تربط الفرنسيين انطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الاسباني والكسندر لاكازيت مهاجم ارسنال الإنكليزي صداقة منذ أن ارتديا معا قميص منتخب فرنسا للشباب، ولكن مسابقة الدوري الاوروبي لكرة القدم (يوروبا ليغ) تفرقهما إذ يتواجهان الخميس في اياب دور الاربعة على ملعب واندا متروبوليتانو في العاصمة الاسبانية لحسم بطاقة التأهل إلى النهائي. 

لكن هل سيقنع فوز غريزمان "غريزي" بلقب المسابقة الأوروبية بالبقاء في أتلتيكو وعدم الرحيل إلى برشلونة؟ أو أن فوز "أليكس" (لاكازيت) سيدفع ديدييه ديشان مدرب "منتخب الديوك" لاستدعائه إلى المنتخب الفرنسي؟

وتبرز أهمية غريزمان ولاكازيت على التوالي بعدم خوضهما لمباريات الدوري هذا الاسبوع إذ فضل الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب النادي الإسباني والفرنسي ارسين فينغر مدرب النادي اللندني اراحتهما.

ويعيش اللاعبان حاليا حقبة بعيدة جدا عن الصورة الجميلة حين كانا يستمتعان باللعب مع المنتخبات العمرية في الماضي. فمعا فازا عام 2010 بكأس اوروبا لمنتخبات دون 19 عاماً في فرنسا، ووصلا إلى الدور نصف النهائي لمونديال الشباب دون 20 عاما عام 2011 في كولومبيا.

في 2010، سجل لاكازيت هدف الفوز لفرنسا في مرمى اسبانيا (2-1) في نهائي البطولة القارية، وتصدر ترتيب الهدافين في المونديال على الرغم من أنه كان لاعبا احتياطيا.

مذاك تبدلت الادوار، فلاعب ليون السابق (لاكازيت) يلعب مع ناد فقد بريقه وهالته ويتوجب عليه أن يحرز لقب مسابقة "يوروبا ليغ" من أجل تفادي فشل عدم المشاركة في دوري أبطال أوروبا للعام الثاني على التوالي، بينما بات غريزمان في مصاف اللاعبين الكبار بعدما اختير أفضل لاعب وكان هداف كأس اوروبا 2016 التي توجت بها البرتغال بفوزها في النهائي على فرنسا المضيفة 1-صفر، وحل ثالثا في ترتيب الكرة الذهبية خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. 

-هل يرحل إلى كاتالونيا؟-

ردد غريزمان إبن الـ 27 عاما مرارا أنه يريد أن يرفع الكؤوس ويحرز الالقاب واضعا هذه المعادلة في الميزان من أجل تبرير رحيله المرتقب عن فريقه الحالي. فافضل مهاجم حالي في منتخب فرنسا أكد أنه سيقرر مصيره قبل انطلاق كأس العالم (بين 14 حزيران/ يونيو و15 تموز/ يوليو).

وبمواجهة إدعاءات الصحافة الكاتالونية أن مهاجم أتلتيكو مدريد تعاقد مع برشلونة مقابل دفع النادي الكاتالوني بند تحريره (100 مليون يورو)، "اخمد" غريزمان هذه الشائعات بعدما صرح لإحدى المحطات الفرنسية بداية نيسان/أبريل "هذه ليست أخبارا جيدة" قبل أن يشرع الباب أمام احتمال تمديد عقده مع أتلتيكو مدريد حتى 2020.

وصرح غريزمان مجددا الاسبوع الماضي بشأن مستقبله بعد هدفه الحاسم أمام ارسنال 1-1 في ذهاب الدور نصف النهائي على استاد الامارات، ردا على هدف السبق من لاكازيت، "نتكلم مع النادي لنعرف ماذا بامكاننا أن نفعل".

ولم تكن بداية المهاجم الفرنسي ناجحة في الخريف إذ لم يزر الشباك سوى 7 مرات بين آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر، لكن الامور تبدلت لاحقا ودك الشباك بـ 20 هدفا منذ كانون الثاني/يناير الماضي. كما أعاد الحماس الى قلوب عشاق النادي بعد فترة من الفتور بينهما إذ القت الجماهير اللوم على هدافها بمحاولة البحث عن مستقبله في مكان آخر، ولم تتورع عن اطلاق صفرات الاستهجان ضده.

ويأمل لاعبو الـ "كولتشونيروس" بأن يعيشوا مجددا، في ملعب واندا متروبوليتانو، نفس الاجواء الحارة و"الحارقة" للملعب القديم فقيسنتي كالديرون، من أجل بلوغ خامس نهائي أوروبي منذ العام 2010 (لقبان في كأس الاتحاد الاوروبي سابقا عامي 2010 و2012 ونهائي دوري أبطال أوروبا عامي 2014 و2016).

وحذر غريزمان على ميكرو محطة "بي إن سبورت" من أن "مباراة الإياب ستكون حارة جدا"، واضاف "نلعب على ارضنا وستكون الامور مختلفة جدا. ستكون الاجواء حارة وسيكون خلفنا استاد بكامله يشجعنا للذهاب الى النهائي" متمنياً "أجواء مجنونة".

- فرصة لإبراز المزيد -

من ناحيته، يأمل لاكازيت بأن يحرز لقبه الاوروبي الاول، ولكن الأهم بالنسبة اليه هو حجز مقعده ضمن التشكيلة في مونديال روسيا، كما اعترف قائلا "اعرف أن هذه المسابقة الاوروبية، هي بالنسبة لي، الفرصة لإظهار الكثير من الاشياء (...). أعرف أنه من خلال الأداء والمضي قدما في مسابقة "يوروبا ليغ" أحصل على المزيد من الفرص للذهاب (إلى مونديال روسيا)".

وبعد بداية موسم واعدة بخلاف مواطنه غريزمان، تراجع مستوى المهاجم الفرنسي بين فصلي الخريف والشتاء مع هدف يتيم في الدوري الانكليزي الممتاز بين منتصف كانون الاول/ديسمبر والاول من نيسان/أبريل، كما تعرض لاصابة في ركبته ابعدته عن الملاعب طوال آذار/ مارس الماضي.

لكنه سجل بعد عودته سبعة أهداف في سبع مباريات في الدوري الانكليزي والدوري الاوروبي، ونجح بفضل تألقه في إبعاد المهاجم الغابوني بيارـايمريك أوباميانغ إلى مقاعد الإحتياطيين.

ويصب في مصلحة لاكازيت أن أوباميانغ المنتقل إلى فريق "المدفعجية" مطلع العام الحالي مقابل صفقة قياسية للنادي بلغت 63 مليون يورو، لا يمكنه أن يلعب في المسابقة الاوروبية كونه شارك مع فريقه السابق بوروسيا دورتموند الالماني في دوري ابطال اوروبا.

ويحلم لاكازيت، قبل أن يسافر إلى روسيا، بالعودة إلى مسقط رأسه مدينة ليون حيث تقام المباراة النهائية ليوروبا ليغ، ما دفعه للتصريح في نيسان/أبريل الماضي "نعم، المباراة النهائية في ذهني. اللعب أمام عائلتي، ومباراة نهائية، لا يمكن أن يحصل ذلك سوى مرة واحدة".