يحمل لاعب منتخب كوريا الجنوبية سون هيونغ-مين عبء فريقه على كاهليه في نهائيات كأس العالم المقامة في روسيا. هو لكوريا محمد صلاح لمصر، أو كريستيانو رونالدو للبرتغال، أو هاري كاين لانكلترا.

يتقاسم سون الضغوط في ميزان غير متكافىء. كوريا الجنوبية تتأرجح على حافة الخروج من الدور الأول بعد الهزيمة أمام السويد (صفر-1) في الجولة الاولى من منافسات المجموعة السادسة لمونديال روسيا، وتستعد السبت لمواجهة المكسيك التي حققت في مباراتها الأولى أكبر مفاجأة في مونديال 2018، بفوزها على ألمانيا حاملة اللقب (1-صفر).

قال سون الذي لم يقدم الأداء المتوقع منه في المباراة الأولى "لا زلت اشعر بخيبة أمل بسبب أدائي. أشعر بالاسف الشديد تجاه زملائي لأنه في حال لم نسجل، فإنه خطئي ويتوجب عليّ تحمل المسؤولية".

ويدرك سون، الذي يدافع عن الوان توتنهام هوتسبر في الدوري الانكليزي الممتاز، أهمية المسؤولية التي يحملها، فهو من النجوم في بلاده وصاحب شعبية كبيرة بين عشاق كرة القدم لدرجة أنه يحظى بمتابعة الصحافيين الكوريين الذي يعملون في لندن للحديث اليه بعد كل مباراة في الدوري.

ولكن، على الرغم من كل الاهتمام الذي يحظى به، فإن هذا اللاعب إبن الـ 25 عاما، الذي انتقل الى المانيا عندما كان يبلغ 16 عاما وصنع شهرته في هامبورغ وباير ليفركوزن، متواضع ومحبوب من رفاقه.

فهو لا يزال يعيش في بارنت مع والديه، ووالده سون وونغ-جونغ هو مهاجم سابق توقفت مسيرته الاحترافية مع الكرة المستديرة بسبب الاصابة.

وحاول سون ان ينقل الثقافة الكورية الى زملائه في توتنهام، فملعب تدريب الفريق ضم طهاة كوريين بدعوة من سون من أجل تعريف رفاقه على الاطعمة الكورية اللذيذة مثل بولغوجي (لحم البقر المشوي) وجابتشاي (معكرونة مقلية) وسامغبياتانغ (نوع من حساء الدجاج).

 

-ليس نجم فريقه-

في فريقه الانكليزي، سون الذي يلعب خلف المهاجم هاري كاين، والى جانب ديلي آلي والدنماركي كريستيان إريكسن في خط الوسط، هو لاعب رئيسي في التشكيلة ولكنه ليس النجم.

ويقول مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو "صحيح أنه لا يتصدر عنوانين الصحف مثل هاري كاين أو بقية اللاعبين، ولكن من الجيد الاعتراف بفضله (...) هو بمثابة لاعب يلعب الى جانب (الأرجنتيني ليونيل) ميسي أو رونالدو ويستحق ايضا الكثير من التقدير"، مؤكدا "عندما تلعب إلى جانب هاري كاين الذي يسجل الكثير من الاهداف، من الطبيعي أن ينصب التركيز أكثر عليه أو على ميسي أو رونالدو بدلا من سون".

وتابع "لكن الفريق يحبه. ليس فقط بسبب أدائه بل بسبب شخصيته كرجل، فهو متواضع وشخص عادي جدا وهذا ما يجعله كبيراً".

ومع كل خسارة يشعر سون بخيبة كبيرة، ومن يعرفه جيدا يدرك فورا أنه يشعر بقساوة الخسارة ومرارتها أكثر من اي شخص آخر. فعندما خسرت كوريا الجنوبية أمام هندوراس في الدور ربع النهائي في أولمبياد البرازيل 2016، جلس سون على ارض الملعب حزينا وعبّر بعينيه بحسرة عما يدور في ذهنه.

يدين سون لبلاده بـ 21 شهرا من الخدمة العسكرية كما تقضي القوانين في كوريا الجنوبية، لذا يتوجب عليه أن يؤدي واجبه العسكري قبل الثامنة والعشرين. ولكن هناك سابقة لاعفاء عدد من اللاعبين المميزين من الخدمة العسكرية، كما كانت الحال في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، عندما وصل المنتخب الوطني الى الدور نصف النهائي، وعام 2014 عندما فازت كوريا بدورة الالعاب الآسيوية.

غير ان سون غاب عن تشكيلة بلاده قبل أربع سنوات بعدما رفض فريقه حينذاك باير ليفركوزن الالماني تحريره للعب في دورة الالعاب الآسيوية، وربما سيواجه هذا اللاعب معضلة مماثلة مع فريقه الحالي توتنهام الذي ربما لن يسمح له بالانضمام الى منتخب بلاده لخوض غمار المسابقة عينها التي ستقام في اندونيسيا في آب/أغسطس المقبل، أي في الفترة التي تعاود فيها عجلة بطولات كرة القدم الأوروبية الدوران.

حاليا، تدرك كوريا جيدا أنها تحتاج الى سون في قمة مستواه من أجل مساعدتها للفوز على المكسيك في روستوف، وهي تعرف مدى قوة الفريق.

ويدرك مدرب كوريا الجنوبية تاي-يونغ شين ان الضغوط على كاهل سون ستدفعه لتقديم أداء أفضل "عندما يلعب للمنتخب الوطني يركز الفريق الخصم على فرض رقابة على سون هيونغ-مين. اعتقد انه يقوم بعمل جيد ولكن ليصبح في مصاف اللاعبين الكبار، عليه أن يتجاوز هذا الحاجز".