يأمل سائق مرسيدس البريطاني لويس هامليتون توديع حلبة سيبانغ بأفضل طريقة وتعزيز صدارته للترتيب العام، عندما يخوض الأحد جائزة ماليزيا الكبرى للفورمولا واحد للمرة الأخيرة لأن القيمين عليها قرروا عدم مواصلة المشوار الذي بدأ مع الفئة الأولى منذ 1999.

وشتان بين سباق سيبانغ الموسم الماضي وذلك المقرر في نهاية الأسبوع الحالي، إذ يتربع هاميلتون على صدارة الترتيب العام بفارق 28 نقطة عن سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل، بينما خرج من سباق العام الماضي متخلفا بفارق 23 نقطة عن زميله المعتزل الألماني نيكو روزبرغ بعد تعرض محرك سيارته لعطل دفعه للتلميح بمؤامرة تحاك ضده.
 
وترك هاميلتون ماليزيا العام الماضي ومعنوياته في الحضيض لدرجة أنه سرت شائعات عن احتمال اعتزاله، لكن الوضع مختلف تماما بالنسبة لسباق هذا الأسبوع، إذ يدخل بطل العالم ثلاث مرات الى حلبة سيبانغ مع انجاز تحطيم الرقم القياسي لبطل العالم سبع مرات الألماني ميكايل شوماخر من حيث عدد الانطلاقات من المركز الأول.
 
واعترف هاميلتون الذي وضع رقم شوماخر من حيث عدد الانتصارات ايضا (91) نصب عينيه، أنه فكر بالاعتزال بالتأكيد ثم أردف في برنامج تلفزيوني بريطاني خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، قائلا "لكنك تجد نفسك الآن في خضم معركة من هذا النوع، أنا أعشق (المنافسة في البطولة) أكثر من أي وقت مضى".
 
وواصل "إنه أفضل شعور على الاطلاق، وبالتالي سأواصل مشواري لطالما أني قادر على ذلك، وسنرى بعدها ما بامكاني تحقيقه".
 
ويدين هاميلتون بتواجده في هذا الموقع الى منافسه الأساسي فيتل الذي ارتكب خطأ فادحا في السباق الماضي على حلبة باي ارينا السنغافورية، قد يكون بمثابة نهاية حلمه باحراز اللقب للمرة الخامسة في مسيرته، لاسيما أنه أصبح متخلفا بفارق 28 نقطة عن هاميلتون قبل ست مراحل على ختام الموسم.
 
وكان فيتل بحاجة الى الفوز بالسباق من أجل استعادة الصدارة التي انتزعها منه هامليتون في السباق الماضي للمرة الأولى هذا الموسم.
 
وبدا أن كل شيء يسير لصالح سائق ريد بول السابق بعدما أنهى التجارب التأهيلية في المركز الأول، لكنه ارتكب خطأ فادحا عند الانطلاق ما أدى الى انسحابه مع زميله الفنلندي كيمي رايكونن وسائق ريد بول الحالي الهولندي ماكس فيرشتابن، فاتحا الباب أمام هامليتون للتقدم من المركز الخامس والفوز بالسباق في نهاية المطاف.
 
- وولف يحذر من فقدان التركيز -
 
وأظهر فيتل الذي هيمن على بطولة العالم مع ريد بول بين 2010 و2013، مؤشرات توتر لا تعكس خبرته الطويلة على حلبات الفئة الأولى، وهذا ما دفع ببطل العالم السابق البريطاني دايمون هيل الى القول بعد السباق "لويس هاميلتون سيفوز ببطولة العالم لعام 2017"، مضيفا "لقد شاهدنا تحولا حاسما في مجريات الموسم".
 
ولم يكن موقف المدير التنفيذي لمرسيدس النمسوي توتو وولف مختلفا عن موقف بطل العالم لعام 1996، وهو أشاد بـ"الخطوة الكبيرة التي خطيناها نحو اللقب".
 
لكن وولف حذر هاميلتون ونصحه بالمحافظة على تركيزه لأن البطولة لم تنته، مضيفا "يتوجب علينا أن نكون بأفضل حالاتنا في كل حلبة من أجل المحافظة على صدارتنا. السباق الأخير كان بمثابة تنبيه بأن الرياضة لديها دائما قوة المفاجأة"، مشيرا الى أن فريقه اختبر سابقا ما مر به منافسه فيراري في سباق سنغافورة.
 
ومن جهته، تعهد مدير فيراري ماوريتسيو اريفابيني بمواصلة الضغط على مرسيدس، مؤكدا "ما حصل في سنغافورة لا يعني بأن المعركة انتهت، بل أصبحت أكثر صعوبة وحسب".
 
وسيسعى فيتل الى التعويض على حلبة يحمل رقمها القياسي من حيث عدد الانتصارات (4) أمام مواطنه الاسطورة شوماخر (3)، فيما حقق هاميلتون فوزا واحدا عام 2014.
 
وعلى السائق الألماني أن يكون أكثر حذرا وهدوءا تحت الضغط، لاسيما أنه سبق له هذا الموسم أن اظهر عدم قدرته على التعامل مع مواقف معينة عندما اصطدم عمدا بهاميلتون خلال تواجد سيارة الأمان على حلبة باكو الاذربيجانية، ردا منه على السرعة البطيئة التي يسير بها البريطاني.
 
وخلافا لفيتل، يبدو أن هاميلتون يستمتع بالاثارة التي يختبرها هذا الموسم وهو أكد ذلك بعد الفوز الذي حققه في سنغافورة وكان الثالث له تواليا والسابع هذا الموسم، قائلا "أعشق هذا الأمر، عندما تكون مجبرا على رفع مستوى التحدي. إنه الجزء الأكثر حماسة بالنسبة لي".
 
إلا أن هاميلتون نفسه حذر من أن حسم اللقب ما زال بعيد المنال، مضيفا "بصراحة، أعتقد بأنه (الصراع) سيكون متقاربا جدا في السباقات المقبلة. سيكون من الصعب توقع ما ستؤول اليه الأمور".
 
ومن جهته، رفض فيتل الحديث عن انتهاء الحلم باحراز اللقب الخامس في مسيرته والأول له مع فيراري، وقال تعليقا على الحادث "ليس هناك أي شيء بإمكاننا فعله الآن، من المؤكد أننا نشعر بالمرارة... لكن ما زال أمامنا العديد من السباقات، ومن المؤكد أننا سنحصل على المزيد من الفرص" من أجل محاولة الفوز واستعادة الصدارة.