عشية حفل الافتتاح الرسمي لدورة الألعاب الآسيوية، يلف التلوث سماء العاصمة الأندونيسية جاكرتا التي تعاني من زحمة سير خانقة لم تفلح المحاولات الرسمية في الحد منها قبل استضافة الدورة التي تعد الثانية عالميا.

وبلغ تلوث الهواء مستويات غير صحية في الأسابيع الماضية على رغم محاولات جادة للحد منه، بما فيها اعتماد النظام الفردي والمزدوج لسير المركبات، وإغلاق بعض المدارس والطرق.

وسجل مؤشر نوعية الهواء في العاصمة الأندونيسية الجمعة مستوى 107 تقريبا، ما يهدد بتشكيل خطر على الأشخاص الحساسين حيال تلوث الهواء، لاسيما منهم الذين يعانون من مشاكل في التنفس.

وسجل هذا المؤشر بشكل دوري خلال هذا الشهر مستويات وصلت الى 150، والتي تعد خطرا على الصحة العامة.

وتستعد أندونيسيا لاستضافة نحو 16 ألف رياضي وإداري من 45 بلد آسيوي، اضافة الى عشرات الآلاف من السياح والمشجعين، للمشاركة في آسياد 2018 التي تستضيفها جاكرتا ومدينة بالمبانغ وتفتح رسميا السبت، وتعد الثانية من حيث الحجم ضمن الأحداث المتعددة الرياضات، بعد دورة الألعاب الأولمبية.

ويخشى أن تؤثر مستويات التلوث سلبا على المنافسات الرياضية التي تقام في الهواء الطلق، ومنها ألعاب القوى والركبي والقوس والنشاب، بحسب الخبير في تلوث الهواء والصحة في جامعة أندونيسيا بودي هاريانتو.

وأشار الأكاديمي الى أن المنافسة في هواء ملوث يحد من قدرة الرياضيين على تقديم أفضل ما لديهم، علما أن معدل درجة الحرارة في جاكرتا يصل حاليا الى 31 درجة مئوية، وهي حرارة مرتفعة أصلا للمنافسات الرياضية.

واعتبر الأندونيسي هندرو ياب (17 عاما) الذي سيمثل بلاده في منافسات المشي في ألعاب القوى، أن المنافسة في هذه الأجواء ستعد تحديا.

وقال لوكالة فرانس برس "بالنسبة الى الأشخاص المعتادين على الجري في جاكرتا، قد يكون الأمر أسهل بعض الشيء (...) لكن على رغم ذلك، لا يزال صعبا جدا. التعرق يزيد. وفي جاكرتا، ثمة تلوث أيضا".

ويعد التلوث مشكلة أساسية في جاكرتا، المكتظة بعشرة ملايين نسمة و18 مليون سيارة، علما أن عدد المركبات على الطرق هو في تزايد سنويا.

ورأى مسؤول ملف المناخ والطاقة في منظمة "غرينبيس" في أندونيسيا هيندون مولايكا أنه "من الصعب إيجاد حل لأن الأساس هو قوننة الانبعاثات (...) الحكومة لا تزال تعتقد أن المسألة عبارة عن مشكلة في النقل".