أكدت نتائج الجولتين الأولى و الثاني من دور المجموعات في كأس العالم المقامة بروسيا صحة و صدق التوقعات التي أطلقها المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو عشية إنطلاق البطولة حول مصير المنتخبات العربية الأربعة في البطولة ، إذ رشحها لتوديع المنافسة مبكراً و هو ما حدث و خرج الرباعي بنهاية منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات .

وكان المدرب البرتغالي قد تعرض لهجوم شرس من قبل وسائل الإعلام والجماهير العربية ، خاصة من الخبراء والمحليين في الاستديوهات الرياضية التابعة للفضائيات العربية ، والذين اتهموا مورينيو بتثبيط العزائم الفولاذية للمنتخبات العربية التي انتقلت إلى روسيا بهدف إحداث مفاجآت في البطولة، فإذا بها تكتفي بتحقيق هزائم مشرفة و أخرى تاريخية ، مثلما جرت العادة في الدورات السابقة مع منتخبات عربية أخرى.
&
و كشف مونديال روسيا أن التأهل للنهائيات والتواجد في دور المجموعات أصبح سقف طموحات أي منتخب من المنتخبات العربية سواء الإفريقية أوالآسيوية ، ليصبح الخروج من البطولة في دورها الأول هو القاعدة الثابتة في المسابقة ، أما تحقيق التأهل للدور الثاني فيبقى مجرد استثناء لم يتكرر مع أي منتخب عربي حتى الآن سواء المغرب أو السعودية أو الجزائر .
&
كما كشف المونديال الروسي أن المنتخبات العربية لا تستفيد من تجاربها السابقة و لا تستفيد من أخطائها بعد تكرار سيناريو الأهداف القاتلة ، و تكرار إستراتيجية التركيز على الأداء بدلا من النتيجة في وقت نجحت منتخبات في بلوغ أدوار متقدمة بأداء باهت لم يمنعها من صناعة الفرح لجماهيرها ، مما جعل المنتخبات الأربعة تظهر في الدورة الحالية و كأنها تخوض كأس العالم لأول مرة في تاريخها ، رغم أنها المشاركة الخامسة للمغرب وتونس والسعودية والثالثة لمصر ، و رغم اختلاف الأجيال إلا ان موروث الحضور في المحفل العالمي تتوارثه الأجيال الكروية من جيل لجيل ليستفيد منه مثلما يحدث عند المنتخبات العريقة كالبرازيل و ألمانيا والأرجنتين التي تمتلك تاريخا كبيراً في المشاركة يساعدها معنوياً على خوض أي بطولة بفرصة اكبر.
&
و المتتبع لما كتب في وسائل الإعلام العربية في البلدان الأربعة التي تأهلت منتخباتها للمونديال الروسي ، سواء إعلاميين أو فنيين أو مسؤولين يتأكد بان الوسط الكروي العربي راهن على منتخبات لم تكن قادرة نفسياً على الثقة بإمكانياتها ، بعدما عبرت لنهائيات كأس العالم بشق الأنفس وسخرت كافة الوسائل المادية و غير المادية لتحقيق هذا الإنجاز العالمي.&
&
كما يتأكد للوسط الكروي بإنه لا يزال يخلط بين أداء و نتائج المباريات الودية التي تبرمجها المنتخبات الكبيرة للحفاظ على جاهزيتها البدنية و تفادي الإصابات ، وبين ما تتخذه المنتخبات العربية من المباريات الودية معياراً لقياس درجة فرصها و حظوظها في التأهل للدور الثاني عبر حسابات غير دقيقة ، والتي يستحيل تجسيدها ميدانياً بفعل تغير المعطيات بين المواجهات الرسمية والودية ، و بفعل قراءات فنية خاطئة للمنافسين مثل تصنيف "الفيفا" لمنتخبات روسيا و الأوروغواي و البرتغال وإسبانيا و إنكلترا و بلجيكا .
&
الحقيقة المؤلمة والمرة التي أظهرتها نتائج الرباعي العربي في مونديال روسيا ، هي أن هذه المنتخبات لا تزال تعيش مرحلة الأحلام التي تحجب إمكانياتها الحقيقية في المنافسة مع كبار المنتخبات بعيدا ًعن الواقع الذي يكشف مستواها المحدود الذي يؤهلها لنهائيات كأس العالم بشق الأنفس لكنه يعيقها عن تجاوز ذلك السقف .
&