اضطر رئيس شرطة مليووكي الأميركية ألفونسو موراليس الى الاعتذار من أحد لاعبي فريق المدينة في دوري كرة السلة للمحترفين، ميلووكي باكس، بسبب سوء المعاملة وصعقه ثم اعتقاله في شباط/فبراير بسبب مخالفة وقوف.

وارتدت هذه القضية حيزا هاما من الاهتمام لأن ستيرلينغ براون هو من اللاعبين ذوي البشرة السوداء، وسوء معاملته بسبب مخالفة بسيطة يسلط الضوء مجددا على العلاقة المشحونة بين الأميركيين من أصول افريقية، والأفراد المخولين تطبيق القانون في الولايات المتحدة.

وشهدت ميلووكي بالذات العديد من الاحتجاجات مؤخرا بسبب طريقة تعامل رجال الشرطة مع الأشخاص ذوي البشرة السوداء، بما في ذلك إطلاق النار في 2016 على شاب في الثالثة والعشرين من عمره ما أدى الى مصرعه.

ونشرت الشرطة شريط فيديو صوره أحد الشرطيين لتوثيق توقيف براون بسبب ركنه سيارته في منطقة مخصصة لذوي الحاجات الخاصة حوالى الساعة الثانية من فجر 26 شباط/فبراير الماضي.

ودخل براون (23 عاما) في مشادة مع الشرطي قبل أن يعطيه بطاقة هويته، ثم أخبره الشرطي أنه بانتظار وصول الدعم، قائلا للاعب ميلووكي باكس "نحن نبحث بما يجب القيام به. إن كنا سنعطيك مخالفة".

فرد عليه براون بالقول "ألا يمكنك أن تفعل ذلك بنفسك؟"، متسائلا عن سبب احتجازه لهذه الفترة الطويلة بسبب مخالفة وقوف. ولدى وصول الدعم، سرعان ما أحاط ببراون ستة شرطيين آخرين على الأقل، وصرخ أحدهم "اخرج يديك من جيبك الآن!"، فأجاب اللاعب "كلا. لدي أشياء في يدي".

وفي هذه اللحظة، هاجم رجال الشرطة اللاعب الذي يبلغ طوله حوالى مترين ورموه أرضا، قبل صعقه بمسدس كهربائي ويضعوا الأصفاد في يديه.

وفي أهم رد فعل رسمي على الفيديو الذي نشر، قال عمدة المدينة توم باريد أن ما شاهده يثير "المخاوف".

وفي الاعتذار الذي تقدم به رئيس شرطة ميلووكي لبروان، أكد موراليس انه تم اتخاذ اجراء تأديبي بحق أفراد الشرطة المتورطين، مضيفا في مؤتمر صحافي "أعضاء (قسم الشرطة) تصرفوا بشكل غير لائق، وهؤلاء الأعضاء تم تأديبهم مؤخرا".

وتابع "أنا آسف لأن هذا الحادث أخذ منحى تصاعديا الى هذا المستوى"، دون أن يذكر تفاصيل الإجراء التأديبي الذي تم اتخاذه أو أسماء الشرطيين.

وصدرت بحق براون مخالفة وقوف لكن لم توجه له أي تهمة جنائية.

- "مخجل وغير مبرر" -

وفي بيان، تعهد اللاعب باتخاذ إجراء قانوني ضد شرطة ميلووكي، مضيفا "ما يجب أن يكون مخالفة وقوف بسيطة تحول الى محاولة لترهيب من قبل الشرطة، تلاها استخدام غير قانوني للقوة البدنية".

واستشهد بعدد من الحالات الأخيرة التي شهدت مصرع شبان سود على يد رجال الشرطة، بما في ذلك لاكوان ماكدونالد في شيكاغو وإيريك غارنر في نيويورك. 

وقال براون "لا ينبغي على الرجال السود أن يكون حذرين طيلة الوقت وأن يصبحوا على الفور في موقف دفاعي عندما يرون رجال الشرطة، لكن هذا واقعنا ومشكلتنا الحقيقية".

كما أصدر نادي ميلووكي بيانا وصف فيه الحادث بأنه "مخجل وغير مبرر"، مضيفا "نحن ممتنون لتضحيات العديد من رجال الشرطة الطيبين الذين يحموننا بشجاعة نحن ومشجيعنا ومدينتنا، لكن لا يجب تجاهل التحيز العنصري وسوء استخدام السلطة".

ونشر الفيديو يزيد من حدة التوتر في ميلووكي لاسيما أن المدينة شهدت في الأعوام الأخيرة اعتراضات كثيفة تجاه تصرفات الشرطة. ففي آب/اغسطس 2016، شهدت المدينة يومين من الحرائق والاضطرابات المدنية بعدما أطلقت الشرطة النار على سيلفيل سميث، وهو مشتبه به أسود، بعد مطاردة قصيرة.

وإدراكا منهم بما اختبرته المدينة في الأعوام الأخيرة، تواصل مسؤولو الشرطة مع العديد من قادة المجتمع والسياسيين قبل نشر الفيديو عبر الإنترنت، وفقا لوسائل الإعلام المحلية. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت ردود الفعل على الفيديو شديدة اللهجة، وأصبح اسم ستيرلينغ براون الأكثر تداولا على تويتر، والعديد من زملائه نشروا صورا له على منصات مختلفة، تقول ببساطة "التضامن مع ستيرلينغ".

وغرد زميل براون في ميلووكي براندون جينينغز قائلا "أعتقد أن ما رأيناه يحصل مع ستيرلينغ كأسرة +أن بي ايه+، يفرض علينا أن ندعمه جميعا".