شهدت منافسات كأس العالم 2018 في كرة القدم الأربعاء، مفاجأة من العيار الثقيل بخروج حاملة اللقب ألمانيا من الدور الأول، لتفشل في تخطي عتبة هذه المرحلة من البطولة العالمية للمرة الأولى منذ عام 1938.

ودخل أبطال العالم أربع مرات المونديال الروسي كأحد أبرز المرشحين للتتويج وان يصبحوا أول منتخب يحتفظ بلقبه منذ العام 1962، الا انهم قدموا أداء مخيبا في المجموعة السادسة منذ مباراتهم الأولى التي خسروها أمام المكسيك (صفر-1)، ولم يقنعوا في مباراتهم الثانية ضد السويد، عندما احتاجوا الى هدف في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للفوز 2-1.

ووقع المحظور في المباراة الثالثة الأخيرة أمام كوريا الجنوبية الأربعاء في قازان، حيث كان المنتخب الألماني يحتاج الى الفوز بفارق هدفين ليعبر الى الدور ثمن النهائي من دون انتظار حسابات المباراة الأخرى بين المكسيك والسويد. الا ان النتيجة التي خالفت كل التوقعات، كانت السقوط الألماني المدوي صفر-2 بهدفين كوريين في الوقت بدل الضائع.

وتصدرت السويد المجموعة بفوزها على المكسيك 3-صفر في يكاتيرينبورغ، وتأهل المنتخبان الى الدور المقبل لمواجهة وصيف ومتصدر المجموعة الخامسة تواليا، علما ان مباراتي المجموعة الأخيرة تقامان في وقت لاحق اليوم، اذ تلتقي صربيا مع البرازيل في ملعب سبارتاك بموسكو، وسويسرا مع كوستاريكا في نيجني نوفغورود.

وهي المرة الأولى يخرج فيها المنتخب الالماني من الدور الأول لكأس العالم منذ 1938، علما ان نظام تلك النسخة من البطولة كان يقضي بخروج المغلوب، ولم يكن يقام كما راهنا بمجموعة من أربعة منتخبات. ومونديال روسيا هو الثالث تواليا يشهد خروج حامل اللقب من الدور الأول.

وقال مدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف "هذه خيبة أمل هائلة بالنسبة الينا. كان ثمة صمت قاتل في غرفة تبديل الملابس".

وأضاف "أقصينا بشكل مستحق من البطولة (...) أتيحت لنا فرص عدة للتسجيل، الا اننا لم نكن قادرين على فرض الهدف".

ولم يقدم المنتخب الالماني في البطولة أداء يقنع بأنه قادر على ان يصبح أول بطل يدافع بنجاح عن لقبه منذ 1962. وعلى رغم التغييرات التي أجراها لوف في مباراة اليوم، بدا المنتخب عقيما في الهجوم وفشل في بناء هجمات منظمة، وأضاع لاعبوه العديد من التمريرات. أما الكوريون فكانوا منظمين وأقفلوا منطقتهم، وتكفل حارسهم تشو هيون-وو بالتصدي للمحاولات الألمانية التي تجاوزت المدافعين. وتلقى مرمى الحارس مانويل نوير هدفين من كيم يونغ-غوون (90+3) وسون هيونغ-مين (90+6).

- العواطف البرازيلية -

في المجموعة الخامسة، صرفت دموع نيمار بعد فوز البرازيل الصعب على كوستاريكا (2-صفر) بهدفين في الوقت بدل الضائع، الأنظار عن أداء السيليساو. طرحت أسئلة حول القوة المعنوية لأغلى لاعب في العالم، وتاليا تشكيلة المنتخب الذي يعول عليه بشكل أساسي.

ذكرت صورته دامعا بدموع زميله تياغو سيلفا في مونديال 2014، قبل ان تخرج البرازيل الطامحة الى لقبها السادس، في نصف النهائي أمام ألمانيا.

سعى المدرب تيتي لتخفيف الضغط عمن غاب لثلاثة أشهر قبل المونديال بسبب كسر في القدم. قال ان نيمار "لاعب موهوب لكنه بعيد عن معاييره الاعتيادية وإلا لم نكن لنراه يلعب بهذه الطريقة. هو في مرحلة التحسن (...) لا يجب أن نضع كامل المسؤولية على كتفيه".

أضاف "أنا بكيت خلال محادثتي الهاتفية مع زوجتي بعد فوزنا على الاكوادور، وذلك لأني كنت سعيدا (...) أنا حريص جدا على ربط المسببات بالعواطف"، لكن يجب أيضا الحفاظ "على رباطة جأشك".

- السياسة السويسرية -

صربيا لا تزال في موقع المنافس في المجموعة، اذ تتخلف بفارق نقطة فقط عن البرازيل وسويسرا المتساويتين بأربع نقاط.

فازت في الجولة الأولى على كوستاريكا (1-صفر) وكانت قاب قوسين أو أدنى من حسم تأهلها في مباراتها في الجولة الثانية عندما تقدمت على سويسرا بالنتيجة نفسها، الا ان الأخيرة قلبت الطاولة وفازت (2-1).

أتى الفوز بفضل غرانيت تشاكا وشيردان شاكيرين. نجمان سويسريان يتحدران من كوسوفو. احتفلا بإشارة "النسر المزدوج" المتعلق بها أهل الاقليم الذي بات مستقلا عن صربيا في 2008، بعد أعوام من نزاع دام.

تنفست سويسرا الصعداء بعدما اكتفى الاتحاد الدولي بتغريم شاكيري وتشاكا بدلا من الايقاف على خلفية احتفالهما "السياسي". اليوم، تأمل في حجز بطاقتها الى الدور الثاني للمرة الثانية تواليا والرابعة في تاريخها.

يكفي سويسرا التعادل لضمان تواجدها في الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة البرازيل وصربيا، الا ان المرجح أيضا ان يقارب السويسريون المباراة بالنظر الى وضع الالمان في المجموعة السادسة.

- الأرجنتين وضغط مارادونا -

ليل الثلاثاء، كان الموعد الأبرز بين نيجيريا والأرجنتين في المجموعة الرابعة، في مباراة تمكن المنتخب الأميركي الجنوبي من الفوز بها 2-1 بهدف لماركوس روخو في الدقيقة 86، بعدما سجل ليونيل ميسي لها هدف الافتتاح، وهو الأول له في المونديال الروسي.

تأهلت الأرجنتين لملاقاة فرنسا في ثمن النهائي، ولحقت بكرواتيا متصدرة المجموعة التي ستلاقي الدنمارك.

لم يتحمل أسطورتها دييغو مارادونا من المدرجات الضغط. رقص مع الهدف الأول، أصيب بالاعياء في استراحة الشوطين، فرح ووجه حركات وعبارات نابية مع تسجيل بلاده هدف الفوز. 

طمأن مارادونا متابعيه عبر انستاغرام الأربعاء "أريد ان أقول لكم انني بخير (...) أبعث بقبلة لكل الناس، اعتذر عن القلق الذي تسببت لكم به وشكرا على رسائلكم. دييغو باق لفترة طويلة".