فتح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت بشكل مبكر، معركة الرئاسة المقبلة للاتحاد الآسيوي في 2019، بإعلانه السبت استقالته من منصبه الحالي وعزمه الترشح للمنصب القاري الذي يتولاه حاليا البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.

وتأتي الخطوة غير المتوقعة، بعد أيام من تزكية عزت رئيسا لاتحاد جنوب غرب آسيا المشكل حديثا، والذي رأى محللون أنه يأتي في إطار سعي السعودية لتعزيز نفوذها في كرة القدم القارية، لاسيما على حساب قطر التي تستعد لاستضافة مونديال 2022. ويضم الاتحاد دولا من جنوب آسيا، الى دول من غرب القارة ودول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر التي قطعت الرياض وحلفاؤها العلاقات الدبلوماسية معها العام الماضي.

واختار عزت الذي يتولى منصبه منذ نهاية 2016، الإعلان عن خطوته من لندن حيث تقام مباراة السوبر السعودية بين الهلال والاتحاد، على كأس الهيئة العامة للرياضة، وفي يوم الافتتاح الرسمي لدورة الألعاب الآسيوية في أندونيسيا.

وقال عزت في تصريحات نقلتها قنوات تلفزيونية سعودية "قبل أسبوع انتخبت كرئيس بالتزكية لاتحاد غرب وجنوب آسيا... هذه خطوة هامة لتوجهي المقبل، وبدعم كبير ومساندة وتوجيه من معالي المستشار تركي آل الشيخ (رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية) سأبدأ في تحضير ملفي لانتخابات الاتحاد الآسيوي التي ستقام السنة المقبلة".

وبدأ عزت حديث بإعلان استقالته من منصبه المحلي "قدمت اليوم لمعالي رئيس اللجنة الأولمبية الاستاذ تركي آل الشيخ وللجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم استقالتي من منصبي اعتبارا من اليوم بعد لقاء السوبر على كأس الهيئة العامة للرياضة"، مضيفا من الملعب التابع لنادي كوينز بارك رينجرز "أشكر كل من ساهم معي أثناء عملي وأتمنى أن تسامحوني شكرا لكم جميعا".

وبعد استقالة عزت، سيكون نواف التمياط، نائب رئيس الاتحاد الحالي، رئيسا مكلفا لحين انعقاد جمعية عمومية للاتحاد للتحضير للانتخابات وفقا للوائح الاتحاد الدولي.&

واعتبر عزت نفسه "محظوظا بالوصول لمنصب رئيس اتحاد الكرة السعودي&وحصلت على كل الدعم سواء المادي أو المعنوي&لحل مشاكل الأندية، كما انني محظوظ بالعمل في ظل وجود رئيس الهيئة العامة للرياضة".

- العمل "ضد الرياضة السعودية" -

ويتولى الشيخ سلمان رئاسة الاتحاد القاري منذ أيار/مايو 2013، وأعيد انتخابه في العام 2015 لولاية من أربعة أعوام. والشيخ سلمان هو ثاني عربي يتولى رئاسة الاتحاد القاري بعد القطري محمد بن همام، الموقوف مدى الحياة عن أي نشاط كروي على خلفية اتهامات بدفع رشى لدعم ترشحه الى رئاسة الاتحاد الدولي (فيفا).

أما تركي آل الشيخ، فعين في منصبه في أيلول/سبتمبر 2017، وبات منذ ذلك الحين صاحب الكلمة الفصل في القرارات الرياضية السعودية. ويتولى آل الشيخ أيضا رئاسة اللجنة الأولمبية المحلية والاتحاد العربي لكرة القدم، وهو مستشار في الديوان الملكي ومقرب من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ووجه المسؤول السعودي انتقادات حادة للقيمين على الاتحاد الآسيوي في تشرين الأول/اكتوبر الماضي من دون أن يسميهم، قائلا أن "أقزام آسيا لن يضروا الرياضة السعودية".

وغمز آل الشيخ يومها من قناة "المرشح الذي يصل الى المنصب" بقوله "جرت العادة ان تدعم السعودية أي مرشح من الدول الشقيقة للاتحادات القارية أو الدولية. لكن للأسف عندما يصل المرشح الى المنصب يبدأ بالعمل ضد الرياضة السعودية لأسباب آمل ألا أضطر لذكرها".

ولمح آل الشيخ حينها الى احتمال دعم شخص آخر للانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحاد القاري. وبعد أيام على تلك التصريحات، زار الشيخ سلمان تركي آل الشيخ في الرياض، وأعلن الجانبان فتح "صفحة جديدة".

إلا أن إعلاميين سعوديين فسروا تصريحات آل الشيخ يومها على أنها انتقاد لرئيس الاتحاد القاري وأيضا لداعميه، لاسيما الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، أحد كبار النافذين على الساحة الرياضية القارية والعالمية.

وكان الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، حاضرا السبت في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية "آسياد 2018"، والتي تقام في أندونيسيا حتى الثاني من أيلول/سبتمبر.