يعتزم بطل العالم في الفورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس) الذي عزز الأحد صدارته للترتيب العام، العودة بشكل أقوى في النصف الثاني من بطولة 2018 التي دخلت في عطلة صيفية تمتد حتى أواخر آب/أغسطس، موعد العودة مع جائزة بلجيكا الكبرى.

ويدرك السائق الباحث عن لقبه العالمي الخامس، والذي وسع الفارق في صدارة الترتيب العام الى 24 نقطة بعد فوزه بجائزة المجر الأحد وحلول منافسه الأبرز سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل ثانيا، ان الاجازة لن توفر له متسعا من الوقت للراحة. وشدد هاميلتون (33 عاما) على انه سيستغل التوقف لتحضير بدني وذهني إضافي لعودة قوية في 26 آب/أغسطس، عندما تقام جائزة بلجيكا، المرحلة 13 من أصل 21 سباقا.

وقال هاميلتون الفائز للمرة السادسة على حلبة هنغارورينغ المجرية "غالبا ما تكون المنافسة شديدة في النصف الثاني من الموسم، ولكن عادة تكون الامور افضل من ناحيتنا".

وتابع "سوف نذهب ونحضر أنفسنا ونتأكد من أننا سنعود أقوى".

لم يأت تصريح هاميلتون من فراغ. فهو يدرك ان فريقه يحقق الانتصارات على رغم عدم حيازته السيارة الأسرع على الحلبة، الا ان الحظ يقف الى جانبه. ففي جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من البطولة، هطلت الامطار قبل النهاية وسمحت له بتصدر السباق بعدما انطلق من المركز الـ 14، إثر ارتكاب فيتل لخطأ فادح أدى الى انزلاق سيارته الحمراء وخروجها عن المسار وخسارته المركز الاول الذي كان في جعبته.

ومرة جديدة تدخلت الامطار خلال الفترة الثالثة للتجارب التأهيلية لجائزة المجر الكبرى، ما سمح لهاميلتون بتسجيل أسرع توقيت والانطلاق من الصدارة خلال السباق، الذي أنهاه في المركز الاول ايضا.&

في المقابل يتوجب على فريق فيراري نسيان معاناته في السباقين الاخيرين. فعلى رغم ان سيارته كانت الأسرع على المسارات الجافة خلال التجارب الحرة في المجر، والفترتين الاولى والثانية للتجارب التأهيلية، لم يكن فيتل قادرا على تحقيق مبتغاه في أسبوع خيم عليه الحزن في الحظيرة الايطالية بسبب وفاة سيرجيو ماركيوني رئيس مجموعة "فيات كرايزلر" وفيراري.

وعلى رغم الأداء الثابت لهاميلتون هذا الموسم وابتعاده النسبي في الصدارة، الا ان بطل العالم أربع مرات رفض اعتبار ان اللقب قد حسم لصالحه في 2018، محذرا من ان المنافسة لا تزال محتدمة مع فيتل الباحث أيضا عن لقبه العالمي الخامس، والأول له منذ 2013.

وقال هاميلتون ردا على سؤال عما اذا بات قريبا من معادلة رقم السائق الأرجنتيني الأسطوري خوان مانويل فانجيو بلقب عالمي خامس "بالتأكيد لا (...) الأمر لا يزال مبكرا. شاهد الجميع التقلبات التي مررنا بها، تصدرنا وتراجعنا ثم تصدرنا مجددا".

وشدد على ان التتويج لن يصبح مضمونا سوى "عندما تحمل الكأس".

ونوه هاميلتون بالجهد الجماعي الذي يبذله فريق مرسيدس، في اشارة الى الاستراتيجية التي اتبعها فريق "الأسهم الفضية" في سباق المجر للحد من ضغط فيراري على الحلبة، قائلا "ترون العمل الجماعي الذي نحصل عليه أنا وفالتيري (بوتاس)، وهو عمل رائع".

- فيتل واثق من التطور -

وتابع "انطلقنا أنا وفالتيري من المركزين الاول والثاني، لذا تكلمنا معا قبل السباق. بشكل طبيعي كان كل منا يريد تصدر السباق، لذا كانت انطلاقتنا جيدة ولكن كان من الجيد ايضا الحفاظ على مركزينا".

وتابع "لو قمت بإقفال المسار أمامه أو دفعته الى خارج المنعطف، كان ذلك سيمنح فرصة للسائقين خلفنا لتجاوزه، لذا حاولت عدم تصعيب الامور عليه كثيرا في هذا الاطار".

وأشاد هاميلتون أيضا بعدم أنانية بوتاس على حلبة هنغارورينغ لتدارك خطر سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن، الذي توقف باكرا وأجبر الحظيرة الالمانية على نسخ الاستراتيجية ذاتها.

ووجد بوتاس نفسه في موقف صعب قبل نهاية السباق عندما اضطر الى ان يحجز خلفه فيتل ورايكونن، وهو يعاني من تآكل إطاراته، لكن الامر انتهى به الى افتعال حادثين، والى دخول حظيرة الفريق لابدال الجناح الامامي المتضرر لسيارته، واحتلال المركز الخامس وحصوله على عقوبة اضافة 10 ثوان الى توقيته الاجمالي باعتباره متسببا بالحادث الذي جمعه مع الاسترالي دانيال ريكياردو (ريد بول). كما اصطدم بوتاس بسيارة فيتل، عندما كان الاخير يحاول تجاوزه لانتزاع المركز الثاني خلف هاميلتون.

وعلى رغم تراجعه، لا يزال فيتل قادرا على المنافسة على اللقب، وهو يدرك ان ثبات الأداء هو مفتاح حصد النقاط.

وتحدث عن هفوته في جائزة ألمانيا الكبرى قائلا "بالطبع لم أقدم لنفسي أي خدمة الاسبوع الماضي، ولكن ما حصل هو جزء من الرياضة. العام الماضي، خسرنا لقب البطولة بسبب سيارتنا التي لم تكن سريعة بما فيه الكفاية في القسم الاخير من الموسم، ولكن هذه السنة السيارة أكثر فعالية وأقوى وما زالت تملك الكثير من القدرات".

وختم الالماني، الفائز بأربعة سباقات هذا العام "أنا واثق أننا سنتطور وسيكون القسم الثاني من الموسم مثيرا جدا".