استبعد فيتالي موتكو الذي وجهت اليه أصابع الاتهام في فضيحة برنامج التنشط الممنهج برعاية الدولة في روسيا، من الملف الرياضي في الحكومة الجديدة التي أعلنت الجمعة بعد إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد.

وتولى موتكو (59 عاما) وزارة الرياضة بين 2008 و2016، ثم عين نائبا لرئيس الوزراء موكلا الشؤون الرياضية. وورد اسمه في تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين حول فضيحة التنشط، وتم منعه في كانون الأول/ديسمبر الماضي مدى الحياة من حضور الأولمبياد بموجب قرار من اللجنة الأولمبية الدولية، على خلفية الاشتباه بضلوعه في الفضيحة.

وبموجب التشكيلة الحكومية الجديدة التي أعلنت اليوم، سيصبح موتكو المعروف بقربه من بوتين، نائبا لرئيس الحكومة مكلفا بشؤون البناء.

وكان موتكو قد أعرب في التاسع من أيار/مايو بعد انتخاب الرئيس الروسي لولاية جديدة، عن رغبته بالاحتفاظ بدور في الرياضة.

وقال "الرياضة جزء مني -- تعيش في روحي وقلبي (...) ستكون جزءا مني طيلة حياتي. سأساعد فيها بأي طريقة ممكنة".

واستقال موتكو أواخر كانون الاول/ديسمبر 2017 من رئاسة اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها روسيا بين 14 حزيران/يونيو حتى 15 تموز/يوليو، للتركيز حسب قوله في حينها على الدفاع عن نفسه في مواجهة قرار الأولمبية الدولية. وسبقت هذه الخطوة إعلان موتكو تعلين مهامه في رئاسة الاتحاد المحلي لكرة القدم.

وأدى موتكو حين كان وزيرا للرياضة، ورئيسا للجنة المنظمة لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي الروسية عام 2014، دورا رئيسيا في نظام المنشطات الممنهج بين 2011 و2015، وفقا لاستنتاجات اللجنة الاولمبية الدولية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا).

واتهمه تقرير وادا بالتورط في 11 حالة منشطات اخفتها السلطات الروسية بين عامي 2012 و2015 تتعلق بلاعبي كرة قدم.

وهزت الرياضة الروسية والعالمية في الأعوام الاخيرة فضيحة منشطات ادت الى ايقاف عدد من رياضييها وحرمان عدد كبير منهم من المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو صيف 2016، وفرض مشاركة آخرين فيها تحت علم محايد، وهو ما تكرر ايضا في الاولمبياد الشتوي في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية في شباط/فبراير الماضي.

ونفت روسيا دائما وجود نظام منشطات برعاية الدولة، مؤكدة في الوقت نفسه انها ستعمل على التشدد في تطبيق قواعد مكافحة المنشطات.

وبدأت أزمة المنشطات بالظهور في 2014 بعد معلومات عن حالات تنشط في ألعاب القوى، ما دفع الاتحاد الدولي للعبة الى إيقاف نظيره الروسي وحرمان جميع رياضييه من المشاركة في مسابقاته.

وجاء قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد صدور تقرير أولي لوادا بين آب/اغسطس 2015 وحزيران/يونيو 2016 يتهم روسيا بمخالفة القوانين المتعلقة بمكافحة المنشطات.

وصدر لاحقا تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين الذي أعده بناء لطلب وادا واتهم فيه الحكومة الروسية بوضع نظام ممنهج لتنشيط الرياضيين.

ووصلت الذروة قبيل انطلاق اولمبياد ريو دي جانيرو حيث رفضت اللجنة الاولمبية الدولية فرض ايقاف تام على روسيا وسمحت للرياضيين "النظيفين" بالمشاركة في الالعاب كرياضيين محايدين تحت العلم الاولمبي.

لكن الاتحاد الدولي لالعاب القوى كان استبق قرار اللجنة الاولمبية الدولية وفرض حرمانا تاما على مشاركة رياضيي روسيا.

وبعد ايام من مشاركة رياضيي روسيا في اولمبياد بيونغ تشانغ تحت علم محايد، قررت اللجنة الاولمبية الدولية رفع الحظر الذي كان مفروضا على نظيرتها الروسية على خلفية فضيحة المنشطات.

وأبقى الاتحاد الدولي لالعاب القوى في المقابل في اجتماعه الاخير مطلع اذار/مارس الماضي على قراره بتعليق مشاركة الرياضيين الروس في بطولاته لانه "لا تزال هناك شروط لم يتم الوفاء بها".