يسعى لاعب كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر الى تعزيز رقمه القياسي في عدد ألقاب البطولات الكبرى، ورفعه الى 20 عندما يبدأ في سن السادسة والثلاثين، الدفاع عن لقبه في بطولة استراليا المفتوحة، أولى بطولات الغراند سلام لهذا الموسم، والتي تنطلق الاثنين في ملبورن.

ويبدو فيدرر نظريا أبرز المرشحين للقب، لاسيما وان كل المنافسين الكبار مثل المصنف أول عالميا الاسباني رافايل نادال (31 عاما) والصربي نوفاك ديوكوفيتش (30 عاما) والسويسري ستانيسلاس فافرينكا (32 عاما)، يعودون من فترات غياب متفاوتة المدة بسبب الاصابة. وقد يتيح هذا الوضع بروز أسماء بارزة قادرة على المنافسة جديا، مثل البلغاري غريغور ديميتروف (26 عاما) والالماني الكسندر زفيريف (20 عاما) والنمسوي دومينيك تييم (24 عاما).

وعلى رغم تفوقه وعودته بقوة الى المنافسات الموسم الماضي وإحرازه سبعة ألقاب بينها لقبان كبيران (ويمبلدون الانكليزية واستراليا بعد نهائي رائع من خمس مجموعات ضد نادال في ملبورن)، سعى السويسري في تصريحات عشية انطلاق البطولة الاسترالية، الى التقليل من حظوظه.

وقال "لا اعتقد ان لاعبا يبلغ السادسة والثلاثين يجب ان يكون مرشحا في بطولة، لا يجب ان يكون الأمر كذلك".

أضاف "لهذا أرى الأمر بشكل أكثر ارتياحا (...) أشعر مثلا ان لاعبا مثل رافا (نادال) بعد المستوى الذي قدمه العام الماضي، ونوفاك مع ألقابه الستة هنا (...) يمكنهما ان يكونا أبرز مرشحين أيضا".

وعلى عكس اللاعبين البارزين، يدخل فيدرر منافسات ملبورن مرتاحا الى وضعه البدني. فالسويسري الذي غاب لأشهر في نهاية العام 2016 بسبب الاصابة، اعتمد على برنامج مشاركات مخفف الموسم الماضي، وابتعد عن كامل موسم الدورات الترابية. وكمقارنة، لم يشارك إبن مدينة بازل السويسرية سوى في 12 دورة خلال العام 2017 (أحرز سبعة ألقاب بينها لقبان كبيران وثلاثة ألقاب في دورات الماسترز للألف نقطة)، بينما خاض الالماني زفيريف 25 دورة طوال الموسم.

ويبحث فيدرر في ملبورن عن لقبه السادس في 19 مشاركة. وسيواجه المصنف ثانيا عالميا في الدور الأول السلوفيني إلياز بيديني المصنف 51 عالميا، وقد يصطدم بالكندي ميلوس راونيتش في الدور الرابع بعدما وقعا معا في النصف الثاني من القرعة.

واستهل فيدرر الذي خسر الموسم الماضي 5 مباريات من 57، سنته بتتويج في كأس هوبمان للمنتخبات المختلطة من دون خسارة.

- خصوم الماضي في المجهول -

ولا تبدو حال المنافسين في أفضل مستواياتها. فقد فضل نادال، المصنف أول والمتوج العام الماضي بلقبي رولان غاروس الفرنسية (للمرة العاشرة، وهو رقم قياسي) وفلاشينغ ميدوز الأميركية، الانسحاب من دورة بريزبين الاسترالية بسبب آلام متكررة في ركبته، وهي التي دفعته الى الانسحاب من بطولة الماسترز الختامية للموسم الماضي في تشرين الثاني/نوفمبر.

وأنهى نادال الموسم مستعيدا موقعه في صدارة تصنيف المحترفين.

