طوى الصربي نوفاك ديوكوفيتش صفحة الاصابة المظلمة وابتعاده عن مستواه العام الماضي، وتوج بلقب ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بعد فوزه على الجنوب كيفن اندرسون الثامن 6-2 و6-2 و7-6 (7-3) الاحد في المباراة النهائية.

وهو اللقب الأول لديوكوفيتش في الغراند سلام منذ 2016 حين أحرز لقب رولان غاروس الفرنسية للمرة الأولى في مسيرته، إذ تراجع بعدها مستواه وتأثر بالاصابة التي أنهت موسمه باكرا في صيف 2017.

ورفع الصربي رصيده في ويمبلدون الى أربعة ألقاب (توج أعوام 2011 و2014 و2015)، وفي الغراند سلام الى 13 لقبا، ليصبح على بعد لقب من الأميركي بيت سامبراس صاحب المركز الثالث على لائحة أكثر الفائزين بالغراند سلام.

ويتخلف ديوكوفيتش بفارق 7 القاب عن حامل الرقم القياسي السويسري روجيه فيدرر، واربعة خلف الاسباني رافايل نادال الذي تواجه والصربي في نصف نهائي النسخة الحالية من ويمبلدون وخرج الأخير منتصرا في مباراة استمرت على مدى يومين.

ودخل ديوكوفيتش الى البطولة الإنكليزية وهو مصنف في المركز 21 عالميا، وبتتويجه الأحد أصبح اللاعب الأدنى تصنيفا الذي يتوج في ويمبلدون منذ الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش عام 2001.

واعتبر الصربي أن تتويجه الاحد في ويمبلدون "حمل نكهة مميزة لأنها المرة الأولى التي أسمع طفلي يناديني +أبي، أبي+"، في اشارة الى ابنه ستيفان الذي كان يشاهده من الملعب، مضيفا "اريد تهنئة كيفن، خاض مشاركة رائعة. أمضى ساعات طويلة على الملعب".

وتابع "في أول نهائي له في ويمبلدون، لم يقدم أداء جيدا في المجموعتين الأوليين، لكن في المجموعة الأخيرة كان لاعبا أفضل وكنت محظوظا بالافلات (من مجموعة رابعة أو خامسة)".

وفشل اندرسون (32 عاما) في الخروج منتصرا بلقبه الكبير الأول بعد سقوطه عند العتبة الأخيرة للمرة الثانية في مسيرته، إذ سبق أن خسر نهائي فلاشينغ ميدوز الصيف الماضي على يد نادال، ليفشل بالتالي في أن يصبح أول جنوب افريقي يتوج في البطولات الكبرى منذ مواطنه يوهان كريك الفائز ببطولة استراليا المفتوحة عام 1981.

وخاض اللاعبان النهائي بعد مباراتين ماراتونيتين، اذ تخطى ديوكوفيتش المصنف 12 في البطولة نادال المصنف أول عالميا بخمس مجموعات آخرها بنتيجة 10-8 على مدى 5 ساعات و15 دقيقة في مباراة استمرت على مدى يومين.

أما العملاق اندرسون (2,02 م) فتفوق على الاميركي جون ايسنر بخمس مجموعات ايضا آخرها 26-24 بعد 6 ساعات و36 دقيقة، في ثاني أطول المباريات في تاريخ "الغران سلام".

- "كان هناك الكثير من لحظات الشك" -

وخاض ديوكوفيتش نهائي إحدى الدورات الكبرى للمرة الاولى منذ فلاشينغ ميدوز 2016 بسبب الاصابة التي ابعدته عن الملاعب وأثرت على مستواه، فخسر المركز الاول في التصنيف العالمي وتراجع الى المركز 21 حاليا، كما خسر حافزه بعد جراحة اجريت له في كوعه الايمن مطلع السنة.

وتطرق ديوكوفيتش الى ما مر به، قائلا "من السهل الحديث عن الموضوع الآن. كان علي أن أثق بالعملية (التعافي). كان علي أن أثق بنفسي. خضعت لعملية جراحية وواجهت للمرة الأولى هذا النوع من الاصابة القوية. كان هناك الكثير من لحظات الشك. لم أكن واثقا بإمكانية العودة الى مستوى التنافس".

واستهل ديوكوفيتش المباراة وهو يتفوق على اندرسون بالمواجهات المباشرة 5-1. وحقق الجنوب افريقي فوزه الوحيد على ديوكوفيتش في 2008 فيما هزمه الاخير مرتين في ويمبلدون.

وكان اندرسون الذي تراجع الى المركز 80 عالميا العام الماضي بسبب مشكلات صحية في وركه، اول جنوب افريقي يخوض نهائي ويمبلدون منذ براين نورتون في 1921 لكن الفرحة لم تكتمل رغم "تقديمي أفضل ما بإمكاني. كنت قريبا من الذهاب الى مجموعة رابعة لكن نوفاك بطل حقيقي لرياضتنا هذه".

ولم يجد ديوكوفيتش صعوبة تذكر في حسم المجموعة الأولى لصالحه في غضون 29 دقيقة فقط، ثم واصل تفوقه التام في الثانية التي تقدم فيها 3-صفر بعدما كسر ارسال منافسه الجنوب افريقي في الشوط الأول ثم الخامس ليتقدم 5-1 ثم حسمها على ارساله 6-2 في 43 دقيقة.

وخلافا للمجموعتين الأوليين، فرض التعادل نفسه في الثالثة حتى الشوط الثامن حين حصل اندرسون على فرصة كسر ارسال الصربي لكن الأخير انقذ الموقف ثم كرر الأمر مرتين في الشوط العاشر وأدرك التعادل 5-5.

وحصل اندرسون على فرصة ذهبية لتأجيل الحسم في الشوط الحادي عشر وحسم المجموعة 7-5، لكن ديوكوفيتش قاتل بشراسة وأدرك التعادل 6-6 ليحتكم اللاعبان الى شوط فاصل سيطر عليه الصربي تماما وحسمه 7-3، منهيا المجموعة في ساعة و8 دقائق والمباراة في ساعتين و20 دقيقة.