت روميساء من غرفة العمليات، بينما يبلغ الأطباء الأب بأنه يمكن الحكم على استقرار حالة الطفلة الصحية بعد 24 ساعة من إفاقتها.
 
وأمام باب المستشفى، يقف الأب شاكرًا المزكي، الذي يرد عليه: "هدفنا ما تعلمناه من دولة الإمارات، أن الاستثمار في الإنسان هو الأهم من تعليم وصحة وعلاج وكل شئ".
 
ليعاود المزكي تكرار السؤال الذي طرحه في بداية تقريره على الأب: "أهلاوي ولا زملكاوي"، فيجيب أشرف سمير مبتسما: "أهلاوي".
 
وأحدث تقرير المزكي ردود فعل رائعة في مصر، وأصبح اسمه على كل لسان، وأشادوا به، بينما قال المزكي في تصريحات له بعد أن عاد إلى الإمارات، إن "رد فعل الغلبان بعد اجراء العملية الجراحية لطفلته هي "أجمل لحظات حياتي المهنية".
 
وأضاف أن ما فعله هو ما يتعلمه في الإمارات، وقال: "نحن نؤمن بإعطاء الفرصة للإنسان، فلا تستبعد أن يكون مستقبل الطفلة روميساء طبيبة أو وزيرة أو حتى رئيسة للجمهورية، فالاستثمار في الإنسان هو الأهم لبناء الوطن".
 
شاهد الفيديو :