قبل انطلاق مونديال 2018 في روسيا لم يكن زلاتكو داليتش مدرب منتخب كرواتيا اسماً مألوفاً في بورصة المدربين العالميين، وحتى تعيينه لقيادة منتخب بلاده كان مفاجئاً بالنظر إلى خبراته السابقة التي اقتصرت على تجارب قصيرة في منطقة الخليج العربي.

جهاد عمر_إيلاف: والآن مع قرب انتهاء كأس العالم أصبح داليتش نجماً في بلاده بعدما قاد المنتخب إلى المباراة النهائية بجدارة، ليواجه فرنسا، على أمل التتويج باللقب الأول في تاريخ هذا البلد الصغير والذي لا يزيد عدد سكانه عن 4 ملايين نسمة.

في مستهل دخوله عالم التدريب قاد داليتش عدد من الأندية المغمورة في كرواتيا، بعد ذلك كانت التجربة الأولى له في السعودية، إذ استقدمه نادي الفيصلي عام 2010، حين صعوده لدوري المحترفين السعودي، وساهم في احتلال الفريق للمركز السابع في أول مواسمه، ثم المركز الثامن في الموسم التالي، ليُجمع الكثير من المتابعين للشأن الكروي في السعودية على أنه المدرب الأفضل في المملكة وقتها.

بعد نجاحات داليتش مع الفيصلي حرص نادي الهلال على التعاقد معه ليقود الفريق الرديف، ثم اختاره مدرباً للفريق الأول، في تجربة لم تحقق النجاح المأمول، على صعيد بطولة الدوري، لكنه قاد "الزعيم" للتتويج بلقب كأس ولي العهد عام 2013.

بعد رحيله عن الفيصلي استعان به نادي العين الإماراتي، وظهرت بصمته سريعاً مع الفريق، وقاده لحصد لقب الدوري الإماراتي بجدارة عام 2015، بفارق كبير من النقاط عن أقرب مطارديه، كما حصد الفريق معه كأس رئيس الدولة وكأس السوبر الإماراتي.

وكاد العين أن يتوج في عام 2016 بلقب دوري أبطال آسيا بفضل داليتش حين وصل إلى المباراة النهائية، لكنه خسر في مجموع المباراتين أمام تشونبوك الكوري الجنوبي.

بعد نهاية رحلة داليتش مع العين، تعاقد معه الاتحاد الكرواتي عام 2017 بشكل مفاجئ، ليقود المنتخب في بقية تصفيات كأس العالم 2018، خلفاً للمدرب المُقال أنتي شاشيتش، في ظل بداية سيئة في التصفيات.

تعيين داليتش جاء قبل المباراة الحاسمة أمام أوكرانيا في كييف، التي انتصر فيها بهدفين دون رد، ليضمن اللعب في الملحق الأوروبي، والذي اكتسح فيه نظيره اليوناني ليصل إلى المونديال.

ولم يكن أكثر المتفائلين من جماهير كرواتيا قبل انطلاق مونديال روسيا وصول منتخبهم إلى الأدوار المتقدمة في كأس العالم، بسبب قلة الخبرة لدى المدرب داليتش من ناحية، وعدم وجود عناصر مميزة في المنتخب وجهة نظرهم، مقارنة بمنتخب عام 1998 والذي احتل المركز الثالث.

لكن المدرب ومجموعة لاعبيه أثبتوا أن لا مستحيل في عالم كرة القدم، وأظهرت طريقة تعامل داليتش مع المباريات أنه ليس مجرد مدرب طوارئ، وأن أمامه الكثير ليفعله، ولم لا الفوز بكأس العالم.

داليتش ورغم زحمة العمل في روسيا قبل أيام من نهائي الحلم لم ينس توجيه رسالة شكر لمتابعيه في السعودية والإمارات، ثمّن فيها الدعم المعنوي الكبير الذي يجده من الشعوب العربية وخصوصاً من السعودية والإمارات.

ونشر داليتش تغريده في حسابه بموقع "تويتر" قال فيها: "شكراً لدعم فريقي الوطني كرواتيا"، وأرفق بها عدداً من الصور الداعمة له ولمسيرته الحالية خلال قيادة منتخب بلاده.