في عالم كرة القدم يعتبر أي لاعب فوق الثلاثين من المخضرمين، لكن مونديال روسيا 2018 الذي ينطلق الخميس، سيكون على موعد مع التاريخ في حال مشاركة الحارس المصري محمد الحضري لأنه سيصبح عن عمر 45 عاما، أكبر لاعب في تاريخ النهائيات.

حتى اليوم، ينفرد حارس المرمى الكولومبي فريد موندراغون بالرقم القياسي لأكبر لاعب يشارك في المونديال، بعدما شارك في مونديال البرازيل 2014 بعمر 43 عاما وثلاثة أيام. الا ان انجازه سيكون مهددا في روسيا 2018، حيث يملك الحضري فرصة تجريده من لقب عميد المخضرمين إذ يصل لنهائيات روسيا 2018 عن عمر 45 عاما و150 يوما.

ولم يتحدد بعد ما اذا الحضري سيكون الحارس الأساسي للفراعنة في المونديال. ويحتل الحارس المخضرم الذي خاض 158 مباراة دولية، المركز الثاني عشر على لائحة أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخبات بلادهم، والتي يتصدرها مواطنه حسام حسن (184) أمام الحارس السعودي محمد الدعيع (178). وسيكون روسيا 2018 أول مونديال للحضري، علما ان منتخب بلاده يشارك للمرة الثالثة، لكنها الأولى منذ 1990.

وبدأ الحضري الذي يدافع حاليا عن الوان التعاون السعودي، مسيرته الكروية عام 1993 مع نادي دمياط في العشرين من عمره، قبل الانتقال الى العملاق المحلي الأهلي الذي دافع عن ألوانه من 1996 حتى 2008 ثم تنقل بين سيون السويسري والاسماعيلي والزمالك والمريخ السوداني والاتحاد السكندري ووادي دجلة الذي تركه في 2017 للالتحاق بالتعاون.

- "يجب الايمان بأحلامك" -

وخلال مسيرة الـ25 عاما التي قادته للدفاع عن مرمى الثلاثي الكبير في مصر، أي الأهلي والزمالك والاسماعيلي، لعب الحضري لـ11 ناديا من القارات الأفريقية، الآسيوية والأوروبية.

وفي ايار/مايو الماضي، قال الحضري لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه "سعيد للغاية بالمشاركة في كأس العالم"، معتبرا أن تواجده في روسيا "يشكل رسالة لجميع اللاعبين والعالم، بأنه يجب عليك الإيمان بأحلامك والقتال من أجل أن تصبح حقيقة".

وواصل الحضري الذي بدأ مشواره الدولي ضد الجزائر في 20 كانون الأول/ديسمبر 1997، "أنا في الخامسة والأربعين من عمري، لكن بالنسبة لي إنه وحسب رقم على ورق".

وفي ظل اصابة حارس الزمالك أحمد الشناوي وغيابه عن النهائيات، سيكون الحضري المتوج بسلسلة ألقاب على صعيد الأندية أبرزها دوري أبطال أفريقيا مع الأهلي أربع مرات وألقابه الأربعة مع مصر في كأس أمم أفريقيا، فرصة المشاركة أساسيا في روسيا 2018 كما حصل في المباراة الودية الأخيرة ضد بلجيكا (صفر-3) في 6 حزيران/يونيو.

- مشاركة خامسة لماركيز -

وإذا كان مركز حارس المرمى يسمح الى حد ما باللعب رغم التقدم بالعمر، فإن الأمر صعب بالنسبة للاعب ميدان. الا ان ذلك لن يمنع قائد المكسيك ومدافعها رافايل ماركيز من المشاركة في روسيا 2018 وهو في التاسعة والثلاثين من عمره.

ويستعد المدافع السابق لبرشلونة الإسباني للانضمام الى مجموعة محدودة من اللاعبين الذين شاركوا في خمس نهائيات كأس العالم، هم مواطنه انطونيو كارباخال، الايطالي جانلويجي بوفون والالماني لوثار ماتيوس.

وسيكون ماركيز الذي يخوض مونديال روسيا بعد قرار الاعتزال على صعيد الاندية بانهاء مشواره مع أطلس غوادالاخارا، أمام فرصة الانفراد بانجاز أن يكون أول لاعب يخوض النهائيات وهو قائد لبلاده في أربع نسخ.

الا انه يصل الى روسيا وسط فضيحة ارتباط اسمه بشبكة تجارة مخدرات بزعامة راوول فلوريس هرنانديز، حيث أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه ضمن لائحة من 21 شخصا و42 كيانا، مرتبطين بهذه الشبكة.

ورغم هذه القضية، يؤكد مدرب المنتخب المكسيكي، الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، بأن ماركيز الذي بدأ مسيرته الدولية كبديل ضد الاكوادور في 5 شباط/فبراير 1997 وخاض حتى الآن 143 مباراة بقميص "تيركولور"، قائد فعلي: "لا نقاش بأنه يستطيع اخراج افضل ما لدى فريقه".

- كايهيل على موعد مع التاريخ -

لاعب آخر سيكون محط الأنظار في المونديال الروسي ليس بسبب أعوامه الـ38، بل بسبب نجوميته وقدرته على حمل منتخب بلاده رغم تقدمه في العمر، وهو قائد استراليا تيم كايهيل.

كسب لاعب وسط ايفرتون الإنكليزي السابق الرهان بالمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة بعدما تم اختياره من قبل المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك ضمن التشكيلة الرسمية، بعدما كان مساهما رئيسيا في عبور بلاده الملحق الآسيوي على حساب سوريا.

الهداف التاريخي للمنتخب الاسترالي (50 هدفا في 106 مباريات دولية)، وفي حال سجل في مونديال روسيا سيدخل نادي اللاعبين القلائل الذي سجلوا في أربع نسخ، لينضم الى "الملك" البرازيلي بيليه والالمانيين اوفه سيلر وميروسلاف كلوسه.

وانتقل كايهيل في الشتاء من ملبورن سيتي الى ميلوول الانكليزي (درجة اولى) على أمل ان يلعب أطول وقت ممكن لحجز مكان له في التشكيلة، لكنه لم يلعب مع فريقه الجديد سوى 63 دقيقة في 10 مشاركات.

على رغم ذلك، لم يتمكن فان مارفيك من تجاهله. ويؤكد كايهيل الذي سجل ثنائية في مستهل مشواره الدولي ضد تاهيتي في 31 ايار/مايو 2004، أنه "محظوظ للغاية لحصولي على فرصة عيش لحظات حاسمة في الحملات السابقة من كأس العالم، وأتطلع بفارغ الصبر لاختبار حظي في روسيا".

- ايغناشيفيتش يعود من أجل الوطن -

وسط أزمة الإصابات التي يعاني منها منتخب المضيف، قرر مدافع سسكا موسكو سيرغي ايغناشيفيتش العودة عن اعتزاله الدولي.

يحمل ابن الثامنة والثلاثين عاما الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية مع المنتخب الروسي بـ123 مباراة، وهو وصل الى مباراته المئة في المباراة الأخيرة لبلاده في مونديال البرازيل 2014 ضد الجزائز في الدور الأول.

وسيحصل ايغناشيفيتش على فرصة تعزيز رقمه القياسي بعدما استدعي مجددا الى المنتخب لتعويض مدافع روبن قازان المصاب روسلان كامبولوف، وذلك بحسب مدرب المنتخب ستانيسلاف تشيرشيسوف.

وقال ايغناشيفيتش "أعتقد أنه من الملائم أن أشارك في كأس العالم هذه، نظرا لأنها تقام في بلدنا".