مراكش: يمكن القول إن المغرب نجح، باحتضانه للمناظرة الأولى من نوعها حول كرة القدم النسوية الأفريقية، بمراكش، تحت شعار "لنرفع التحدي"، وقبلها ترشحه لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026 وتنظيم الدورة الخامسة لنهائيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين، في تقديم نفسه كلاعب أساسي ومحوري في تنمية كرة القدم بالقارة الأفريقية. وهو توجه حرص على تأكيده المسؤولون المغاربة، كما ثمنه المسؤولون الأفارقة، سواء على مستوى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أو الاتحادات الوطنية.

وأكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن اختيار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المغرب لاحتضان أول مناظرة حول كرة القدم النسوية، تحت شعار "لنرفع التحدي"، ينبع من إيمانه بانخراط المغرب الصادق والفعلي في مسار تطوير كرة القدم الافريقية، مشيراً إلى أن هذا الملتقى الرياضي يُشكل امتداداً للمناظرة الدولية التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بشراكة مع الــ(كاف)، تحت شعار "كرة القدم الافريقية هي رؤيتنا"، والتي قال عنها إنها حققت نجاحاً مشهوداً، نتج عنه بلورة رؤية مستقبلية لتطوير كرة القدم الأفريقية، التي تعتبر كرة القدم النسوية إحدى اهم مرتكزاتها.

وأبرز لقجع أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وضعت خارطة طريق لتطوير كرة القدم النسوية، مؤكداً الحرص على تبادل التجارب والخبرات مع الأشقاء الأفارقة، مع دعوته إلى تعميق النقاش والحوار حول أهم الرهانات والقضايا المرتبطة بكرة القدم الأفريقية، بشكل يساهم في إذكاء الوعي الجماعي للدفاع عن المصالح المشتركة، سواء فيما يخص صناعة القرار والتمثيلية داخل هيئات الاتحاد الدولي لكرة القدم، أو فيما يتعلق بالدعم المالي أو الحق المشروع في تنظيم كأس العالم.

وضمن نفس التوجه الفعال والانخراط الإيجابي، مع الحرص على مصالح أفريقيا ومكانتها، بين القارات، شدد لقجع على أن قوة ترشيح ملف المغرب لتنظيم كأس العالم 2026 تكمن في دعم الأفارقة "لتحقيق حلم قارة لم تنل هذا الشرف إلا مرة واحدة، ونحن نقترب من الاحتفال بمئوية تنظيم كأس العالم"؛ مشدداً على أن "تنظيم كأس العالم يجب أن يكون رافعة لخلق التوازن على مستوى المنظومة الكروية العالمية من خلال التفعيل الحقيقي لمبدأ التداول الحقيقي بين القارات"، ملاحظاً أن "الوقت قد حان للتعبئة للدفاع عن حق مشروع سيعيد للقارة الأفريقية مكانتها في الساحة الكروية العالمية".

وحرص لقجع على توجيه خطاب قوي إلى من يعنيهم الأمر، خارج القارة السمراء، بقوله: "وإلى كل الذين يراودهم الشك في كل هذا، نقول لهم بصوت واحد: كفى، لسنا كائنات انتخابية. نحن نملك الطاقات والتصورات، وأكثر من ذلك نملك كرامة سندافع عنها مهما كلف الثمن".

من جانبه، رئيس الـ(الكاف)، الذي لم يخف دعمه لملف الترشح المغربي لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، لم يفوت فرصة التعبير عن شكره وامتنانه للمغرب على الدعم المادي الذي قدمه للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، العام الماضي، في سبيل تنمية الممارسة الكروية بالقارة السمراء، وهو الدعم الذي قال إنه شمل، اخيرا ، تنظيم المناظرة حول كرة القدم الأفريقية التي انعقدت بالصخيرات، والتي قال إن المغرب تكفل بكامل متطلباتها التنظيمية، والتي ناهزت موازنتها 3 ملايين دولار، وكذا تنظيم بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين، في دورتها الخامسة، في آخر لحظة، بعد سحبها من كينيا، وهو تنظيم كلف 15 مليون دولار، 12 منها دفعها المغرب، علاوة على استفادة 30 اتحاداً أفريقياً، لبعض الوقت، من المنشآت المتوفرة في المغرب لتنظيم الدورات والمباريات الودية لمنتخباتها الوطنية؛ وانتهاء بالمناظرة الأفريقية حول كرة القدم النسوية، بمراكش، التي اختتمت أشغالها، الثلاثاء، بإصدار جملة توصيات تروم "النهوض والرقي بكرة القدم النسوية بالقارة الأفريقية، والعمل على تمكينها من كل الإمكانيات الضرورية حتى تتبوأ المكانة اللائقة بها على الصعيد الدولي".

كما لم يفوت أحمد أحمد الفرصة للاحتفاء بالبطلة نوال المتوكل، رئيسة لجنة كرة القدم النسوية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسة اللجنة المنظّمة للمناظرة، والتي بعد مسار أكثر من ناجح في مجال ألعاب القوى، سواء كعداءة سجلت اسمها كأول مغربية وعربية ومسلمة تنال الذهب الأولمبي بعد تتويجها في أولمبياد لوس أنجلس سنة 1984، في مسابقة 400 متر حواجز، أو كفاعلة في مجال التسيير الرياضي على مستوى اللجنة الأولمبية الدولية، وتقلدها عدداً من المناصب العليا والسامية، في بلدها وفي أعلى الأجهزة الرياضية الدولية، ها هي بصدد مد يد العون لتطوير كرة القدم النسوية في قارتها.

وإلى اعتراف المسيرين والمسؤولين بالدور الذي يضطلع به المغرب لتطوير كرة القدم الأفريقية، منح حضور نجوم كرة القدم الأفريقية، الحاليين أو السابقين، من النساء والرجال، بمراكش، للحدث نكهته الأفريقية الخالصة: نجوم طبعوا المسيرة الكروية على أعلى مستوى؛ فيما بعث حضور كلير وياه، زوجة اللاعب الليبيري جورج وياه، أحد أشهر اللاعبين الذين أنجبتهم القارة، والوحيد بين لاعبيها الذي نال الكرة الذهبية، شعوراً بالفخر، برؤية أحد نجوم الكرة الأفريقية والعالمية يصير رئيساً لبلاده؛ وهو شعور اختصره رئيس الـ(كاف)، بقوله: "يتعلق الأمر بلاعب متميز، الوحيد بين نجوم القارة الذي فاز بالكرة الذهبية العالمية، والوحيد الذي، بعد مسار كروي رائع، وصل إلى قمة التسيير في بلده، بعد انتخابه رئيساً لليبيريا.

وجاء اللقاء الإعلامي المشترك، الذي جمع فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وديودوني هابي رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، على هامش أشغال المناظرة الأفريقية لكرة القدم النسوية، بمراكش، والذي تم خلاله التأكيد على عمق العلاقات الأخوية وأواصر التضامن والتعاون التي تجمع المغرب والكاميرون، وبالتالي "وضع حد للشائعات المتداولة بخصوص إمكانية سحب تنظيم كأس أفريقيا للأمم 2019 من الكاميرون، وأن المغرب سيعوضها في ذلك"، ليؤكد انخراط المغرب في تنمية الممارسة الكروية بالقارة السمراء، وتأكيد قناعة جامعته بوضع خبراتها وإمكاناتها رهن إشارة الاتحادات الوطنية، في انسجام تام مع سياسة انفتاح المغرب على الدول الأفريقية.