سيجتمع ليوناردو بونوتشي مجددا برفيقي الأمس جورجيو كييليني واندريا بارزالي، عندما يخوض المنتخب الإيطالي مباراة مفصلية ضد مضيفه الإسباني السبت على ملعب "سانتياغو برنابيو" في الجولة السابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.

وبعد أن شكل معهما ثلاثيا حديديا في صفوف نادي يوفنتوس، قرر بونوتشي هذا الصيف الانتقال الى الغريم ميلان في خطوة مفاجئة، لاسيما في ظل النجاح الملفت الذي حققه مع "بيانكونيري" في أعوامه السبعة معه حيث توج بلقب الدوري ست مرات ووصل معه الى نهائي دوري ابطال اوروبا مرتين في المواسم الثلاثة الأخيرة.

وعزت وسائل الاعلام الإيطالية اسباب رحيل بونوتشي عن فريق "السيدة العحوز" الى توتر في العلاقة مع المدرب ماسيميليانو اليغري بعد نهائي دوري ابطال أوروبا الذي خسره النادي الإيطالي أمام ريال مدريد الإسباني 1-4 في اوائل حزيران/يونيو.

وأشارت وسائل اعلام عدة الى أن الإشكال وقع خلال استراحة شوطي النهائي الذي أقيم في كارديف حين كان التعادل سيد الموقف 1-1، إذ دخل بونوتشي في مشادة مع بعض زملائه، لاسيما شريكه في خط الدفاع بارزالي.

وفي اواخر حزيران/يونيو، ذكرت عدة وسائل اعلامية أنه وصل الأمر ببونوتشي ايضا الى صفع زميله الأرجنتيني باولو ديبالا خلال استراحة شوطي نهائي المسابقة القارية الأم، لكن المدافع الفذ نفى هذا الأمر في حسابه على فيسبوك، مؤكدا أن ما ذكر "ليس صحيحا. لم يكن هناك أي اشتباك أو تصرف عنفي إن كان من طرفي أو أي طرف آخر".

وبعدما اعتاد يوفنتوس على تصدر العناوين في سوق الانتقالات خلال المواسم الأخيرة، كما فعل الموسم الماضي حين خطف خدمات الأرجنتيني غونزالو هيغواين من نابولي والبوسني ميراليم بيانيتش من روما، ناب ميلان عنه في بداية سوق الانتقالات الصيفية وأضعفه كثيرا بانتزاع خدمات بونوتشي.

- "اشقاء بغض النظر عن الخيارات" -

وسيدافع بونوتشي عن الوان ميلان بعد أن سبق له الدفاع عن الجار اللدود انتر الذي أحرز معه لقب الدوري موسم 2005-2006 بعد أن جرد يوفنتوس منه بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج.

ومن المتوقع أن يعتمد مدرب المنتخب جانبييرو فنتورا على بونوتشي وكييليني وبارزالي في مباراة السبت التي ستلعب دورا حاسما في تحديد هوية الفائز ببطاقة التأهل المباشر الى نهائيات روسيا 2018، لكن الحديث في ظل الواقع الجديد لم يعد عن الثلاثي الدفاعي الحديد ليوفنتوس بعد "الانشقاق" الذي حصل هذا الصيف.

لكن مصلحة المنتخب الوطني تحتم على هذا الثلاثي أن يتحد مجددا وقد أكد كييليني في مؤتمر صحافي الأربعاء أنه "يسعدني اللقاء مجددا ببونوتشي، بأن أرى شخصا تشاركت معه هذا العدد من المباريات، الرحلات، الوجبات. نبقى أشقاء بغض النظر عن الخيارات. وما أريد قوله أتوجه به اليه مباشرة"، اي ليس عبر وسائل الاعلام.

ولم يكن موقف "ليو" مختلفا عن كييليني إذ أكد بأن الأخير وبارزالي والحارس القائد جانلويجي بوفون هم "اصدقاء" و"رفاق درب ساعدوني على النضوج"، وهو الذي، في الثلاثين من عمره، يعتبر الأصغر سنا بين هذا الرباعي المخضرم.

وأكد بونوتشي أن رحيله عن يوفنتوس لن يؤثر على التفاهم الموجود مع رفيقي خط الدفاع أو الحارس بوفون، مضيفا "عدم تمرننا معا كل يوم لن يشكل مشكلة. لم يمض سوى شهر واحد (على رحيله عن يوفنتوس) ونحن ثلاثي راسخ جيدا".

وبعدما وجد نفسه مضطرا الى ترك يوفنتوس بسبب مشاكله مع اليغري الذي أوقفه الموسم الماضي لمباراة ذهاب الدور الثاني من مسابقة دوري ابطال اوروبا ضد بورتو بسبب اشكال معه عقب نهاية مباراة الدوري ضد باليرمو في 17 شباط/فبراير الماضي، اتخذ بونوتشي قرار الرحيل لكنه بقي في ايطاليا عوضا عن الانتقال الى مانشستر سيتي الإنكليزي بسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها ابنه ماتيو.

وأكد الثلاثاء "أن المرء يحتاج الى الشجاعة" لاتخاذ قرار من هذا النوع، مؤكدا "كل ما أريده اليوم هو أن نصل الى مجموعة رائعة في ميلان، على أمل أن نتمكن من ايقاف هيمنة يوفنتوس. ما يهمني هو أن يروني (رفاقه في ميلان) كفائز. ما يهم هو النتائج والكلام يطير مع الهواء".