شهدت التشكيلة المثالية التاريخية لبطولة الدوري الإيطالي حضور أساطير وغياب أخرى في ظل استحالة أن تتسع للعدد الهائل من الأسماء اللامعة التي صالت وجالت في الملاعب الإيطالية، خاصة في مرحلة ازدهار "الكالتشيو" وتوهجها خلال فترة الثمانينات والتسعينات عندما كانت البطولة الوجهة المفضلة لنجوم العالم قبل أن تتراجع لصالح الدوري الإنكليزي والدوري الإسباني.

وعرفت التشكيلة التاريخية لبطولة الدوري الإيطالي التي اختارتها صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية بمناسبة عودة عجلة البطولة للدوران مجدداً ، هيمنة لاعبي الرباعي الذي سيطر و لا يزال يسيطر على أجواء منافساتها، وهي أندية إنتر ميلان وميلان يوفنتوس ونابولي، والتي احتكرت الصعود لمنصة تتويج "الكالتشيو" .

ورغم الغزو الأجنبي للدوري الإيطالي إلا أن حضور اللاعبين المحليين كان قوياً في هذه التشكيلة بتواجد سبعة عناصر مقابل أربعة أسماء أجنبية.

في حراسة المرمى :

اختيرت لحراسة التشكيلة المثالة أسطورة نادي يوفنتوس ومنتخب إيطاليا دينو زوف، الحائز على لقب الدوري ست مرات على حساب جيان لويجي بوفون الفائز به تسع مرات، لكن يبدو أن تواجد زوف في مرحلة التوهج التي عرفتها البطولة، قد منحته الأفضلية بعدما عاصر بوفون مرحلة التراجع.

في خط الدفاع :

واختير للخط الخلفي أربعة مدافعين لعبوا جميعهم لصالح ميلان، ففي قلبي الدفاع نجد الإيطالي فرانكو باريزي أسطورة النادي اللومباردي ، والفائز بلقب الدوري خمس مرات ، وإلى جواره أليساندرو نيستا الذي لمع مع لاتسيو قبل أن ينتقل إلى ميلان ويحرز معه لقب الدوري المحلي عام 2004 .

اما في ظهيري&الجنب، فقد تواجدت&الأسطورة الأخرى لنادي ميلان وهو الإيطالي باولو مالديني الفائز باللقب سبع مرات و أكثر اللاعبين حضوراً في المسابقة ، بالإضافة إلى البرازيلي كافو وهو الذي جاء إلى ايطاليا للعب مع نادي روما وكان ضمن الجيل الذهبي الذي نال اللقب في عام 2001 قبل أن يرحل إلى ميلان و يفوز باللقب مجدداً في عام 2004.

في خط الوسط :

ضمّ خط الوسط ثلاثيًا إيطاليًا ممثلاً بساندرو ماتسولا أسطورة إنتر ميلان ، والحائز على بطولة الدوري أربع مرات ، وماركو تارديلي الذي لعب لإنتر ميلان ويوفنتوس ، لكنه تألق فقط مع الأخير ، فنال معه اللقب خمس مرات، ومعهما روبيرتو باجيو الذي ارتدى قميص الأندية الثلاثة الكبار يوفنتوس وميلان و الإنتر ، لكنه لم يحرز لقب "الكالتشيو" سوى مع يوفنتوس في عام 1995 ، ثم مع ميلان في عام 1996.

في خط الهجوم :

و اختير لخط المقدمة ثلاثي أجنبي على رأسه الأسطورة العالمية الأرجنتيني دييغو مارادونا النجم السابق لنادي نابولي ، والذي أعاد رسم حدود الخريطة الكروية للدوري الإيطالي في نهاية الثمانينات، وبفضله نجح النادي الجنوبي في إنهاء احتكار اندية الشمال على أجواء&البطولة ، فأحرز لقب الدوري مرتين عامي 1987 و 1990 ، فيما توج هو شخصياً بجائزة "الحذاء الذهبي" .

وتواجدت إلى جانب الأرجنتييني الشهير ، أسطورة الكرة الهولندية ماركو فان باستن، الذي ابهر العالم بقميص ميلان ، فقاده لنيل اللقب ثلاث مرات منها التتويج التاريخي في عام 1992 عندما حقق البطولة دون خسارة ، ثم البرازيلي الظاهرة رونالدو الذي لعب لقطبي&مدينة ميلانو غير انه لمع أكثر مع إنتر ميلان دون أن يحرز اللقب ، مكتفيا بالوصافة ليكون اللاعب الوحيد الذي لم ينل اللقب في هذه التشكيلة .

وغابت عن هذا الخط الأسطورة الفرنسية ميشال بلاتيني الذي احدث هو الآخر ثورة تكتيكية في إيطاليا بقميص يوفنتوس ، بعدما تخلى جزئياً عن مهمة صناعة اللعب واستبدالها بإحراز الأهداف بعدما لعب كرأس حربة وهمي، مستغلاً مهاراته الفنية العالية داخل وعلى مشارف منطقة الجزاء لينجح في التتويج بجائزة "الحذاء الذهبي" في البطولة لثلاثة مواسم متتالية أعوام 1983 و 1984 و 1985.

المدرب :

ولتدريب هذه التشكيلة الأسطورية كان لا بد من اختيار اسم أسطوري آخر بين المدربين الناجحين في تاريخ الكالتشيو فوقع الاختيار على كارلو أنشيلوتي المدرب الحالي لنادي نابولي ، و الذي درب سابقاً كلاً من بارما و يوفنتوس وميلان ، حيث توج باللقب مع الميلان في 2004 ، وهو المدرب الوحيد الذي نجح في الفوز بلقب الدوريات الأوروبية الأربعة الكبرى في كل من إيطاليا و إنكلترا و فرنسا و ألمانيا ، فيما &استعصى عليه لقب "الليغا" الإسبانية.