ستسلط الأضواء خلال الجولات الأولى في الدوريات الأوروبية الكبرى بنسختها الجديدة للموسم الرياضي (2018-2019) على عدد من المدربين من أجل ترقب خطواتهم الأولى في تجاربهم الجديدة، بعدما غيروا الأجواء خلال الإجازة الصيفية وانتقلوا من نادٍ لآخر على أمل تحقيق إنجازات جديدة تثري مسيرتهم التدريبية وترفع أرصدة أنديتهم من الألقاب و البطولات.

وستكون أنظار الجماهير مصوبة نحو خمسة مدربين ، حيث يتقرب الجميع بداياتهم الجديدة بالنظر إلى مكانة الأندية التي تعاقدت معهم ، حيث الفشل ممنوع، مما يجعله مطالباً بتحقيق الانتصارات تلو الأخرى في كافة المسابقات.

الإسباني جولين لوبيتيغي

سيصبح من أكثر المدربين الموجودين تحت رحمة رادار الجماهير و الإعلام ، بعدما حل مكان الفرنسي زين الدين زيدان في رئاسة الجهاز الفني لنادي ريال مدريد ، خاصة أن التعاقد معه قد صاحبه جدل صاخب، بعد الإعلان عن ذلك قبل ساعات قليلة من انطلاق مونديال روسيا ، مما جعل رئيس الاتحاد الإسباني يعلن فسخ عقده ، وحرمانه من تدريب المنتخب الوطني في كأس العالم .

ويأتي تولي لوبيتيغي تدريب ريال مدريد خلفا للمدرب زيدان الذي حقق انجازات كثيرة في ظرف ثلاثة أعوام وتربعه على عرش الكرة الأوروبية بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لثلاث مرات متتالية، وهي التركة الثقيلة على لوبيتيغي ، خاصة بعد رحيل نجمه الأول وهدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ساهم في صنع إنجازات الفريق في عهد زيدان في وقت تعزف "الإدارة الملكية" عن القيام بتعاقدات كبيرة من شأنها أن تعزز الخيارات التكتيكية للمدرب الجديد المطالب بإثبات أحقيته بالجلوس على أقوى دكة احتياط في العالم.

الألماني توماس توخيل&

سيكون هو الآخر تحت الأنظار كونه سيتولى تدريب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي احد الأندية الأكثر متابعة في وسائل الإعلام منذ عام 2011 منذ أصبحت ملكيته قطرية، حيث سيصبح تحت رحمة الصحافة الفرنسية التي تتابعه منذ إعلان التعاقد معه ليحل محل الإسباني أوناي إيمري .

وفي ظل ترسانة النجوم الذين يضمها "العملاق الباريسي" فإن المدرب الجديد سيكون النجم الأول في حديقة الأمراء ، وسيتم توجيه الأنظار إليه لمعرفة الفرق بينه وبين بقية المدربين الذين سبقوه إلى الفريق ، والذين لم ينجحوا في الحصول على رضى الفرنسيين بسبب فشل الفريق في نيل لقب دوري أبطال أوروبا .

كما سيختبر توخيل في كيفية التعاطي مع الأسماء اللامعة خاصة البرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروغوياني إدينسون كافاني و في كيفية إخماد نار الفتنة التي تهدد غرف ملابس الفريق كل موسم.

الإسباني أوناي ايمري

سيحظى بمتابعة من الجماهير ووسائل الإعلام أكثر من المتابعة التي حظي بها عند توليه تدريب نادي باريس سان جيرمان في صيف عام 2016 ، إذ ان تجربته هذه المرة مختلفة كثيراً عن تجاربه السابقة لأنه اختير لتولي الجهاز الفني لنادي أرسنال الذي يمر بفترة حرجة في تاريخه .

