قبل اقل من أسبوع عن الموقعة المرتقبة التي تجمع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي وضيفه ريال مدريد الإسباني في إياب الدور الثمن النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا المقرر إقامتها على "حديقة الأمراء" بالعاصمة باريس، يعيش مدرب الفريق المدريدي الفرنسي زين الدين زيدان في حيرة من أجل تحديد ملامح التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها الموقعة القارية للظفر بورقة الترشح للمحطة الموالية.

هذا ويجد زيدان صعوبة في اختيار التشكيلة الأساسية في أهم وأقوى امتحان يخوضه هذا الموسم والذي على ضوء نتيجته قد يتحدد استمراره من عدمه على رأس الجهاز الفني للفريق المدريدي.
 
فموعد إقامة مباراة العملاق المدريدي بمضيفه العملاق الباريسي، قد تزامن مع معطيات فنية ، قد تتسبب في خلط أوراق زيدان بعد تعرض عدد من ركائز الفريق وأعمدته الرئيسية لإصابات في المباراة التي شهدت سقوط ريال مدريد أمام إسبانيول في بطولة الدوري المحلي يوم الثلاثاء الماضي ، وهي الخسارة التي جاءت بعد سلسلة من الانتصارات ، مما أعطى المدرب الفرنسي مؤشراً بأن الفريق بدأ في استعادة عافيته.
 
وبحسب ما أوردته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن زيدان استقر على ستة لاعبين فقط للمشاركة بشكل أساسي في موقعة الإياب القارية، بينما تبقى خمسة لاعبين يحتاجون منه للفصل النهائي ، حيث سيعمد الفني الفرنسي لاستغلال المباراة التي ستجمع فريقه بضيفه خيتافي في بطولة الدوري الإسباني قبل التوجه إلى فرنسا ، من اجل البت في خياراته النهائية دون الكشف عن تفاصيل الخطة التي سيواجه بها أبناء العاصمة الفرنسية.
 
واستقر زيدان على إشراك الكوستاريكي كايلور نافاس في حراسة المرمى كونه الخيار الأول المتاح أمامه، أما في خط الدفاع ، فقد استقر على مواطنه رافائيل فاران والإسباني سيرجيو راموس في قلب الدفاع ، و معهما داني كارفاخال كظهير أيمن ، بينما يبقى مترقباً لاختيار الظهير الأيسر بسبب إصابة مارسيلو ، حيث لا يزال زيدان ينتظر تقرير الطاقم الطبي بالفريق بإشراكه من عدمه ، وفي حال تأكد غياب الظهير البرازيلي ، فإن "زيزو" سيفاضل بين الإسبانيين تيو هرنانديز و ناتشو لخلافته.
 
وتبقى أصعب معضلة تواجه زيدان في خط الوسط بعد إصابة كل من الألماني توني كروس و الكرواتي لوكا مودريتش، إذ يتعين عليه انتظار قرار طبيب الفريق لتحديد نوعية إصابتهما، وفي حال تأكد عدم جاهزيتهما لخوض الامتحان الباريسي ، فإن الفني الفرنسي سوف يفاضل بين الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش والإسباني لوكاس فاسكيز ليحل احدهما بديلاً لمودريتش، في حين أن غياب توني كروس سيمنح الفرصة لماركو أسينسيو للمشاركة أساسياً بجانب البرازيلي كاسيميرو.
 
وعلى مستوى خط الهجوم، فإن زيدان لم يثبت حتى الآن على اللاعب الذي سيجاور البرتغالي كريستيانو رونالدو في خط المقدمة في ظل استحالة الاعتماد على ثلاثي "البي بي سي" في مثل هذا الامتحان ، الذي يختلف كثيراً عن امتحان ليغانيس، حيث تأكد أن المدرب الفرنسي سيشرك في الموقعة القارية الويلزي غاريث بيل أو الفرنسي كريم بن زيمة ليكون أحدهما ضلعاً موازياً لرونالدو ، على أن يكون إيسكو أو لوكاس فاسكيز محور إنطلاق هجمات الفريق، حيث يسعى "زيزو" لإستغلال فرصته الأخيرة في إنقاذ موسمه المخيب، خاصة ان نتيجة ذهاب تعتبر غير مطمئنة رغم الفوز المدريدي ذهاباً بثلاثة أهداف مقابل هدف.
 
وتشكل مباراة خيتافي فرصة لزيدان من أجل تجربة العناصر التي يشكك في كفاءتها ، ليقف على مدى استعدادها وجاهزيتها لخوض المعركة القارية أمام منافس شرس مثل باريس سان جرمان، إذ لا يستبعد أن يراهن على العناصر الأساسية حتى وهم ليسوا على كامل الجاهزية بدلا من المخاطرة بإشراك لاعبي الدكة.