تتوقف منافسات النسخة الحادية والعشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا، الاربعاء والخميس بعد خوض 56 مباراة من أصل 64، الا ان تركيز اللاعبين بات ينصب على الدور ربع النهائي الذي يقام يومي الجمعة والسبت.

- فرنسا مع موعد لاتيني - 

تبدأ منافسات الدور ربع النهائي الجمعة بمواجهتين، الأولى بين فرنسا والأوروغواي في نيجني نوفغورود (14,00 بتوقيت غرينيتش)، والثانية بين البرازيل وبلجيكا في قازان (18,00 ت غ).

بالنسبة الى المنتخب الفرنسي، طريقه الى النهائي يمر بمواجهة منتخبات أميركا اللاتينية. فبعد حجزه بطاقة الدور ربع النهائي على حساب الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي (4-3)، سيواجه الاوروغواي ونجمها لويس سواريز، قبل ان يواجه البرازيل ونجمها نيمار في نصف النهائي، في حال تأهل المنتخبين على حساب الأوروغواي وبلجيكا تواليا.

ستكون مناسبة جميلة في وقت تحتفل فيه فرنسا بمرور 20 عاما على تتويجها بلقبها الاول والاخير، عندما تغلبت على ارضها بقيادة نجمها زين الدين زيدان على البرازيل 3-صفر في المباراة النهائية.

ما زال الوقت مبكرا لهذه الترجيحات. التحدي بالنسبة الى الفرنسيين في المباراة المقبلة هو ما إذا كان المهاجم الأوروغوياني إدينسون كافاني سيلعب أم لا. فـ "الماتادور" الدي اقصى البرتغال في الدور ثمن النهائي بتسجيله ثنائية المباراة (2-1) خرج مصابا بشد عضلي في ربلة الساق.

وكشف الاتحاد الاوروغوياني في بيان له ان الفحوص التي خضع لها المهاجم أظهرت عدم وجود تمزق في ربلة الساق والان الامر يتعلق بوجود تورم لكن دون وجود تمزق عضلي. وفي حين يعزز هذا التشخيص احتمال مشاركته الجمعة، لم يؤكد الاتحاد الفترة التي يحتاج اليها مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي للتعافي.

- سواريز يوجه سهامه نحو غريزمان -

زميله في الهجوم لويس سواريز "أنا أعلم أن +إدي+ ستكون لديه الرغبة، والنهج، والتفاني، والقوة، وسيفعل كل شيء ليكون معنا ولكن ذلك لا يتوقف عليه". الثلاثاء تدربت الأوروغواي دون هدافها في المونديال الحالي.

واستغل سواريز المناسبة الثلاثاء ليوجه سهامه نحو مهاجم المنتخب الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سبق له القول ان لديه روح "أوروغويانية" ويعشق نادي بينارول (مونتيفيديو)، اضافة الى صداقته مع زميليه في اتلتيكو مدريد دييغو غودين، عراب ابنته، والمدافع خوسيه خيمينيز.

وقال سواريز ان غريزمان "لا يعرف الشعور بأن تكون أوروغوانيا، لا يعرف التفاني والمجهود اللذين يبذلهما الأوروغواني منذ الصغر لكي يتمكن من تحقيق النجاح بوجود هذا العدد القليل من الناس"، في اشارة الى عدد سكانها البالغ 3,5 ملايين نسمة على مساحة أكثر من 176 ألف كلم مربع. أطلق مهاجم برشلونة شرارة المنافسة في القمة الاولى لربع النهائي.

بالنسبة للمنتخب البرازيلي، فقد عاد مدافعه مارسيلو وجناحه دييغو كوستا للتدريبات الثلاثاء، وبالتالي يمكن للمدرب تيتي أن يعول عليهما كركيزتين محتملتين في القمة ضد بلجيكا التي عانت للفوز على اليابان (3-2) في ثمن النهائي، ولكنها تقدم عروضا جذابة بقيادة إدين هازار وروميلو لوكاكو.

- انكلترا تفك النحس -

يوم السبت تقام مباراتان لا تقلان أهمية، حيث تلعب السويد مع إنكلترا (14,00 ت غ) في سامارا، وروسيا مع كرواتيا في سوتشي (18,00 ت غ). ويعول منتخب "الأسود الثلاثة" بقيادة مدربه غاريث ساوثغيت على معنويات لاعبيه العالية بعد مقاومة الصمود الكولومبي في ثمن النهائي.

عانى الانكليز امام الاندفاع البدني للكولومبيين (6 بطاقات صفراء للكافيتيروس) دون ان ينهاروا معنويا في سلسلة ركلات الترجيح 4-3 (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1). وكانت المرة الاولى التي ينجح فيها الانكليز في تخطي عقبة ركلات "الحظ" في كأس العالم بعدما سقطوا في الاختبار اعوم 1990 في ايطاليا و1998 في فرنسا و2006 في المانيا. ونجحوا في تحقيق حلم راودهم منذ 12 عاما ويتمثل في بلوغ الدور ربع النهائي للعرس العالمي (وصلوا مرتين متتاليتين في 2002 و2006).

قال إريك داير، مسجل الركلة الترجيحية الاخيرة التي منحت الانكليز الفوز "كنا نعرف ما كان يتعين علينا القيام به، بقينا هادئين، ولم نرتبك".

الخصم المقبل سيكون المنتخب السويدي الذي بلغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ 24 عاما وتحديدا مونديال الولايات المتحدة 1994. وحذر فلاديمير بتكوفيتش مدرب سويسرا التي أزاحتها السويد من ثمن النهائي (1-صفر)، هاري كاين (هداف المونديال الحالي برصيد 6 أهداف) ورفاقه قائلا "السويديون يجدون الطرق لتحقيق الفوز. الجميع يشك بهم، ويعتقد أنهم ضعفاء، لكنهم أقوياء ومتجانسون، وعندما يسجلون يتكتلون ويصعب جدا اختراق خط دفاعهم".

- روسيا: الضيف المفاجئ - 

مباراة ربع النهائي في سوتشي لم تكن متوقعة على الاطلاق. كرواتيا التي أبهرت الجميع في الدور الاول وحققت فوزا كاسحا على الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي (3-صفر)، بجوهرتيها لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش كانت بين أبرز المرشحين لبلوغ هذا الدور. الا ان أحدا تقريبا لو يراهن ولو بروبل واحد على روسيا المصنفة 70 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا).

وجد المنتخب الروسي نفسه في ربع النهائي بفضل بطلين هما حارس مرماه إيغور أكينفيف الذي أقصى إسبانيا من ثمن النهائي بتألقه في ركلات الترجيح (4-3، الوقتان الاصلي والاضافي 1-1)، ومدربه ستانيسلاف تشيرتشيسوف، حارس مرماه الدولي السابق، الواقعي في خططته التكتيكية.

البلد المضيف يطرح سؤالين: هل يبلغ المنتخب الدور نصف النهائي؟ وهل يجد الرئيس فلاديمير بوتين نفسه مرغما على الحضور الى ملعب سوتشي بعدما غاب عن كل مباريات منتخب بلاده، باستثناء المباراة الافتتاحية؟