سيكون منتخب الجزائر أمام فرصة تثبيت نفسه كأبرز المرشحين، على الورق وفي الميدان، لانتزاع لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، عندما يخوض الأحد منافسات الدور ثمن النهائي ضد غينيا في القاهرة.

وحقق ثعالب الصحراء بإشراف المدرب جمال بلماضي، نتيجة مثالية في منافسات المجموعة الثالثة في الدور الأول، حيث تصدروا بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة بعد ثلاثة انتصارات على حساب كينيا (2-صفر)، ومنتخب السنغال القوي (1-صفر)، وتنزانيا (3-صفر)، علما بأنهم خاضوا الأخيرة بتسعة تغييرات عن تشكيلتهم الأساسية.

ولقي المنتخب إشادات واسعة، وصلت الى اعتبار المدرب الفرنسي للمنتخب المغربي هيرفيه رونار بعد نهاية دور المجموعة إنه "حتى الآن المنتخب الجزائري كان أفضل منتخب في هذه البطولة"، بعدما قدم "أداء قويا وفرض إيقاعا كبيرا" لاسيما في مباراته ضد السنغال، المنتخب الأول إفريقيا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

من جهته، اعتبر رئيس اللجنة المنظمة رئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة أن الجزائر هي المنتخب الوحيد الذي أظهر حتى الآن في هذه البطولة أنه يتمتع بدكة بدلاء توازي بقوتها التشكيلة الأساسية، وذلك بعد فوزه الكبير على تنزانيا بتشكيلة معظمها من الاحتياطيين.

وعلى صعيد المعلقين، غالبا ما تقترن الإشادات بالأداء الجزائري بتنويه خاص بالعمل الذي قام به بلماضي منذ توليه الإشراف على المنتخب في صيف العام 2018، وقدرته على إيجاد تركيبة ناجحة وفتاكة اعتمادا على لاعبين سبق لهم الدفاع عن ألوان الفريق الأخضر، لكنه تمكن من بث "روح" مقاتلة فيهم سمحت لهم حتى الآن بتخطي المنافسين بسهولة.

لكن بلماضي وأفراد المنتخب يؤكدون مرارا في تصريحاتهم الاعلامية أن العمل الذي يقومون به تدريجي، ولا يجب التنبؤ من الآن بأنهم سيرفعون الكأس في ستاد القاهرة الدولي في 19 تموز/يوليو، لاسيما وأن البطولة بدأت تشهد مفاجآت تمثلت بتمكن منتخب بنين المتواضع من إقصاء المغرب المرشح 4-1 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في أولى مباريات ثمن النهائي الجمعة، بينما تخطت السنغال أوغندا بهدف وحيد.

وقال القائد رياض محرز بعد الفوز على السنغال في الجولة الثانية للمجموعة الثالثة "نحن نلعب كرة القدم التي نعرفها. فزنا اليوم ضد فريق قوي نعم، لكن هذه ليست نهاية العالم. في نهاية المطاف تتبقى لنا العديد من المباريات (...) نجحنا في الفوز، لكن علينا مواصلة القيام بذلك".

من جهته، بدأ بلماضي أحاديثه الصحافية بالتقليل من شأن اعتبار منتخب بلاده من بين المرشحين، علما بأن ثعالب الصحراء يبحثون عن لقب ثان في تاريخهم وأول منذ 1990 يوم رفعوا الكأس على أرضهم وبين جماهيرهم التي تحضر بقوة لمساندتهم في الملاعب المصرية هذا العام.

وقال بلماضي في مؤتمر صحافي قبل مباراة السنغال "لا أعتقد أننا نتمتع بمواصفات البطل"، معتبرا يومها أنه حتى في حال التفوق على منتخب ساديو مانيه وزملائه "فذلك لن يعني أن الأمور قد حسمت".

أضاف "اللاعبون قاموا فعلا بعملهم، وهم يستحقون التقدير".

في المقابل، تأهلت غينيا ثالثة في المجموعة الثانية خلف مدغشقر ونيجيريا، بعد تعادل مع مدغشقر في الجولة الأولى 2-2، وخسارة أمام نيجيريا 1-صفر، قبل انتزاع النقاط الثلاث ضد بورونوي بهدفين نظيفين.

وتبادلت الجزائر وغينيا الفوز في اللقاءين اللذين جمعهما في البطولة حتى الآن، وكلاهما في دور المجموعات، ففازت الجزائر 3-2 في نسخة 1980، بينما تفوقت غينيا 1-صفر في نسخة 1998.

- مدغشقر لمواصلة المغامرة -&

ويسبق لقاء الجزائر وغينيا على ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) في القاهرة، موعد غير متوقع بين مدغشقر وجمهورية الكونغو الديموقراطية، يجمع منتخبين أفادا من توسيع بطولة الأمم الى 24 فريقا بدلا من 16.

وحققت مدغشقر التي تشارك للمرة الأولى، مفاجأة بقيادة مدربها الفرنسي نيكولا دوبوي، اذ أنهت المجموعة الثانية في الصدارة على حساب نيجيريا الثانية وغينيا الثالثة وبوروندي الرابعة، لاسيما بنتيجة فوزها المفاجئ على نيجيريا 2-صفر في الجولة الثالثة الأخيرة.

ويأمل المنتخب الذي يمثل بلاد رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد، في مواصلة مغامرته في البطولة القارية الأولى على مستوى المنتخبات الأولى في عهده، بعد بطولة المحليين التي أقيمت العام الماضي.

وقال مهاجم مدغشقر شارل أندريا الذي سجل هدفين حتى الآن "ما حققته يعود الى زملائي. حققنا ما نحتاج اليه ويأتي وقت يحتاج فيه اللاعب الى أن يقدم أداء فرديا اذا احتاج الفريق إليه، وهذه هي قوة المنتخب".

وشدد على عدم وجود "أسرار لدينا لأن سرنا هو المجموعة المتماسكة جدا جدا. ثمة مزيج بين شبان ولاعبين من ذوي الخبرة. هذا ما يساعدنا".

في المقابل، تأهلت الكونغو الديموقراطية كثالثة في المجموعة الأولى خلف مصر وأوغندا، علما بأن حاملة اللقب مرتين (1968، 1974) حققت أفضل نتيجة لها في النسخ الأخيرة بالحلول ثالثة عام 2015.