صنفت صحيفة "ماركا" الإسبانية صيف العام الجاري كأسوأ صيف في تاريخ نادي برشلونة، معتبرة إياه بأنه "صيف للنسيان" بسبب المتاعب العديدة التي واجهت الكتالونيين منذ إفتتاح فترة الانتقالات الصيفية وحتى الآن رغم انطلاق منافسات الموسم الجديد (2017-2018).

ونشرت الصحيفة الصادرة من مدريد تقريراً استعرضت من خلاله كافة العراقيل التي صادفها نادي برشلونة وعكرت من أجوائه الصيفية الجميلة ، خاصة انها تزامنت مع الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها المدينة قبل أيام، مما زاد من حدة توتر الأجواء الكتالونية التي أصبح يطغى عليها الحزن والقلق والخوف.
 
ويُعد فشل الإدارة في إتمام الصفقات التي استهدفتها، من أكثر المتاعب التي أرقت مسؤولي النادي، بعدما عجزت عن التعاقد مع كافة الأسماء التي وضعتها على طاولة المفاوضات، بداية بلاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي والظهير الإسباني هيكتور بيليرين مروراً بالمهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا والمهاجم الفرنسي عثمان ديمبيلي ولاعب الوسط البرازيلي فيليب كوتينيو ونهاية بالجناح الأرجنتيني آنخيل دي ماريا ولاعب الوسط العاجي جان ميشيل سيري، حيث اصطدمت المساعي الكتالونية بتعنت الأندية ورفضها القاطع التخلي عن نجوم فريقها ورفع سقف مطالبها المالية إلى أعلى مستوى.
 
كما شهد صيف عام 2017 زلزالاً قوياً ضرب استقرار قلعة "الكامب نو" ، بلغت درجته على قياس الميركاتو ما يقارب من 222 مليون يورو ، تمثل قيمة رحيل المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا عن نادي برشلونة وانتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في أكبر صفقة تاريخية عرفها تاريخ الانتقالات . 
 
ورغم ضخامة الصفقة القياسية لنيمار ، إلا ان ذلك لم يشفع لمسؤولي النادي الكتالوني أمام الجماهير ووسائل الإعلام ، التي اتهمتهم بالتفريط في حماية نجوم النادي وتحصينهم بشروط جزائية ضخمة تعيق رحيلهم، في وقت أن الإدارة الكتالونية لم تسارع إلى إعلان عن التعاقد مع إسم كبير يساهم في نسيان الجماهير رحيل نيمار ويهدئ من درجة غليان مدرجات "الكامب نو".
 
كما تعرضت سماء برشلونة خلال صيف عام 2017 لأجواء عاصفة، بعدما خسر الفريق كأس السوبر الإسباني من غريمه التقليدي ريال مدريد بخسارته أمام ذهاباً وإياباً بخمسة أهداف مقابل هدف في مجموع المباراتين وسط أداء كتالوني هزيل.
 
وفي وقت توقع فيه الكتالونيون زوال الغمة عن أجواء النادي، مع اقتراب فصل الصيف من نهايته فإذا بأيامه الأخيرة تشهد بروز غيوم أخرى، بعدما كشفت تقارير إعلامية موثوقة بأن المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وافق على تمديد عقده مع النادي دون أن يحمل القلم ويوقع على العقد، وهو ما يعني ان تكرار سيناريو نيمار مع ميسي يبقى أمرًا وارداً ، ولو بنسبة ضعيفة كافية لتجعل "البلوغرانا" يترقبون صيفاً سيئاً أيضاً في العام القادم.
 
كما كشفت ذات التقارير عن عدم اهتمام الإدارة الحالية بالتمديد لقائد الفريق الإسباني اندريس انييستا رغم أن عقده الحالي مع النادي ينقضي في شهر يونيو من عام 2018 ، ليتساءل الجمهور الكتالوني عن صحة تصريحات نيمار في حق إدارة الرئيس جوسيب بارتوميو، التي لم تعد قادرة على إبرام تعاقدات كبيرة أو حماية أعمدة الفريق الأساسية من إغراءات الأندية الاخرى.
 
كما برزت خلال الصيف الحالي بوادر إجراء انتخابات مبكرة لاختيار مجلس إداري جديد في ظل الصعوبات والمشاكل التي يعيشها مجلس النادي الحالي، حيث تدرك الجماهير جيداً قبل أي انتخابات بأن الفترة التي تسبقها ستؤثر كثيراً على الفريق واستقراره الفني في ظل القرارات غير السليمة المتوقعة من الإدارة الحالية التي ترفض القيام بأي خطوة تستفيد منها المعارضة.