يبدو أن لعنة الاصابات تلاحق المنتخب البرازيلي الذي عاش مشجعوه زمنا عصيبا في الأشهر الأخيرة بسبب إصابة نجمهم نيمار، وهم الآن يواجهون مرحلة انتظار جديدة بعدما أعلن باريس سان جرمان الفرنسي أن ظهيره داني ألفيش يحتاج الى ثلاثة أسابيع على الأقل للتعافي.

وقبل 35 يوما على انطلاق مونديال 2018 الذي تأمل البرازيل في إحراز لقبها السادس فيه وتعويض خيبة خروجها المذل على أرضها في 2014 أمام المنتخب الألماني (1-7) بغياب نيمار، يجد "سيليساو" نفسه أمام إمكانية السفر الى روسيا دون ألفيش البالغ من العمر 35 عاما.

وكشف سان جرمان الأربعاء عبر موقعه الالكتروني ان الفحوص التي خضع لها البرازيلي في ركبته اليمنى أظهرت وجود "تمزق في الرباط الصليبي الأمامي مع التواء في الجهة الخلفية الخارجية (للرباط)".

وواصل "تحتاج حالته الى علاج لثلاثة أسابيع على أقل تقدير قبل إعادة تقييمها وتحديد إذا كانت هناك حاجة الى اجراء جراحي".

وتعرض ألفيش للاصابة الثلاثاء خلال المباراة النهائية لمسابقة كأس فرنسا بين سان جرمان وليزيربييه (درجة ثالثة)، والتي انتهت لصالح فريق العاصمة 2-صفر.

وتشكل هذه الاصابة ضربة قاسية لألفيش والمنتخب البرازيلي قبيل نهائيات مونديال روسيا المقررة بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو، لاسيما وانه يشكل عامل الخبرة بمبارياته الدولية التي تجاوزت المئة وتجاربه الغنية على صعيد الأندية، وعلى رأسها برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي.

وباحرازه الكأس الفرنسية الثلاثاء والتي أكمل بها سان جرمان ثلاثيته المحلية، رفع ألفيش رصيده الشخصي الى 38 لقبا وأبرزها على الإطلاق مع برشلونة الذي توج معه بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، إضافة الى 6 ألقاب في الدوري، أربعة في الكأس ومثلها في الكأس السوبر، وثلاثة في كل من كأس العالم للأندية والكأس السوبر الأوروبية.

ويأتي خبر اصابة ألفيش الذي توج بثلاثة ألقاب مع البرازيل (كوبا اميركا 2007 وكأس القارات 2009 و2013)، قبل أيام من اعلان المدرب تيتي تشكيلة "سيليساو" الى النهائيات والمقرر أن يكشف النقاب عنها الإثنين.

- صعوبة تعويضه -

وعلى تيتي الآن اتخاذ قرار المخاطرة بضم ألفيش الى التشكيلة من عدمه، لاسيما في ظل إمكانية تعافيه الكامل من الآن وحتى المباراة الأولى للبرازيل في نهائيات روسيا ضد سويسرا في 17 حزيران/يونيو، أي بعد 5 أسابيع ونصف أسبوع من الآن.

وتلعب البرازيل في نهائيات روسيا ضمن المجموعة الخامسة التي تضم ايضا كوستاريكا وصربيا.

وسبق لمشجعي المنتخب البرازيلي أن اختبروا لحظات عصيبة بإصابة نجم سان جرمان الآخر نيمار الذي خضع في مطلع آذار/مارس لعملية جراحية لمعالجة كسر في مشط قدمه اليمنى، لكنه يتعافى بشكل ايجابي ومشاركته في نهائيات روسيا متوقعة رغم أن موسمه مع النادي الباريسي انتهى.

وعاد نيمار الجمعة الى باريس ونشر سان جرمان السبت صورا لنجمه من مقر التدريب تظهر قيام أغلى لاعب كرة قدم في العالم بتمارين بدنية للجسم والقدمين باستخدام أثقال. ثم حضر الثلاثاء نهائي الكأس التي كانت المسابقة الثالثة التي يحرزها النادي الباريسي هذا الموسم بغياب نجم برشلونة السابق، بعد كأس الرابطة والدوري.

ويأمل نيمار في ان يكون جاهزا لخوض غمار كأس العالم وهو الهدف الذي شدد عليه طبيب المنتخب البرازيلي البروفسور رودريغو لاسمر بأن يكون اللاعب "جاهزا بنسبة مئة بالمئة" للالتحاق بفريق تيتي عندما يبدأ معسكره التدريبي الأخير قبل المونديال" في 21 أيار/مايو.

وفي ظل الاطمئنان النسبي على وضع اللاعب الذي كلف سان جرمان 222 مليون يورو الصيف الماضي لفك ارتباطه ببرشلونة، يجد تيتي نفسه أمام معضلة في ما يتعلق بألفيش، لاسيما أن البدلاء المحتملين له في مركز الظهير الأيمن، وبينهم فاغنر (كورنثيانس) أو دانيلو (مانشستر سيتي الإنكليزي)، لا يتمتعون بقدراته وخبرته.

ووجود لاعب اشبيلية الإسباني السابق في أرضية الملعب، يؤثر إيجابيا على زملائه بسبب حماسه واندفاعه اللذين يصلان أحيانا الى حد المبالغة، كما حصل هذا الموسم في الدوري ضد ليون حين صب جام غضبه على الحكم ما أدى الى طرده وإيقافه لثلاث مباريات.