تستفر الأجهزة الأمنية العراقية في محاولة للعثور على نائب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية الكردي بشار مصطفى الذي اختطفه 20 مسلحًا على الطريق الربط بين مدينتي بغداد وكربلاء، حيث تنسق وزارتا الداخلية والرياضة والشباب جهودهما لمعرفة مكان احتجازه وإطلاقه، وسط مخاوف من مصير مشابه لرئيس اللجنة الأولمبية السابق أحمد الحجية المختطف منذ 2006.

إيلاف: قالت وزارة الشباب والرياضة العراقية إنها تبذل حاليًا جهدها لإنهاء قضية اختطاف نائب رئيس اللجنة الأولمبية رئيس الاتحاد العراقي للملاكمة بشار مصطفى في أسرع وقت ومحاسبة من تسبب بذلك. ودعا وزير الشباب عبد الحسين عبطان وزير الداخلية قاسم الأعرجي إلى متابعة قضية اختطاف مصطفى والإسراع في الإفراج عنه.

وأشارت الوزارة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الأربعاء إلى أن وزيرها عبطان يتابع شخصيًا ملابسات قضية بشار مصطفى مع مسؤولي الأجهزة الأمنية، وعلى أعلى المستويات، من أجل الإسراع في عملية الإفراج عنه، وذلك بعد 24 ساعة من قيام مسلحين مجهولين باختطافه وشخص آخر كان معه في نقطة تفتيش وهمية ‏على الطريق بين بغداد وكربلاء (110 كم جنوب العاصمة) قرب جسر المسيب في طريق عودته من تأدية واجب التعزية لأحد أعضاء اتحاد الملاكمة. 

من جهتها كشفت اللجنة الأولمبية العراقية عن تفاصيل اختطاف مصطفى، مؤكدة قلقها حول مصيره، وموضحة أنه مستمرة في اتصالاتها مع الجهات الأمنية المختصة. وأشارت اللجنة في بيان إلى أن مصطفى صاحب عائلة ولا علاقة له بأية خلافات أو صراعات سياسية أو رياضية أوغيرها، داعية إلى الحفاظ على سلامة المسؤول الرياضي، الذي وصفته بأنه "شخصية رياضية مسالمة قدمت المزيد إلى الرياضة العراقية.. وطالبت بإطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن والحفاظ على سمعة العراق.

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن أجهزة الأمن فتحت تحقيقًا في الحادث بغية معرفة الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف.

20 مسلحًا اختطفوا المسؤول الرياضي العراقي
يرأس مصطفى، وهو كردي من محافظة دهوك الشمالية، الاتحاد العراقي للملاكمة منذ سنوات عدة. وأوضح أمين سر اتحاد الملاكمة عبد الرضا علي أن حوالى 20 عنصرًا مسلحًا، بعضهم يرتدي أقنعة وزيًا عسكريًا، اعترضوا سيارة مصطفى من خلال نصب حاجز وهمي قرب جسر المسيب.

وأبلغ علي الذي كان يرافق مصطفى بسيارة ثانية لأداء واجب عزاء في مدينة كربلاء الوكالة الوطنية العراقية للأنباء أن المسلحين سمحوا لسيارة علي بالمرور بعد تدقيق هويات مستقليها، ثم أرغموا مرافق رئيس الاتحاد في السيارة الثانية وسائقه الخاص على الترجل منها، بعدما انهالوا عليهما بالضرب، واقتادوا مصطفى إلى جهة مجهولة بنحو خمس سيارات رباعية الدفع.

وكان 50 مسلحًا يرتدون زيّ القوات الأمنية الحكومية قد اختطفوا رئيس اللجنة الأولمبية العراقية السابق أحمد الحجية و50 آخرين، بينهم حراس خصوصيون وعاملون في اللجنة، أثناء اجتماعهم في بغداد في منتصف يوليو 2006.

وقالت الشرطة آنذاك إن أحمد الحجية و21 شخصًا من أفراد حمايته إضافة إلى 30 شخصًا من الكوادر الرياضية كانوا مجتمعين داخل قاعة المركز الثقافي النفطي في منطقة الكرادة وسط بغداد اختطفوا على أيدي مسلحين يرتدون الزي الرسمي للقوات الأمنية العراقية.

وبعد ثلاث سنوات من اختطاف الحجية وعدم معرفة مصيره اتهمت زوجته خلال مؤتمر صحافي عام 2009 حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في حينها بالتورط في اختفائه والتقصير في كشف مصيره. 

وقالت نيران السامرائي "عشت أنا وعائلتي متأملين الإفراج عن زوجي وزملائه المخطوفين، كنت آمل أن تتحرك الحكومة العراقية من خلال تحقيق رسمي أو لجنة تقصي حقائق لإلقاء الضوء على هذا الاختفاء المثير للجدل، لكن خيبة أملي كانت كبيرة".

أضافت أن هذا الصمت العميق يلخص العجز والإهمال من قبل السلطات وهو دليل على تورط الحكومة العراقية التي تحاول التعتيم والتستر على الدلائل المصاحبة للجريمة، خاصة أن عملية الاختطاف تمت في منطقة وسط بغداد، وهي الأكثر خضوعًا لسيطرة الحكومة قرب وزارة الداخلية العراقية.

وكان الحجية ناشطًا في صفوف المعارضة العراقية للنظام السابق، وقد انتخب رئيسًا للجنة الأولمبية العراقية في مطلع عام 2004 خلفًا للنجل الأكبر للرئيس العراقي السابق عدي صدام حسين، الذي قتلته القوات الأميركية عام 2003.