لم يأبه الاميركي جاستن غاتلين للشكوك التي صاحبت عودته الى قمة سباقات السرعة، بعد ايقافه اربع سنوات بسبب تعاطي المنشطات، حتى انه ترك بصمته في ختام مسيرة الاسطورة الجامايكية اوساين بولت وفاز عليه في سباق 100 م، السبت في بطولة العالم لالعاب القوى في لندن.

بدلا من تهنئته والترحيب بفوزه، اطلقت جماهير الملعب الاولمبي في لندن صافرات الاستهجان عقب تتويج ابن الخامسة والثلاثين.

هرع عشرات المصورين الى صاحب البرونزية بولت، فيما اكتفى غاتلين بحمل علم بلاده والدوران بمفرده في الملعب.

صافرات ترجمت رغبة شعب العاب القوى برؤية بولت متوجا في سباقه الاخير قبل اعتزاله، لكن غاتلين، المغرور احيانا مثل عدائي السرعة الاميركيين، عاد الى مستوياته السابقة مستفيدا من رأفة انظمة مكافحة المنشطات.

عام 2001، ارتبط اسمه بفحوص ايجابية، وكان ابن بروكلين لم يتخط بعد العشرين. لم يبرر تواجد مادة امفيتامين في جسده سوى بانه مفرط الحركة.

نظر الاتحاد الدولي في قضية عداء سباق 110 امتار حاجز الشاب وواقفه عاما واحدا.

- يلعب دور الضحية -

انطلقت بعدها مسيرة العداء السريع. بعمر الثانية والعشرين اصبح بطلا اولمبيا في اثينا 2004 في سباق 100 م. كرس نجوميته محرزا ثنائية 100 و200 م العام التالي في بطولة العلم في هلسنكي.

تابع صعوده حتى عادل الرقم القياسي العالمي (9,77 ث) في الدوحة القطرية في 12 ايار/مايو 2006.

لكن القناع سقط عن وجه الخداع مجددا. بعدها بثلاثة اشهر، اعلن غاتلين عن تعاطيه منشط تيستوستيرون. تبنى شعاره المستمر حتى اليوم: ليس مخطئا ووقع ضحية مدلكه.

عدم مرونة العداء مثيرة للقلق، لدرجة انه بعد عودته من ايقاف دام اربع سنوات، قال "لا انظر الى الوراء. مذنب ام لا، لقد طويت الصفحة".

مذنب ام لا، تعاون غاتلين مع سلطات مكافحة المنشطات، بما فيه الكفاية كي تتقلص عقوبته من ثماني سنوات الى اربع.

من دون رأفة، لم يكن غاتلين ليستمر ويتألق على مضمار العاب القوى.

بعد تجربة كرة القدم الاميركية، عاد بولت في 2010 الى عالم العاب القوى.

قال في 2012 "يجب ان تفهموا ان عالم العاب القوى عاطفي لكن مع وخزات. البعض يعشقني والآخرون يكرهونني. لكن الكل يريد مشاهدة المسابقة الكبرى".

في غيابه، هيمن بولت على كل شيء تقريبا في عالم السرعة. بقي غاتلين في ظله، احرز بطولة العالم في 60 م داخل قاعة عام 2012، ثم برونزية اولمبياد لندن في 100 م وفضية مونديالي 2013 و2015، ثم حل وصيفا لبولت في اولمبياد ريو.

وفي لندن 2017، احرز ذهبية العالم بعد 12 عاما من تتويجه في هلسنكي.

يبقى السؤال: كيف يمكن لبولت ان يركض بعمر الخامسة والثلاثين اسرع من الزمن الذي كان يتنشط فيه؟

اجاب لوكالة فرانس برس في 2015 "لم اتعرض ابدا لاصابة، وابتعدت عن الرياضة لاربع سنوات. ارتاح جسمي واشعر باني بعمر السابعة والعشرين بدلا من عداء بعمر الثالثة والثلاثين".

غاتلين "المكروه" عاد بقوة.