بات نيمار أغلى لاعب في التاريخ بانضمامه الى باريس سان جرمان الفرنسي، الا ان دخول المهاجم الشاب المكنى "بيليه الجديد" تاريخ كرة القدم البرازيلية الزاخرة بالنجوم، لا يزال ينتظر.

يأمل نيمار (25 عاما) في بلوغ مرحلة جديدة في صفوف سان جرمان بعد انتقاله من برشلونة الاسباني مقابل 222 مليون يورو، ساعيا للخروج من ظل الارجنتيني ليونيل ميسي زميله السابق في برشلونة، ومحاولا ان يصبح اول لاعب برازيلي منذ كاكا عام 2007 يحرز الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب في العالم.

ويقول جواو كارلوس اسونساو الناقد في صحيفة "لانس" البرازيلية الرياضية "يمكن لنيمار في فرنسا ان يكون الشخصية الرئيسية. سيكون الامر امتحانا كبيرا له، وأكبر من الامتحان الذي واجهه عندما ترك البرازيل متوجها الى اوروبا" عام 2013 من سانتوس الى برشلونة.

وتابع "لن يكون في ظل أحد، وهذا التغيير سيسمح له ان يكبر ويصبح مرشحا جديا لاحراز الكرة الذهبية".

لم يلعب نيمار دائما دور القائد على أرض الملعب في صفوف برشلونة، لاسيما في ظل الحضور الطاغي لميسي، الا انه القائد الفعلي في منتخب البرازيل الذي صنع في صفوفه التاريخ عندما قاده الى احراز أول ميدالية ذهبية في مسابقة كرة القدم الاولمبية، وذلك على "أرضه" في مدينة ريو دي جانيرو عام 2016.

وبات نيمار رابع أفضل هداف في تاريخ "السيليساو" مع 52 هدفا في 77 مباراة، ولا يتخلف عن روماريو سوى بثلاثة اهداف، لكنه لا يزال بعيدا عن الرقم القياسي الوطني المسجل باسم الاسطورة بيليه (77 هدفا)، لكنه في المقابل تخطى لاعبين كبار أمثال بيبيتو وجيرزينيو.

وخلافا لهؤلاء، لم يرفع نيمار كأس العالم بعد، واذا قدر له ذلك فانه سيدخل السجلات الخالدة لكبار لاعبي كرة القدم البرازيلية.

في عام 2010، كان نيمار لا يزال في الثامنة عشرة عندما كانت موهبته تسطع في صفوف سانتوس، وعلى رغم مطالبة الرأي العام بضمه الى صفوف المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا، قرر المدرب آنذاك كارلوس دونغا عدم استدعائه.

بعد أربع سنوات، كانت الانظار مسلطة على نيمار لا سيما ان البرازيل كانت الدولة المضيفة للمونديال، الا ان الاصابة التي تعرض لها في ظهره في الدور ربع النهائي ضد كولومبيا حالت دون تحقيقه حلم الملايين من البرازيليين، بعدما قدم عروضا لافتة مطلع البطولة.

غاب نيمار عن نصف النهائي ضد المانيا حينما تلقت البرازيل خسارة قاسية 1-7. وعلى رغم ان غيابه أثر على أداء المنتخب، الا انه أعفاه في الوقت نفسه من الانتقادات الحادة التي تلقاها اللاعبون.

- الموهبة أكبر من "الكاريزما" -

ونظرا لصغر سنه، يستطيع نيمار خوض نسختين على الاقل من نهائيات كأس العالم ووضع البرازيل على عرش كرة القدم العالمية مجددا، علما انها تحمل العدد الأكبر من بطولات العالم (5 ألقاب).

وسيكون الموعد الأقرب السنة المقبلة في روسيا، حيث يخوض المنتخب البرازيلي المتجدد باشراف مدربه تيتي النهائيات وهو من أبرز المرشحين لإحراز اللقب الذي ستدافع عنه ألمانيا.

ومنذ تولي تيتي مسؤولية الجهاز الفني للمنتخب قبل نحو عام، سجل نيمار خمسة اهداف في ست مباريات، وحقق ست تمريرات حاسمة.

وقد لا تكفي الألقاب أو الاهداف لدخول تاريخ كرة القدم البرازيلية.

وتقول الصحافية ماريليا رويز في صجيفة "او ستادو دي ساو باولو" "لا يملك نيمار الموهبة لامتاع الجمهور خارج الملعب كما يفعل عندما تكون الكرة بحوزته. هو اقوى في التسويق أكثر منه في الكاريزما".

وعلى رغم شعبيته على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يحظ نيمار بعد بالهالة التي تميز بها زميله السابق في المنتخب "الظاهرة" رونالدو.

واذا كان نيمار يستطيع تخطي عدد الاهداف الدولية التي سجلها رونالدو (67)، سيكون من الصعب عليه تخطيه في شعبيته لدى المشجعين البرازيليين. فعودة رونالدو من اصابة خطيرة ليقود البرازيل الى إحراز كأس العالم 2002 وتتويجه أفضل هداف فيها برصيد 8 أهداف، جعله شخصية فريدة في تاريخ كرة القدم البرازيلية.

وسيكون نيمار أمام فرصة كتابة تاريخه الخاص عندما يخلع الرقم 11 الذي ارتداه في برشلونة، ويحمل الرقم 10 في النادي الباريسي، وهو رقم ورثه عن بيليه في صفوف المنتخب.