وكان ابن مايوركا عازما على المشاركة في بطولة استراليا التي توج بلقبها مرة واحدة عام 2009 ووصل الى مباراتها النهائية في 2012 و2014 و2017.

وأكد نادال السبت جاهزيته لخوض منافسات ملبورن، ومنافسة فيدرر، على رغم النقص في التحضيرات المسبقة. وقال الاسباني الذي بدأ مشاركاته في استراليا عام 2004، "هذه المرة الأولى في مسيرتي التي أحضر فيها الى هنا من دون خوض أي مباراة رسمية".

أضاف "أشعر بأنني قمت بتمارين جيدة خلال أسبوع ونصف أسبوع. آمل في ان أكون جاهزا. أشعر بأنني ألعب بشكل أفضل بعض الشيء".

وتابع "اذا لم تكن متحمسا بنسبة 100% لخوض هذه البطولة، فهذا يعني انك لا تحب هذه الرياضة"، مقرا بأن صدارته للتصنيف لا تضمن له شيئا في ملبورن لأن "الجميع يبدأ من نقطة الصفر. أنا أبدأ من نطقة الصفر مجددا (...) هذه بداية الموسم، وهي مثيرة. آمل في ان أكون بصحة جيدة وتنافسيا، والأهم ان استمتع بكرة المضرب لعام إضافي".

ومثل نادال، يخوض ديوكوفيتش البطولة من دون تحضير مكثف. وكان من المتوقع ان يعود ديوكوفيتش الشهر الماضي الى الملاعب في دورة أبوظبي الاستعراضية ودورة قطر، الا انه انسحب منهما لعدم جهوزيته.

وعلى غرار "الماتادور" الاسباني، لم يشارك الصربي سوى في دورة كويونغ الاستعراضية في استراليا. ويتعين الانتظار لمعرفة ما اذا كان قادرا على تكرار مشوار فيدرر العام الماضي.

وقال الصربي من ملبورن "أنا سعيد لمجرد العودة للعب كرة المضرب ونيل فرصة جديدة للمنافسة في الدورات الكبرى. افتقدت ذلك"، مشيرا الى ان الألم في مرفقه مرفقه الأيمن وصل الى مستويات لا تحتمل، وكان الحل الأمثل راحة طويلة، موضحا ان المرفق "لم يتعاف مئة بالمئة، الا انني وصلت الى مرحلة أقدر فيها على المنافسة".

ويتشارك الصربي حاليا الرقم القياسي مع الاسترالي روي إيمرسون (6 لكل منهما)، يليهما فيدرر (توج بخمسة ألقاب آخرها في 2017)، لكن ايمرسون توج بكل ألقابه قبل تطبيق نظام الاحتراف عام 1968.

كما يعود الى الملاعب فافرينكا المتوج بثلاثة ألقاب كبرى في مسيرته، بعد غياب نصف موسم بسبب الاصابة.

وبينما تمكن هؤلاء في العودة في الوقت المناسب، لم يكن الأمر سيان بالنسبة الى المصنف أول عالميا سابقا البريطاني أندي موراي والياباني كي نيشيكوري. فالأول أعلن الأسبوع الماضي إجراء عملية جراحية لعلاج إصابة في الورك أبعدته منذ تموز/يوليو، بينما لا يزال الثاني يعاني من إصابة في المعصم أبعدته أيضا منذ الصيف الماضي.

وتبدو استراليا والظروف البدنية، مناسبة لبروز جيل من اللاعبين قادر على منافسة "الرباعي الكبير" ("بيغ فور") المؤلف من فيدرر ونادال وديوكوفيتش وموراي، مثل ديميتروف الذي بلغ نصف نهائي العام الماضي والمتوج في بطولة الماسترز، او البلجيكي دافيد غوفان، الوصيف في لندن والذي يقدم افضل مستوياته راهنا، أو حتى الجيل الأصغر مثل الاسترالي نيك كيريوس أو الالماني زفيريف.