يقود العملاق أرتيم دزيوبا هجوم المنتخب الروسي المضيف أمام المنتخب الاسباني وقطبي دفاعه سيرخيو راموس وجيرار بيكيه في الدور ثمن النهائي لكأس العالم في كرة القدم. كان لاعب أرسنال تولا بديلا قبل انطلاق النهائيات، وفرض نفسه أساسيا عنوة على غرار مسيرته الكروية.

كان دزيوبا (1,96 م، 29 عاما) في كانون الثاني/يناير 2018 احتياطيا في صفوف فريقه زينيت سان بطرسبورغ ولم يلعب سوى الدقائق الاخيرة لحفنة من المباريات مع بطل روسيا. دخل في صراع مع المدرب الايطالي روبرتو مانشيني، فوافق على انتقاله للعب على سبيل الاعارة مع أرسنال تولا الذي يصارع من أجل البقاء في الدرجة الاولى، وذلك من أجل الحصول على وقت كاف للعب ومكان في تشكيلة المنتخب.

وضع زينيت سان بطرسبورغ بندا في العقد يدفع بموجبه أرسنال تولا 120 الف يورو لاشراك دزيوبا في مباراة الفريقين في الدوري، وهو مبلغ تردد النادي في دفعه. ولكي يتحقق ذلك، دفع دزيوبا المبلغ من جيبه، ونجح في تسجيل هدف التعادل 3-3 في الدقيقة 88، ليحتفل به أمام المدرب الإيطالي لزينيت.

أرتيم دزيوبا ​​هو هكذا: مسيرته الاحترافية التي شهدت القليل من التألق والكثير من المستويات المتواضعة، تسترشد برغبة دائمة في الانتقام. يصفه المعلق الروسي ايغور رابينر لوكالة فرانس برس بـ "رجل استثنائي جدا، عاطفي، مزاجي".

ويضيف رابينر العارف بشؤون كرة القدم الروسية "يجب أن يؤمن بلا حدود بمدربه وفريقه، وبعد ذلك يمكنه تخطي الصعاب. ولكن اذا كان يشعر أن المدرب لا يثق به، وأن هناك ظلم، فإنه ببساطة قد يستسلم ولا يسجل أبدا".

- رسالة الشارب -

مع المدرب الروسي الحالي ستانسلاف تشيرتشيسوف، على وجه التحديد، لم تكن العلاقات دائما جيدة. في تشرين الاول/أكتوبر 2016، استبعده من التشكيلة عقب مباراة ودية خسرتها روسيا أمام كوستاريكا 3-4 رغم انه سجل هدفين، فغاب عن كأس القارات 2017.

غداة الهزيمة أمام المكسيك 1-2 في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول لكأس القارات وخروجه من المنافسة، نشر دزيوبا ​​صورة على انستاغرام مع زميله وقتها ألكسندر كوكورين، واضعين يديهما على شاربيهما ليسخرا من المدرب... أرفق الصورة بكلمة "رسالة".

احتاج تشيرتشيسوف الى نحو عام ليوجه الدعوة مجددا الى دزيوبا. بعدما تجاهله في المباريات الودية في هذا الموسم، اختاره في أيار/مايو الماضي ضمن التشكيلة الاولية للمونديال من 28 لاعبا. كان ذلك بمثابة انتصار لدزيوبا المولود في موسكو في عام 1988.

يتذكّر رابينر "قبل عام، كانت مشاركة دزيوبا ​​في كأس العالم مستحيلة". 

وافق اللاعب على خفض راتبه للانضمام إلى تولا حيث سجل ستة أهداف في عشر مباريات، ووضع لبنة أساسية في طريقه للتصالح مع تشيرتشيسوف.

- التحية العسكرية -

بمجرد عودته الى صفوف المنتخب، دافع دزيوبا الذي تكون في صفوف نادي سبارتاك موسكو، عن المنتخب الروسي الذي كان يواجه انتقادات كثيرة بسبب تراجع النتائج. وقال قبل أيام من بداية المونديال "البطولة لم تبدأ بعد وأنتم تتصرفون بعدوانية معنا. دعونا ننهي البطولة، وقوموا باستخلاص النتائج".

 على أرضية الملعب، لم يتأخر دزيوبا لشكر مدربه. في المباراة الاولى في العرس العالمي ضد السعودية، سجل هدفا بضربة رأسية بعد دقيقة واحدة فقط من دخوله، مسجلا الهدف الثالث لمنتخب بلاده الذي أنهى المباراة فائزا بخماسية نظيفة.

تلى ذلك احتفال صاخب اندفع خلاله إلى مقاعد البدلاء الروس، حيث استقبله تشيرتشيسوف بتحية عسكرية. سجل هدفا ثانيا في المباراة الثانية أمام مصر (3-1)، وحينها رد دزيوبا التحية العسكرية لتشيرتشيسوف.

أوضح دزيوبا الذي سجل 13 هدفا في 26 مباراة دولية، ان "الهدفين كانا بأحاسيس وعواطف لا يمكن السيطرة عليها. يعنيان الكثير بالنسبة إلي لأنني اضطررت إلى قطع طريق طويل وصعب للعودة إلى صفوف المنتخب".

أرتيم دزيوبا ​​الذي يحب أن يذكّر بأن "كرة القدم هي فوق كل شيء عاطفة"، غير متخوف من الهزيمة الثقيلة ضد الأوروغواي صفر-3 في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول. يرى انها "ستجعلنا فقط أكثر شراسة".