يقود نوفاك ديوكوفيتش على ملاعب ملبورن، مجموعة من لاعبي كرة المضرب المحترفين العائدين من الاصابة بعد أشهر من الغياب، للمشاركة في بطولة استراليا المفتوحة التي يسعى خلالها الصربي الى تحقيق رقم قياسي بلقب سابع.

وإضافة الى ديوكوفتيش، المصنف أول عالميا سابقا والمتوج بـ 12 لقبا في البطولات الكبرى، ستكون استراليا، أولى بطولات الغراند سلام هذا الموسم، مناسبة لعودة المصنف أول عالميا الاسباني رافايل نادال الى المنافسات بعدما غاب منذ نهاية العام الماضي لإصابة في الركبة.

وغاب ديوكوفيتش (30 عاما) عن الملاعب منذ تموز/يوليو الماضي بسبب إصابة في المرفق، ولم يتمكن من العودة كما كان متوقعا في الدورات الأولى لهذا الموسم، فانسحب من أبوظبي الاستعراضية وقطر، وشارك فقط في دورة كويونغ الاستعراضية في ملبورن.

وقال ديوكوفيتش من ملبورن السبت "أنا سعيد لمجرد العودة للعب كرة المضرب ونيل فرصة جديدة للمنافسة في الدورات الكبرى. افتقدت ذلك".

وأشار الصربي الى ان الالم في مرفقه الأيمن وصل الى مستويات لا تحتمل، وكان الحل الأمثل راحة طويلة، موضحا ان المرفق "لم يتعاف مئة بالمئة، الا انني وصلت الى مرحلة أقدر فيها على المنافسة".

وتابع "لا أعرف ما سيكون عليه خلال البطولة. حتى لو تعافيت بنسبة مئة بالمئة، لا يمكنني ان أعرف كيف سأكون بعد غياب لستة أشهر عن المنافسة"، علما ان الصربي الذي أحرز لقب استراليا للمرة الأخيرة عام 2016، سيكون المصنف الرابع عشر في ملبورن 2018.

أضاف "أعرف ما أنا قادر على فعله، وأؤمن بقدراتي للفوز على أفضل اللاعبين في العالم"، علما انه سيواجه في الدور الأول الأميركي دونالد يونغ، متابعا "أدرك انني اذا تمكنت من بلوغ المستوى المرغوب من الأداء، ذهنيا وبدنيا، ستكون لدي فرصة جيدة للذهاب بعيدا في البطولة".

وقارن ديوكوفيتش بين غيابه وغياب نادال (31 عاما) والمصنف ثانيا عالميا السويسري روجيه فيدرر (36 عاما) في نهاية عام 2016 بسبب الاصابة، وعودتهما الى تقديم أداء لافت في الموسم الماضي، وإحراز كل منهما لقبين في البطولات الكبرى.

وقال الصربي "روجيه ورافا (نادال) أظهرا العام الماضي ان العمر هو مجرد رقم، لاسيما في حال روجيه (...) هو مثال جيد على شخص قادر على الاعتناء بنفسه، يعرف كيف يتحضر بشكل جيد ويبلغ قمة مستواه في الوقت المناسب. أحرز لقبين في البطولات الكبرى (استراليا وويمبلدون)، من كان يتوقع ذلك بعد ستة أشهر من الغياب؟".

- نادال جاهز -

ويجد نادال نفسه في موقع مشابه بعض الشيء لديوكوفيتش، على رغم ان فترة غياب "الماتادور" كانت أقصر. فهو ابتعد في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بسبب الاصابة في الركبة، بعدما كان ضمن انهاء الموسم في صدارة تصنيف المحترفين. وعلى رغم ان الاسباني الذي خسر نهائي ملبورن العام الماضي أمام فيدرر، غاب عن الدورات الأولى لهذا الموسم، الا انه أبدى ثقة بقدرته على المنافسة هذه السنة.

وقال نادال السبت "هذه المرة الأولى في مسيرتي التي أحضر فيها الى هنا من دون خوض أي مباراة رسمية. هذا وضع جديد بالنسبة إلي".

أضاف "أشعر بأنني قمت بتمارين جيدة خلال أسبوع ونصف أسبوع. آمل في ان أكون جاهزا. أشعر بأنني ألعب بشكل أفضل بعض الشيء".

ومن العائدين أيضا السويسري ستانيسلاس فافرينكا بطل استراليا 2014 الغائب منذ أشهر بسبب إصابة وعملية جراحية في الركبة، والكندي ميلوس راونيتش الذي أصيب في ربلة الساق والمعصم.

وقال فافرينكا السبت في ملبورن "اعتقد ان مجرد وجودي هنا ومشاركتي في البطولة الأولى، هو انتصار كبير (...) هذا أفضل ما كان يمكنني ان أحلم به عندما أجريت الجراحة، أن أكون جالسا هنا وأقول انني سألعب المباراة الأولى"، مؤكدا انه لا يزال يشعر ببعض الألم على رغم التحسن الكبير في وضع ركبته.

- فيدرر مرتاح وموغوروتسا تتحسن -

وبينما تمكن هؤلاء في العودة في الوقت المناسب للمشاركة في بطولة استراليا، لم يكن الأمر سيان بالنسبة الى المصنف أول عالميا سابقا البريطاني أندي موراي والياباني كي نيشيكوري.

 فالأول أعلن الأسبوع الماضي إجراء عملية جراحية لعلاج إصابة في الورك أبعدته منذ تموز/يوليو الماضي، وسيغيب لأشهر إضافية، بينما لا يزال الثاني يعاني من إصابة في المعصم أبعدته أيضا منذ الصيف الماضي.

وفي ظل المعاناة مع الاصابات، يبدو المخضرم فيدرر مطمئنا الى وضعه البدني، وهو الذي اعتمد العام الماضي على تقنين مشاركاته في الدورات وغاب في مراحل عدة من الموسم للحفاظ على لياقته.

وقال فيدرر في تصريحات في ختام الموسم الماضي "العديد من اللاعبين يقتربون أو بلغوا الثلاثين من العمر. في الماضي، في سن الثلاثين، كان العديد من اللاعبين يعتزلون"، معتبرا ان الاصابة في هذا العمر "أمر طبيعي".

ولا يبدو الوضع أفضل لدى السيدات. فحاملة اللقب والرقم القياسي في ألقاب البطولات الكبرى (23) الأميركية سيرينا وليامس، لا تزال غائبة عن الملاعب منذ وضع مولودتها الأولى في أيلول/سبتمبر الماضي.

كما ان العديد من اللاعبات عانين من الاصابات خلال الفترة التي سبقت بطولة استراليا، مثل الاسباني غاربيني موغوروتسا بطلة ويمبلدون 2017، والأميركية سلون سيتفينز بطلة فلاشينغ ميدوز، والفرنسية كارولين غارسيا. أما البريطانية جوهانا كونتا، فتعرضت لإصابة في الورك الأسبوع الماضي في دورة بريزبين الاسترالية.

وقالت كونتا التي ستشارك في ملبورن، ان "الوركين يتحملان ثقلا كبيرا"، مشيرة الى ان مباريات كرة المضرب الحديثة باتت أقوى على الصعيد البدني، لاسيما وان الدورات تقام تقريبا كل أسبوع على مدى الموسم.

أضافت "الركبتان تتعرضان أيضا لثقل كبير، والكتفان، والكاحلان، والمعصمان (...) الظهر، الجزء السفلي من الظهر، وكل ما بينهما".

أما موغوروتسا فقالت السبت ان إصابتها "تحسنت. أتمرن كل يوم. أقوم بكل ما هو ممكن للتعافي بشكل كامل".