رغم الجدل الكبير الذي أثاره الاتحاد الدولي لكرة القدم في الأوساط الإعلامية و الجماهيرية بإقراره الاستعانة بتقنية الفيديو (VAR) في مباريات مونديال روسيا، إلا أن الوقائع أثبتت بأنها وسيلة يمكن أن تقلص من هامش أخطاء الحكام المرتكبة في المباريات وتأثيرها على نتائجها ، وإظهار الحقيقة للجميع سواء للاعبين أو المدربين أو الجماهير للتأكد من صحة أو خطأ القرارات المجحفة أو العادلة التي يتخذها قضاة الملاعب في المباريات.

و كشفت الحالات التي تم الاستعانة من خلالها بتقنية الفيديو في المونديال الروسي أن استخدامها في دورات سابقة كان سيؤدي حتماً إلى تغيير نتائج مباريات عديدة في كأس العالم ، خاصة في المباريات النهائية ، حيث كان بإمكان هذه التقنية أن تحقق العدل وتحرم منتخبات من اللقب العالمي و تمنحه لمنتخبات أخرى بعدما حرمت منه بسبب الأخطاء التحكيمية، وهي أخطاء تأكد للجميع انه يستحيل كشفها بالعين المجردة للحكام الثلاثة بفضل النظرة الظرفية ، وحاجة قضاة الملاعب لهذه التقنية لتأكيد صحة قراراتهم من عدمها.
&
وكانت هذه التقنية الحديثة ستحرم المنتخب الإنكليزي من لقبه الوحيد في كأس العالم الذي حصل عليه في مونديال 1966 الذي اقيم على أرضه و أمام جماهيره ، بفضل احتساب الحكم لهدف غير شرعي سجلته إنكلترا على ألمانيا الغربية ، إذ أظهرت الإعادة أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى ، غير أن الحكم احتسبه ليفوز الإنكليز بلقب لم يستحقوه ، ويخسر الألمان لقباً كانوا الأحق به .
&
وفي مونديال 1986 بالمكسيك ، نجحت الأرجنتين في الفوز على إنكلترا بهدف غير شرعي سجله دييغو مارادونا بيده في مرمى الحارس بيتر شيلتون ، حيث أظهرت الإعادة انه يستحيل على الحكم ومساعده أن يشاهداً النجم الأرجنتيني يضرب الكرة بيده باتجاه المرمى ، لكن استخدام تقنية الفيديو كان سيظهر ذلك بسهولة.
&
وفي ذات المونديال المكسيكي ، حققت البرازيل فوزاً غير شرعياً في مباراتها الأولى على إسبانيا التي سجلت هدفاً لم يحتسبه حكم المباراة ، بحجة أن الكرة لم تتجاوز خط مرمى الحارس كارلوس روبيرتو غالو ليتضح من خلال الإعادة أن الكرة تجاوزت بالفعل خط المرمى .
&
وشهد نهائي كأس العالم 1990 بإيطاليا ، جدلاً لا يزال مستمراً حتى الآن ، بعد خسارة الأرجنتين للقب أمام ألمانيا الغربية بهدف دون رد ، سجل بواسطة ركلة جزاء احتسبها الحكم المكسيكي إدغاردو كوديسال، حيث أظهرت الإعادة التلفزيونية أن رودي فولر تعمد السقوط داخل منطقة الجزاء دون ان يعيقه المدافع الأرجنتيني روبيرتو سينسيني& ، و لو استخدمت "تقنية الفيديو" لربما استمرت المباراة سلبية حتى ركلات الترجيح التي راهن عليها المنتخب الأرجنتيني للحفاظ على لقبه ، بفضل تواجد الحارس المتميز سيرجيو غويكوتشيا ، غير أن ركلة الجزاء غير الشرعية حرمته من اللقب .
&
وفي مونديال 1982 بإسبانيا ، وخلال المباراة التي اقيمت بين ألمانيا الغربية وفرنسا في الدور النصف النهائي ، لم يكن للحارس هارالد شوماخر أن يبقى في الملعب لو كانت تقنية الفيديو حاضرة ، وذلك بعد تدخله العنيف الذي كاد يودي بحياة المهاجم الفرنسي باتريك باتيستون ، غير انه استمر في اللعب وساهم بمنح منتخب بلاده ورقة الترشح للنهائي ، في وقت كان ضحيته في غيبوبة بالمستشفى.
&
وأخيراً فإن هناك حالات تحكيمية كثيرة عرفتها مباريات الدور الأول من بطولة كأس العالم ، أثارت جدلاً واسعاً خاصة التي غيرت من نتيجة المباراة النهائية ، ومع التطور التكنولوجي و الضغط الإعلامي اضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستخدام تقنية الفيديو في مونديال روسيا ، على الرغم من تأثيرها على إيقاع المباريات.