&عرفت الحكومة الجزائرية إجراء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعديلاً وزارياً يوم الأربعاء الماضي، ورغم ان هذ التعديل اقتصر على اربع حقائب وزارية إلا انه كان كافياً للإطاحة بوزير الرياضة الهادي ولد علي و تعيين محمد حطاب وزير جديداً على رأس هرم الشباب و الرياضة.

و قد يشكل رحيل الهادي ولد علي عن الحكومة ضربة موجعة لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي ومكتبه الاتحادي بالنظر إلى الدعم السياسي و المعنوي الذي كان يحظى به من قبل الوزير الأسبق للرياضة منذ انتخابه رئيساً للإتحاد في شهر مارس من عام 2018 ، حتى ان تقارير عديدة اكدت بان زطشي ما كان ليكون رئيساً لولا وزير الرياضة الأسبق ، وأن قائمته حسمتها الوزارة.
&
و على مدار سنة كاملة ظل خلالها وزير الرياضة مظلة سياسية حمت رئيس الاتحاد أمام حملة الانتقادات الإعلامية التي طالته و طالت سياسته الجديدة ، فضلا عن المعارضة القوية التي لقيها من قبل معسكر سلفه محمد روراوة ، خاصة ان انتخابه رئيساً للاتحاد قد تزامن مع تراجع مستوى المنتخب الوطني و اقصائه من سباق نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا .
&
هذا واجمع الشارع الكروي الجزائري ان زطشي ما كان ليصمد امام التيار الجارف لمعسكر روراوة لولا الوزير الهادي ولد علي الذي دافع عنه و دعم سياسته في إدارة شؤون الكرة الجزائرية لدرجة جعلت الإعلام يتساءل ان كان الهادي ولد علي وزيراً للرياضة أم رئيساً الاتحاد.
&
ويترقب الوسط الكروي في الجزائر الموقف الرسمي الذي سيتخده الوزير الجديد للرياضة من رئيس الاتحاد الذي هو بحاجة ماسة لدعم الوصاية أمام منتقديه ، والذين قد يجدون في الوزير الجديد سنداً لهم في حربهم على زطشي للإطاحة به خاصة مع اقتراب العمومية العادية للاتحاد التي قد تكون فرصة لهم لاستعراض عضلاتهم .
&
ولا يشكل رحيل الوزير الهادي ولد علي خطراً على رئيس الاتحاد المحلي وحده فحسب ،& بل يهدد أيضاً المدرب رابح ماجر المدير الفني للمنتخب الوطني ، الذي يواجه هو الآخر حملة شرسة في أعقاب الهزيمة التي تلقاها المنتخب الجزائري أمام نظيره الإيراني و الأداء الفني المخيب والطريقة التكتيكية التي لعب بها "الخضر" اللقاء.
&
و مما يؤكد ان التعديل الوزاري قد يدفع ضريبته رئيس الاتحاد هو ما تداولته تقارير فسرت اعفاء الهادي ولد علي من منصبه الحكومي بالصراعات التي خاضها منذ تعيينه على رأس الرياضة خاصة مع رئيس اللجنة الأولمبية المحلية مصطفى بيراف على خلفية الحصيلة المخيبة للبعثة الجزائرية في أولمبياد ريو دي جانييرو في عام 2016 و ايضا مع الرئيس الاسبق للاتحاد محمد روراوة.
&
وفي حال بقي زطشي و ماجر في منصبيهما خلال المرحلة القادمة التي تلي التعديل الوزاري فان تراجع الوصاية عن دعمها لهما من شأنه ان يقلص من نفوذهما ويعزز قوة معارضيهما ليبقى الجميع يترقب التصريحات التي سيدلي بها محمد حطاب& لتحديد بوصلته.