ليس بالضرورة أن يفوز الأفضل.. هكذا كان حال بطولة كأس العالم لكرة القدم في العديد من النسخ، والعديد من المنتخبات الكبيرة لم تنل أبداً شرف التتويج بلقب المونديال.

جهاد عمر_إيلاف: قبل انطلاق أي بطولة لكأس العالم, تبدأ التوقعات حول معرفة بطل النسخة, بالاعتماد على مجموعة من الحقائق الرياضية أبرزها وجود لاعبين مميزين في صفوف أي منتخب, بالإضافة لظهور المجموعة بشكل مميز في التصفيات.

وتصدرت منتخبات ألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، والبرازيل، والأرجنتين قائمة الترشيحات للحصول على لقب نسخة 2018, لكن معظمها ودّع المونديال مبكراً بشكل مفاجئ، وبدأت البوصلة تتجه نحو منتخبات أخرى لم تكن مرشحة في السابق.

وعلى مر السنين كان هناك منتخبات تقدم عروضا مميزة في الأدوار الأولى للمونديال, إلا أنها سرعان ما تفشل في الأدوار بالنهائية, والتاريخ يشهد على ذلك.

وفي التقرير التالي نستعرض أفضل 4 منتخبات "كبيرة" لم تفز أبدا بأي نسخة من كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930.

البرتغال 1966

في ذلك المونديال وقعت البرتغال في مجموعة صعبة للغاية, ضمّت المجر, والبرازيل, وبلغاريا, إذ كان من المتوقع أن تكون مؤشرات الصعود من نصيب المجر والبرازيل, لا سيما أن الأخيرة كانت حاملة لقب 1962.

بداية البرتغال كانت قوية للغاية, بعدما ضربت المجر (3-1), ثم اكتسحت بلغاريا (3-0), قبل أن تقسو على البرازيل (3-1), لينتزع رفاق أوزيبيو الصدارة بجدارة.

في الدور ربع النهائي كادت كوريا الشمالية أن تحقق مفاجأة من العيار الثقيل, عندما تقدمت على البرتغال (3-0) في أول 25 دقيقة, ولكن أوزيبيو كان له رأي آخر, كونه أحرز رباعية, بالإضافة لهدف آخر سجله أوغوستو.

وفي نصف النهائي واجهت البرتغال نظيرتها إنكلترا, والتوقعات كانت تشير إلى فوز "برازيل أوروبا", إلا أن الأمور جاءت عكسية, وفازت إنجلترا (2-1), قبل أن تحرز البرتغال المركز الثالث بفوزها على الاتحاد السوفييتي (2-1).

وعن لقاء المربع الذهبي بين البرتغال وإنكلترا قال بوبي مور قائد الإنكليز, إنهم لم يكونوا يستحقون الفوز بنسخة 1996, لأن البرتغال كانت تضم لاعبين مميزين يلعبون مع بنفيكا بالذات, الذي فاز بلقبي دوري الأبطال عامي 1961 و1962 تواليا.

النمسا 1934

كان المنتخب النمساوي بحق أحد أقوى فرق القارة العجوز آنذاك, إذ فاز عام 1932 بلقب بطولة أوروبا الوسطى, ودخل الفريق كأس العالم عام 1934 كأحد المرشحين في ظل وجود لاعبين مميزين أمثال بيبي بيكان والموهبة المذهلة ماتيس سينديلار.

وجاءت البداية قوية للنمسا, بعدما تجاوزت في الدور الأول فرنسا (3-2), ثم تخطّت عقبة المجر (2-1), ما جعلها أقوى المرشحين لحصد اللقب.

ولكن في المربع الذهبي سقطت بشكل مفاجئ أمام إيطاليا (0-1), التي حصدت اللقب بعد ذلك.

ووقتها زعم المنتخب النمساوي أن الحكم كان منحازا لـ"الآتزوري", قبل أن تخسر صراع المركز الثالث أمام ألمانيا (2-3).

