مثل خمسة أشخاص متهمين بكارثة ملعب هيلزبره أمام المحكمة الأربعاء للمرة الأولى بعد 28 عاما على المأساة التي أودت بحياة 96 مشجعا لنادي ليفربول الإنكليزي لكرة القدم.

ومثل المتهمون الخمسة، وبينهم ثلاثة رجال شرطة سابقين، أمام محكمة وورينغتون بشمال غرب انكلترا، ودخلوا قاعة المحكمة الواقعة على مسافة 15 كلم من مدينة ليفربول، تحت أنظار اقارب الضحايا.

وعقب جلسة استماع استمرت لمدة 25 دقيقة، رفعت القضية الى محكمة بريستون كراون فى شمال غرب انكلترا. واكتفى المتهمون أمام المحكمة بتأكيد أسمائهم وأعمارهم وعناوينهم.

وتوجهت قاضية المقاطعة إيما أربوثنوت الى المتهمين بالقول "يتم إرسالكم (...) إلى محكمة بريستون كراون وستمثلون أمامها أول مرة في 6 ايلول/سبتمبر"، مضيفة "إذا لم تمثلوا أمامها، سيصدر الأمر بالقبض عليكم وستقام الدعوى في غيابكم. أنا متأكدة من أنكم ستحضرون".

وبعد 27 عاما من الجدل، حملت الشرطة في نيسان/أبريل 2016 مسؤولية وفاة 96 مشجعا بسبب التدافع في ملعب هيلزبره العائد لنادي شيفيلد وينسداي، خلال مباراة ليفربول ونوتنغهام فوريست في نصف نهائي كأس انكلترا في 15 نيسان/ابريل 1989، كما برىء مشجعو ليفربول من المسؤولية عن أسوأ كارثة في تاريخ الملاعب البريطانية.

وتراوحت اعمار 38 من الضحايا بين 10 و19 سنة.

ودانت هيئة المحلفين في وورينغتون الشرطة والمسؤولين عن أمن الملعب، متحدثة عن قصور في التنظيم، ونددت خصوصا بأخطاء في اتخاذ القرارات، وفتح باب في الملعب ما أدى الى التدافع القاتل. وبينما تجمع مشجعو ليفربول امام بوابات الملعب مع اقتراب موعد ضربة البداية، فتحت الشرطة بابا يؤدي الى الجناح المخصص لهم لتخفيف الضغط. لكن المشجعين دخلوا الى منصة مزدحمة اصلا.

وأثارت هذه المأساة موجة واسعة من تحديث الملاعب، حيث باتت كاميرات المراقبة إلزامية، وتم الفصل بين جماهير الفريقين المتنافسين، ومنع إدخال المشروبات الكحولية الى المدرجات.

وتقاذف الاطراف المسؤولية طوال 27 عاما، اذ وجهت أصابع الاتهام بداية الى المشجعين الذين اتهمتهم الشرطة بالوصول "متأخرين وفي حالة سكر"، ليتبين لاحقا ان الشرطة تلاعبت بالأدلة لضمان براءتها. 

وفي 2012، طالبت عائلات الضحايا بفتح تحقيق جديد، رافضة اعتبار ان الكارثة عرضية. وفي 6 نيسان/ابريل 2016، لجأت هيئة محلفي وورينغتون الى التداول بعد الاستماع الى 800 شاهد على مدى عامين، في اطول إجراء قضائي في المملكة المتحدة.

ومثل الأربعاء أمام المحكمة رئيس الشرطة السابق نورمن بيتيسون مع زميليه المتقاعدين دونالد دينتون وآلان فوستر والأمين العام السابق لنادي شيفيلد وينسداي غراهام ماكريل والمحامي بيتر ميتكالف الذي مثل الشرطة المحلية في جنوب يوركشير عقب الكارثة.

واتهم بيتيسون بارتكاب أربع مخالفات سوء تصرف في منصب عام، تتعلق بقول الأكاذيب بشأن الدور الذي لعبه في تلك الكارثة. أما ميتكالف ودينتون وفوستر، فاتهموا بحرف العدالة عن مسارها.

واتهم ماكريل الذي كان يشغل منصب الأمين العام لشيفيلد ومسؤول أمن النادي حينها، بجريمتي مخالفة شروط السلامة وعدم إيلاء العناية الكافية بسلامة الآخرين، بينما يواجه ديفيد داكنفيلد، الضابط المسؤول عن قوات الشرطة يوم الكارثة، 95 تهمة قتل غير متعمد ناتج. 

وتستثني الاتهامات بتهمة القتل غير العمد، "المشجع الرقم 96" انطوني بلاند لأنه توفي بعد اربع سنوات تقريبا من الكارثة.