ويأتي اختيار إيمري لهذه المهمة في أعقاب رحيل الفرنسي أرسين فينغر عن النادي اللندني بعد 22 عاماً من الإشراف على تدريبه، وبعد صيام 15 عاماً عن التتويج بلقب الدوري المحلي، مما يزيد من ثقل المأمورية التي تنتظر الفني الإسباني ، المطالب بإبراز كفاءته منذ الجولة الأولى ببطولة الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو ما سيشفع لإيمري لدى جماهير "المدفعجية" الذين سيقومون بإجراء مقارنة بينه وبين فينغر من أول مباراة رسمية يلعبها الفريق تحت إشراف مدربه الإسباني.

الإيطالي ماورسيو ساري

سيكون هو الآخر متابعاً عن كثب من قبل رادار الجماهير ووسائل الإعلام لأنه اختير لتدريب نادي تشيلسي الإنكليزي أحد الأندية البارزة محلياً ودولياً ، و اختياره لهذه المهمة أثار أيضا جدلاً جماهيرياً و إعلاميا رغم انه كان متوقعاً بحلوله محل مواطنه انطونيو كونتي.

فساري مطالب بإحراز لقب الدوري الممتاز من موسمه الأول &ليحصل على شهادة المدرب الناجح من إدارة النادي، مثلما حدث مع مواطنيه كونتي في عام 2017 و كارلو انشيلوتي في عام 2010 و البرتغالي جوزيه مورينيو في عام 2005 ، ليصبح ذلك قاعدة في تشيلسي ، تجبر الجميع على احترامها دون استثناء أو الرحيل قبل موعد إنقضاء العقد ، مثلما حدث مع البرتغالي أندري فياش بواش أو البرازيلي فيليبي سكولاري.

و من مساوئ الصدفة أن قدوم ساري إلى لندن تزامن مع &تصاعد حدة رغبة عدد من نجوم الفريق في الرحيل عن النادي خاصة الثنائي البلجيكي الحارس تيبو كورتوا ولاعب الوسط إدين هازارد ، في وقت أن تأخر إقالة كونتي و التعاقد مع ساري جعل الأخير يخسر وقتاً طويلاً لبناء الفريق الذي يرغب في العمل معه .

الكرواتي نيكو كوفاتش&

تتجه أنظار عشاق "البندشليغا" الألمانية باتجاه المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش الذي اختير لتولي الإدارة الفنية لنادي بايرن ميونيخ ، وهي مهمة عسيرة تنتظر المدرب الشاب ، لأنه مطالب بتحقيق هدفين من موسمه الأول ، من خلال الحفاظ على لقب الدوري المحلي وهي المهمة التي نجح فيها أسلافه منذ موسم (2012-2013) سواء الألماني يوب هاينكس أو الإسباني بيب غوارديولا أو الإيطالي كارلو انشيلوتي ، كما سيكون مطلوباً منه تحقيق نتيجة أفضل من بلوغ دور النصف النهائي في دوري أبطال أوروبا من خلال بلوغ النهائي ، ليشفع له ذلك أمام إدارة النادي البافاري وجماهيره ، &و هو الهدف الذي عجز عن تحقيقه انشيلوتي وغوارديولا منذ تحقيق الفريق لإنجاز الثلاثية في عام 2013.

وفضلاً عن صعوبة تحقيق الهدفين المنشودين، فإن كوفاتش تولى تدريب الفريق البافاري في فترة تشهد تراجع أداء لاعبيه بسبب ارتفاع معدلات أعمارهم ، وتعقب انتكاسة المنتخب الألماني في مونديال روسيا التي يتحمل مسؤوليتها دوليو بايرن ميونيخ .

ولم تبرم إدارة بايرن ميونيخ صفقات من شأنها أن &تساعد المدرب الجديد في عمله الكبير الذي ينتظره ، والذي سيضطر على أثره خوض الاستحقاقات الرسمية التي تنتظره على الجبهتين المحلية و القارية بنفس العناصر الفنية تقريباً الموروثة عن المدرب هاينكس .