وتواصلت لعنة الأدوار النهائية مع النمسا, إثر حصولها على فضية أولمبياد ميونيخ 1936, بعدما خسرت مرة أخرى أمام إيطاليا, أما في مونديال 1938 فحصل أمر غير متوقع, إذ غابت عن هذه النسخة رغم تأهلها في التصفيات, بعدما ضمّتها ألمانيا إلى أراضيها.

وجعل هذا الأمر بعض اللاعبين النمساويين يرتدون قميص المنتخب الألماني، في حين رفض قسم آخر منهم اللعب تحت اسم الدولة المتحدة في المونديال، ليبقى مقعد النمسا شاغرا في البطولة.

هولندا 1974 – 1978

تدين كرة القدم الحديثة بالكثير للهولنديين، لا سيما رينوس ميتشيلز مدرب أياكس في ذلك الوقت الذي أحدث ثورة في كرة القدم كما نعرفها.

وقتها نشر ميتشيلز نظرية الكرة الشاملة, التي أحدثت تحولاً كبيراً في كرة القدم العالمية، واقتبس بعد ذلك النجم الراحل يوهان كرويف نفس الفلسفة وطبقها مع أياكس أمستردام ثم برشلونة.

بنى ميتشيلز خطة غير مسبوقة (4-3-3) حول كرويف جاءت ثمارها بنتائج مذهلة, وفاز أياكس بدوري الأبطال أعوام 1971 و1972 و1973 وأصبح لاعب الوسط الحريري أسطورة بين عشية وضحاها.

وتم تعليق آمال هولندا على ظهر كرويف, حيث سعى إلى إعادة إنتاج نجاحه على المستوى الوطني في كأس العالم 1974.

وبالفعل تصدرت هولندا مجموعتها التي ضمّت السويد, وبلغاريا, وأوروغواي, ثم حصلوا على صدارة المجموعة في الدور الثاني, بعدما تخلصوا من البرازيل "حاملة اللقب", ليخوضوا النهائي ضد ألمانيا.

ووضع يوهان نيسكينز "الطواحين" في المقدمة من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية، إلا أن الألمان لم يكونوا مستعدين للتفريط باللقب, بعدما تعادل باول بريتنر (25), قبل أن يضع جيرد مولر "الماكينات" في المقدمة (43).

حزن وقتها الهولنديون لفقدان فرصتهم بالحصول على المونديال للمرة الأولى في تاريخهم, ما جعلهم يحاولون في نسخة 1978, وبالفعل تأهل الفريق للدور الثاني.

وكان الهولنديون رائعون في الدور الثاني (المجموعات أيضا), إذ تعادلوا مع ألمانيا (2-2) في البداية, ثم هزموا النمسا (5-1), وإيطاليا (2-1), ليتأهلوا للنهائي.

وكان الترشيحات تتجه نحوهم مجددا, إلا أن الأرجنتين كان لها رأي آخر, كونها فازت في النهائي (3-1).

المجر 1954

ضم المنتخب المجري وقتها مجموعة من السباكين والميكانيكيين وسائقي الشاحنات, الذين كانوا حينها من أمهر اللاعبين في العالم وأبرزهم فيرينك بوشكاش.

قبل المونديال حصدت المجر لقبي كأس أوروبا الوسطى عامي 1952 و1953, ما جعلها في واجهة الترشيحات للحصول على اللقب.

وبالفعل بدأت المجر المونديال بشكل أكثر من رائع, وسجل هجومها 17 هدفا في دور المجموعات أمام كلا من ألمانيا (8-3), وكوريا الجنوبية (9-0).

وفي ربع النهائي ضربت البرازيل (4-2), وبنفس النتيجة تخطّت عقبة أوروغواي, لتضرب موعدا مع ألمانيا في النهائي, وهي مواجهة كان الجميع يضنها في متناول المجريين, لا سيما أنهم تقدموا بهدفين في أول 8 دقائق.

لكن بعد ذلك كان للألمان رأي آخر, إذ قلبوا الطاولة, بعدما سجلوا ثلاثية, محققين معجزة حقيقية وصفت بـ"معجزة بيرن", إذ كانت الخسارة هي الأولى التي يتلقاها المنتخب المجري خلال الفترة من عامي 1950-1956.