اعتبرت بعض وسائل الإعلام المصرية ان اتحاد كرة القدم قد استفاد من تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بروسيا بعد غياب 28 عاماً ، من اجل تلميع صورته أمام الرأي العام المحلي عبر نسب هذا الإنجاز إليه، غير أن النتائج السلبية التي سجلها "الفراعنة" في مجموعتهم ، وخروجهم المبكر من البطولة ، جعل "الجبلاية" في موقف ضعيف لا يحسد عليه أمام حالة الغضب والحزن التي انتابت الجماهير المصرية جراء الإقصاء المبكر برصيد خالٍ من النقاط.

و اتخذت وسائل الإعلام المصرية موقفا منحازاً للجماهير في مواجهة اتحاد الكرة برئاسة المهندس هاني أبو ريده وتحمليه مسؤولية الفشل ، بعد الوعود التي أطلقها للمصريين في مونديال روسيا ، قبل أن يسقط "الفراعنة" في مبارياتهم الثلاث وسط أداء فني ضعيف.
&
و شكلت صحيفة "الأهرام" رأس الحربة في الهجوم الإعلامي الذي شنته الصحافة المصرية على اتحاد الجبلاية ، وتشديد الضغط على صناع القرار في الاتحاد ، لإجبارهم على تقديم استقالتهم أو الإيعاز للجمعية العمومية لسحب الثقة من المجلس الحالي.
&
و أعادت الصحافة المصرية فتح الملفات السوداء للعديد من أعضاء مجلس اتحاد الكرة كسلاح لضرب مسؤوليه وإضعاف مواقفهم أمام الجمعية العمومية و الجماهير الكروية في البلاد.
&
و ركزت كافة التقارير على الأعضاء البارزين في الاتحاد بداية بالرئيس هاني أبو ريدة إلى مجدي عبد الغني مروراً بحازم إمام و عصام عبد الفتاح و احمد مجاهد و سيف زاهر و كرم كردي و غيرهم من أعضاء المجلس الذين يمارسون عدة وظائف من بينها العمل غير التطوعي في الاتحاد المصري لكرة القدم.
&
و اتهمت الصحيفة الأعرق في مصر أبو ريدة بتحويل الاتحاد إلى ملكية خاصة معتبرة إياه دخيل على الاتحاد وعنصر غريب كونه لم يمارس قط كرة القدم ، مشيرة بانه استغل قربه من عبد المنعم عمارة الرئيس الأسبق للاتحاد في التسعينات من اجل التوغل أكثر و زيادة نفوذه قبل أن يحصل على العضوية التنفيذية في الاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم.
&
و أعابت الصحافة المصرية مثلها مثل الجماهير على فشل إتحاد القدم في تأمين ظروف مريحة لبعثة المنتخب المصري في روسيا ، ففضلاً عن اختياره لمدينة غروزني لتكون مقراً لإقامته ، فإن الاتحاد لم يكن صارماً في حماية مقر بعثة "الفراعنة" التي زارها الفنانين و الأقاربهم والجماهير لأخذ صور مع نجوم المنتخب ، فيما كان مسؤوليب القنوات الفضائية قد وصلوا إلى غرف اللاعبين لإجراء معهم حوارات حصرية ، مما جعل التركيز على المباريات هي الحلقة المفقودة للاعبين ، مما ساهم في خروجهم عن أجواء المنافسات.
&
وأعابت الصحافة المصرية أيضا على الاتحاد المحلي استغلاله لبطولة كأس العالم ، من أجل تحقيق أغراض شخصية لأعضاء مجلس إدارته عبر السماح لهم و لأسرهم بالسفر إلى روسيا لدعم "الفراعنة" قبل أن يتضح عبر الفيديوهات المسربة من هناك،& أنهم كانوا متواجدين للاستجمام و تشجيع منتخبات أخرى غير المنتخب المصري ، مثلما كشف احدها مجدي عبد الغني ومنتخب بلاده متخلف في النتيجة بثلاثة أهداف أمام روسيا.
&
وطالبت الجماهير عبر تعليقاتها على منصات التواصل الاجتماعي بمحاسبة الاتحاد المحلي على تساهله في حماية البعثة الرسمية والفضائح التي طالت أعضاءه خلال تواجدهم في روسيا .
&
و رفض الوسط الإعلامي و الجماهيري في مصر كافة التبريرات التي يحاول اتحاد القدم تسويقها لتبرير فشل الخروج المبكر في مونديال روسيا ، بتأكيدها انه يستحيل على المنتخب المصري تحقيق نتائج مرضية في ظل اتحاد عاجز حتى عن ضمان إقامة مريحة لبعثته.
&
و في وقت يراهن الاتحاد على عامل الوقت لإمتصاص الضغوطات الإعلامية والجماهيرية ، وإنشغالهما بمباريات كأس العالم ، فإن الصحافة المصرية تبدو عازمة ومستعدة لخوض حرب طويلة ضد الجبلاية تنتهي بإسقاطها وبتقديم المجلس استقالته للجمعية العمومية وانتخاب مجلس جديد يقود الكرة المصرية في الفترة القادمة ، يكون مؤهلاً لمعالجة المشاكل التي تعاني منها الكرة المصرية على كافة الأصعدة .