يتعين على الحارسين الألماني لوريس كاريوس (ليفربول الانكليزي) والكوستاريكي كيلور نافاس (ريال مدريد الاسباني) الابقاء على شباكهما نظيفة، عندما يلتقي العملاقان القاريان السبت في نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.

مع البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال والمصري محمد صلاح نجم هجوم ليفربول، يتميز الفريقان الاسباني والانكليزي بقوة هجومية ضاربة، بينما يعد كل من كاريوس ونافاس بين الخشبات بمثابة النقاط الضعيفة.

وبرغم بصمتهما في وصول ريال وليفربول الى النهائي القاري، الا ان موقعهما ليس مضمونا في ملعبي "سانتياغو برنابيو" أو "أنفيلد" الموسم المقبل.

- "موهبة استثنائية" -

عن مستقبل كاريوس مع الفريق الاحمر، قال مدافع ليفربول السابق فيل طومسون "هل أعتقد أنه يجب تبديله؟ ربما".

أما مارك لورنسون المتوج مع ليفربول سابقا في البطولة القارية، فيرى ان "ريال مدريد سينظر الى كاريوس كنقطة ضعف عندما نخوض النهائي، أنا متأكد من ذلك".

استهل كاريوس (24 عاما) مباريات ليفربول الـ12 في دوري الابطال منذ بدء دور المجموعات، ولم تهتز شباكه في ست مباريات. على رغم ذلك، بقي حارس بديلا للبلجيكي سيمون مينيوليه في الدوري الانكليزي حتى كانون الثاني/يناير.

انضم الى ليفربول عام 2016 من ماينتس الالماني، النادي السابق لمدربه الحالي يورغن كلوب، وكان من المتوقع أن يحل بدلا من المتذبذب المستوى مينيوليه قبل فترة طويلة. 

لكن بعد تعرضه لكسر في يده قبل انطلاق موسمه الأول، عانى كثيرا في بداياته واقصي عن التشكيلة بعد أول 10 مباريات فقط في الدوري.

قال كلوب مدرب بوروسيا دورتموند السابق والذي وضع ثقته مجددا بكاريوس مطلع السنة "اذا لم يكن حارسا جيدا سأكون أكبر غبي في العالم لزجه في التشكيلة. قد يعتبر البعض انني كذلك، لكنه من أكثر الحراس موهبة".

تابع "لم تكن البداية جيدة، وفي الحياة الناس تجري تقييمها على الفور، وتقول ان البداية سيئة. احتاج الى الوقت والظروف، احتاج الى التمرين مع (مدرب الحراس) جون (اشتربرغ) وها هو يلعب الآن".

أضاف "شكرا لله لأنه يلعب جيدا".

- "رجل الايمان" -

في غضون لحظات كانت حياته ستتغير، لأن نافاس كان قريبا جدا من شمال غرب انكلترا.

كان الكوستاريكي جزءا من صفقة انتقال الحارس الاسباني دافيد دي خيا من مانشستر يونايتد الانكليزي الى ريال مدريد في 2015. الا ان تعثر الانتقال في اللحظات الأخيرة، أبقى نافاس (31 عاما) في العاصمة الاسبانية، ليخطف مع فريقها الملكي لقب دوري الأبطال مرتين.

عزا صاحب الايمان العميق هذا الانقلاب الخاطف الى قوة عليا.

نافاس، البطل في بلاده، نشأ من جذور متواضعة ليصبح من "أثرياء" ريال، وعرض قصته فيلم اطلق مؤخرا في اسبانيا بعنوان "رجل الايمان".

وعلى رغم تفوق مدريد، لم ينجح نافاس في إزالة الشكوك حول امكانية استبداله في كل موسم.

تدخل متأخر من مدربه الفرنسي زين الدين زيدان فرمل النادي الملكي من التعاقد مع الحارس الباسكي الدولي كيبا أريسابالاغا في كانون الثاني/يناير، فيما لا يزال دي خيا والبلجيكي تيبو كورتوا (تشلسي) على رادار ريال مدريد.

وضع نافاس لم يساعده ارتكابه أخطاء كبيرة امام يوفنتوس الايطالي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في في ذهاب الدور نصف النهائي ضد بايرن ميونيخ الالماني. مع ذلك، عوض في الاياب وصد ثماني كرات، ليحجز ريال مدريد بطاقته في نهائي كييف.

قال مدرب بايرن يوب هاينكس "يجب أن يشكروا كيلور نافاس على أدائه بين الخشبات، كان رائعا".

تواجد نافاس في مهرجان كان السينمائي الأسبوع الماضي للترويج لفيلمه وأقر أنه أكثر عصبية على السجادة الحمراء من نهائي دوري أبطال أوروبا.

التأكد من عدم المعاناة على المسرح القاري الكبير سيكون عاملا رئيسا في إمكانية مواصلة كل من كاريوس ونافاس مشواره مع فريقه الموسم المقبل.