بودابست: عادل بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون، الرقم القياسي الذي يحمله الألماني ميكايل شوماخر بعدد الانتصارات في سباق واحد، بتحقيقه الأحد فوزه الثامن على حلبة هنغارورينغ المجرية، المرحلة الثالثة من بطولة العالم للفورمولا واحد.

وتوّج سائق مرسيدس نهاية أسبوع ثبّت فيها مجددا هيمنته وفريقه على الفئة الأولى، بعدما أصبح السبت أول سائق ينطلق من المركز الأول 90 مرة.

والأحد، سيطر على مجريات السباق على الحلبة المتعرجة، لينتزع بنتيجته صدارة الترتيب العام لبطولة 2020 التي تقام منافساتها حتى الآن من دون جمهور، بسبب تبعات فيروس كورونا المستجد الذي أخّر انطلاقها لأشهر ودفع المنظمين الى تعديل جدولها.

وعادل هاميلتون بطل العالم ست مرات، والباحث أيضا عن التساوي بالرقم القياسي لشوماخر في عدد ألقاب البطولة (7)، الانتصارات التي حققها السائق السابق لفريقي بينيتون وفيراري في جائزة فرنسا. وهو حقق فوزه السادس والثمانين في البطولة، ليقترب بشكل إضافي أيضا من رقم قياسي آخر للسائق الأسطوري الألماني، هو العدد الإجمالي للانتصارات (91).

وقال هاميلتون بعد فوزه بجائزة المجر الكبرى للمرة الثالثة تواليا "كان واحدا من سباقاتي المفضلة".

وأضاف "كنت بمفردي تقريبا (في الصدارة)، لكننا تمتعنا بإيقاع رائع واستراتيجية ممتازة"، معتبرا ان "السباقين الأخيرين كانا مذهلين بالنسبة لي، وعليّ مواصلة ذلك".

وحل ثانيا في السباق المجري، الهولندي ماكس فيرشتابن سائق ريد بول، أمام زميل هاميلتون الفنلندي فالتيري بوتاس الذي فاز بالسباق الأول هذا الموسم على حلبة ريد بول رينغ في النمسا، قبل ان يفوز زميله هاميلتون بالثاني على الحلبة ذاتها.

وتصدر البريطاني الترتيب العام للبطولة على حساب بوتاس (63 نقطة مقابل 58)، بعدما انتزع أيضا النقطة المخصصة لأسرع لفة في السباق.

وتمكن فيرشتابن من إنهاء السباق في المركز الثاني، على رغم انطلاقه من المركز السابع، ومعاناته من حادث في لفة الخروج الأول الى الحلبة للاصطفاف عند خط الانطلاق، ما تسبب بأضرار بالغة في جناحه الأمامي وجهاز التعليق، عمل فريقه على إصلاحها في وقت سريع ناهز سبع دقائق فقط.

وقال الهولندي البالغ من العمر 22 عاما "لم تكن البداية التي أرغب بها. قام الميكانيكيون بعمل مذهل لإصلاح السيارة. كنت مسرورا بأن أرد لهم الجميل بالحلول في المركز الثاني. الحلول بين سيارتي مرسيدس هو أمر جيد بالنسبة إلينا".

أما بوتاس، فعوّض الخطأ الذي ارتكبه عند الانطلاق من المركز الثاني الى جانب هاميلتون، والذي كلفه التراجع الى المركز السابع، قبل ان يعود وينهي السباق على منصة التتويج.

وأقر الفنلندي بأن جائزة المجر كانت "سباقا سيئا بالنسبة إلي صراحة. لقد خسرته عند الانطلاق. فقدت العديد من المراكز وهذا ما جعل السباق صعبا بالنسبة إلي. كنت أنافس ماكس حتى النهاية لكن لم تتبق لي لفات".

وضغط بوتاس على فيرشتابن في أواخر السباق لاسيما في اللفة الأخيرة، واقترب منه بشكل كبير، قبل ان يتمكن الهولندي من الحفاظ على مركزه وعبور خط النهاية ثانيا خلف هاميلتون.

- تعويض جزئي لفيتل -

لكن السباق كان ملكا لهاميلتون دون منازع، اذ تمكن السائقون الأربعة خلفه فقط من إنهائه في اللفة ذاتها، بينما كان الفارق بينه وبين السائق الخامس، لفة كاملة.

ويعكس ترتيب بطولة العالم للفرق الأفضلية الواسعة التي يحظى بها مرسيدس بعد ثلاثة سباقات فقط من بداية الموسم، اذ يتصدر الفريق الألماني الترتيب برصيد 121 نقطة، مقابل 55 فقط لريد بول الثاني.

ولم يتمكن الكندي لانس سترول (رايسينغ بوينت)، من الحفاظ على مركزه الثالث عند الانطلاق.

لكن سترول الذي حل رابعا، واصل الأداء الإيجابي الذي يقدمه فريقه في مطلع الموسم الحالي، والذي أتاح له حتى الآن احتلال المركز الرابع في ترتيب الفرق.

وتقدم سترول التايلاندي ألكسندر ألبون (ريد بول) الذي انتزع مركزه الخامس قبل نحو ثلاث لفات من الختام من الألماني سيباستيان فيتل (فيراري). وعلى رغم حلوله سادسا، حقق الألماني الذي يخوض آخر موسم له مع الفريق الإيطالي، أفضل نتيجة له في بطولة 2020، بعدما أنهى السباق الأول في المركز العاشر، وخرج من اللفة الأولى للسباق الثاني بعد احتكاك تسبب به زميله شارل لوكلير إبن إمارة موناكو.

أما لوكلير، فاكتفى بالمركز الحادي عشر، خلف سائق ماكلارين الإسباني كارلوس ساينز الذي سيكون زميله في الفريق الأحمر اعتبارا من موسم 2021.

وتمكن ساينز من انتزاع مركزه بمناورة تجاوز جريئة في اللفة 61 (من أصل 70).

وتأثر انطلاق السباق بخطأ بوتاس في الانطلاق المتسرع، وبلل اسفلت الحلبة الذي دفع العديد من السائقين الى الانطلاق بإطارات مناسبة للأمطار، قبل ان يدخلوا تباعا لتبديلها في اللفات الأولى مع توقف الأمطار.

وعاد هاميلتون الى حظيرة الفريق في اللفة 66، ليخرج بإطارات جديدة أتاحت له تحقيق أسرع لفة في السباق، وحصد النقطة الإضافية المخصصة لها.

وتستكمل البطولة بثلاثة سباقات متتالية اعتبارا من الثاني من آب/أغسطس، هي جائزة بريطانيا الكبرى وجائزة العيد السبعين (تقامان على حلبة سيلفرستون)، على ان تليهما جائزة إسبانيا على حلبة برشلونة.