قد يكون الخطأ الفادح الذي ارتكبه سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل الأحد على حلبة باي ارينا السنغافورية، بمثابة نهاية حلمه باحراز لقب بطولة العالم للفورمولا واحد للمرة الخامسة في مسيرته، لاسيما أنه أصبح متخلفا بفارق 28 نقطة عن المتصدر سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلون قبل ست مراحل على ختام الموسم.

وكان فيتل بحاجة الى الفوز بالسباق من أجل استعادة الصدارة التي انتزعها منه قبل اسبوعين هامليتون للمرة الأولى هذا الموسم.

وبدا أن كل شيء يسير لصالح سائق ريد بول السابق بعدما أنهى التجارب التأهيلية في المركز الأول، لكنه ارتكب خطأ فادحا عند الانطلاق ما أدى الى انسحابه مع زميله الفنلندي كيمي رايكونن وسائق ريد بول الحالي الهولندي ماكس فيرشتابن، فاتحا الباب أمام هامليتون للتقدم من المركز الخامس والفوز بالسباق في نهاية المطاف.

وأظهر فيتل الذي هيمن على بطولة العالم مع ريد بول بين 2010 و2013، مؤشرات توتر لا تعكس خبرته الطويلة على حلبات الفئة الأولى، وهذا ما دفع ببطل العالم السابق البريطاني دايمون هيل الى القول بعد السباق "لويس هاميلتون سيفوز ببطولة العالم لعام 2017"، مضيفا "لقد شاهدنا تحولا حاسما في مجريات الموسم".

ولم يكن موقف المدير التنفيذي لمرسيدس النمسوي توتو وولف مختلفا عن موقف بطل العالم لعام 1996، وهو أشاد بـ"الخطوة الكبيرة التي خطيناها نحو اللقب".

والسؤالان اللذان يفرضان نفسهما بقوة هما هل انهار فيتل تحت الضغط؟ وهل سيتمكن من استعادة توازنه في السباقات الستة المتبقية لهذا الموسم؟

ما هو مؤكد أنها المرة الأولى التي يواجه فيها فيتل منافسة جدية من مرشح آخر على اللقب، لأن تتويجه بين أعوام 2010 و2013 كان دون منافسة فعلية، وهو يدخل للمرة الأولى في صراع فعلي مع هاميلتون رغم أن السائقين جمعا معا سبعة ألقاب عالمية.

ويرى أحد مدراء ريد بول أن "فيتل أحرز القابه الأربعة المتتالية دون منافسة كبيرة. إنها المرة الأولى التي يقاتل فيها بشكل فعلي من أجل الفوز باللقب".

وسبق لفيتل أن أظهر هذا الموسم عدم قدرته على التعامل مع الضغط عندما اصطدم عمدا بهاميلتون خلال تواجد سيارة الأمان على حلبة باكو الاذربيجانية، ردا منه على السرعة البطيئة التي يسير بها هاميلتون.

وبدا الألماني غاضبا مما حدث. فبعدما لوح بيديه لهاميلتون، تقدم الى موازاته ولوح مجددا، قبل ان يقوم بانعطاف حاد تجاهه بدا متعمدا، فاصطدمت سيارته بالاطار الامامي الأيسر لسيارة هاميلتون التي لم تتعرض لضرر ظاهر.

وفرض منظمو السباق عقوبة توقف في الحظيرة لعشر ثوان على فيتل بسبب "القيادة الخطرة" في أعقاب ذلك وأوقف السباق بموجب "العلم الأحمر" لبعض الوقت.

ورأى مراقبو السباق لاحقا أنه لا يوجد أي دليل بأن هاميلتون قام بالكبح المفاجىء، مستندين الى المعطيات الصادرة عن سيارة البريطاني.

- هاميلتون أكثر خبرة في الصراعات المتقاربة -

وخلافا لفيتل، يبدو أن هاميلتون يستمتع بالاثارة التي يختبرها هذا الموسم وهو أكد ذلك بعد فوز الأحد، قائلا "أعشق هذا الأمر، عندما تكون مجبرا على رفع مستوى التحدي. إنه الجزء الأكثر حماسة بالنسبة لي".

كما اختبر هاميلتون صراعا مريرا خلال المواسم الثلاثة التي قادته الى القابه أعوام 2008 (مع ماكلارين) و2014 و2015 (مع مرسيدس).

وتوج هاميلتون بلقبه الأول عام 2008 بعد صراع مرير مع سائق فيراري البرازيلي فيليبي ماسا حسمه البريطاني في السباق الختامي وأنهى البطولة أمام منافسه بفارق نقطة فقط.

ثم دخل خلال موسمه الثاني مع مرسيدس في معركة مع زميله الألماني نيكو روزبرغ وخرج منتصرا، كما كانت حاله في الموسم التالي عام 2015، قبل أن ينحني في 2016 أمام الأخير الذي توج باللقب ثم أعلن بعدها بايام معدودة قرار الاعتزال.

ويأمل السائق البريطاني الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها في الصراعات المتقاربة وأولها كان في موسمه الأول في البطولة عام 2007 لكنه خسرها حينها أمام رايكونن وبفارق نقطة فقط، من أجل التفوق على فيتل ومعادلة الأخير من حيث عدد الألقاب.

إلا أن هاميلتون نفسه حذر من أن حسم اللقب ما زال بعيد المنال، مضيفا "بصراحة، أعتقد بأنه (الصراع) سيكون متقاربا جدا في السباقات المقبلة. سيكون من الصعب توقع ما ستؤول اليه الأمور".

ومن جهته، رفض فيتل الحديث عن انتهاء الحلم باحراز اللقب الخامس في مسيرته والأول له مع فيراري، وقال بعد السباق تعليقا على الحادث "ليس هناك أي شيء بإمكاننا فعله الآن، من المؤكد أننا نشعر بالمرارة... لكن ما زال أمامنا العديد من السباقات، ومن المؤكد أننا سنحصل على المزيد من الفرص" من أجل محاولة الفوز واستعادة الصدارة.