ربما لا يعرف الكثير من المشاهدين العرب أن quot;أبو جودتquot; دخل إلى عالم التلفزيون قادما من بوابة أن السينما العريضة وأن دور رئيس المخفر في الحارة سبقه عشرات الأدوار التلفزيونية والسينمائية التي كرست زهير رمضان في ذاكرة المشاهد السوري ربما أبرزها في فيلم quot;رسائل شفهيةquot; النجم السوري دافع في حوار مع إيلاف عن باب الحارة وانتقد تمثيل النجوم السوريين بغير لهجة بلدهم وفيما يلي النص الكامل للحوار ...

ما هي الأعمال التي تحضر للمشاركة بها قريبا ؟
أنهيت مؤخرا مشاركتي في عمل بعنوان quot; حضارة العرب quot; وهو عمل تعليمي خاص بالفضائية التربوية السورية ، وسأبدأ قريبا بتصوير فيلم تلفزيوني مصور بلغة سينمائية بعنوان quot; صبحية بحرية quot; من إخراج أسامة حمد، وتأليف علي سفر، وهو من بطولتي، بمشاركة سعد مينا ، ويتناول بشكل أو بآخر العلاقة السورية - التركية، وسيشارك في مهرجان دمشق السينمائي ، كما سأشارك بفيلم تلفزيوني من إنتاج لبناني لشركة مروة غروب بعنوان quot; آخر خبر quot;، من إخراج هشام شربتجي، بمشاركة مجموعة من الفنانين السوريين واللبنانيين، منهم ماغي أبو غصن، ووسام صباغ ، وهناك عمل آخر مؤجل لشهر فبراير المقبل من إخراج مروان بركات، يتناول البيئة الشامية ولم يتم تحديد اسمه النهائي بعد .

المخرج بسام الملا أعلن عن مشروع جديد بعنوان quot;خان الشكر quot; فهل ستكون جزءً منه ؟
حاليا الأستاذ بسام الملا خارج سوريا وعندما سيعود فإنه سيبدأ التحضير لخان الشكر، والعمل من جزئين على مدى ستين حلقة وهو كان أخبرني سابقا أنني جزء من المشروع وأنا أعتز بذلك .

مسلسل باب الحارة تعرض لانتقادات عديدة منها إفتعال الأحداث، والتطويل، وغياب الحبكة، والإساءة لتاريخ دمشق ..فما رأيك ؟؟
بكل الأحوال أي مسلسل يلاقي الحضور الذي لاقاه باب الحارة لا بد وأن تختلف وجهات النظر حوله، بين مؤيد ومعارض ، والأهم أن نرى إلى أي درجة نجح العمل في إيجاد حالة من الحراك الثقافي في أوساطنا الفنية، والثقافية العربية عموماً ، وما هي التساؤلات والانطباعات التي أثارها ، والعمل من جزئه الأول وحتى الخامس، مر بمجموعة مراحل استثنائية، وبأزمنة إستثنائية، فالجزء الأول الذي كان يحمل نظرة تراثية حول اليمين الكاذب وعواقبه من خلال شخصية quot; الإدعشري quot;، ومن ثم في الجزء الثاني الانتفاضة بوجه المستعمر الفرنسي بشخصيات الحارة الطيبة، التي تتحول بين ليلة وضحاها إلى شخصيات ثورية ، ثم الجزء الثالث الذي قارب بشكل أو بآخر المحكمة الدولية في لبنان، وإرهاصات حرب تموز، فكان العنوان الرئيسي للجزء من قتل quot; أبو سمعو quot; ، وفي الجزء الرابع تابعنا حصار الحارة من خلال الطغمة الفرنسية المحتلة، والتواصل مع الحارات الأخرى عبر الأنفاق، وهو ما يحيلنا مباشرة إلى الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب على القطاع، والأنفاق التي اعتمد عليها الفلسطينيون في مواصلة حياتهم ، والجزء الأخير يقدم شخصية العملاء المتخفين بين أهل الحارة، وهو ما نراه في لبنان هذه الأيام من خلال شبكات التجسس التي نجح الأمن اللبناني في كشفها ، وبرأيي يجب أن لا نقف عند الهنات التي سيمر بها أي مسلسل ، علينا أن ننظر إلى أين يذهب العمل وما هي وجهات النظر التي يقدمها ، ويكفي مجموعة عمل باب الحارة فخراً أنها ذكرت جيلاً جديداً بأكمله بالمنظومة الأخلاقية التي كانت سائدة في العلاقات الاجتماعية والأسرية ، وهناك من قدم البيئة الشامية عبر زوايا أخرى وربما قدم الملا دمشق من خلال وجهة نظر والده، أو جده، من خلال حبه الكبير لأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ بتنوعها الثقافي، والبيئي، والديني ، وبالمحصلة باب الحارة وحدة لغة المشاهدة العربية من الماء إلى الماء وحتى لدى عرب الاغتراب ، نحن لم نقدم وثيقة تاريخية وإنما مجموعة أفكار أحببنا أن نقدمها عن الشام ، وبالنسبة للتطويل فلماذا نقبل عرض مسلسلات قادمة من فنزويلا، والأرجنتين، ونيكاراغوا، وأخيراً تركيا تقتصر مواضيعها على الجسد ، فباب الحارة سيكون خياراً أفضل وإذا كان هناك من أخطاء فالمهم تجاوزها .

غيابك عن السينما وأنت الذي قدمت شخصيات حفرت طويلاً في بال المشاهد السوري ما سببه ؟
المشكلة ليست لدي أو لدى غيري من الممثلين ، المشكلة في غياب الإنتاج السينمائي عموماً، وفي تركيبة السينما في سوريا ، أنا لست غائباً عن السينما بل السينما غائبة عني ، وهناك تراجع بالعموم للسينما عربياً بعد ثورة الاتصالات ، وهناك بوادر لنهضة سينمائية في سوريا مؤخراً عبر محاولة إعادة بناء دور السينما ، وربما كنت أكثر حظا من زملائي أنني شاركت بنحو ست أفلام روائية طويلة حصدت نجاحاً جماهيرياً، ونقدياً، مثل quot; الليل quot; مع محمد ملص، و quot; نجوم النهار quot; مع أسامة محمد، و quot; ليالي ابن آوىquot; و quot; رسائل شفهية quot; مع عبد اللطيف عبد الحميد، وquot; تجربة حلم quot; للطفي لطفي ، وquot;حسيبةquot; مع ريمون بطرس ، وللأسف مؤخراً أصبحت الأفلام في سوريا تصور تلفزيونياً ثم تنفخ سينمائياً.

كخريج من المعهد العالي للفنون المسرحية أين ترى نفسك من المسرح حالياً في ظل غياب المسرح عن المشهد الثقافي والفني في سوريا تقريباً ؟
قريبا سأخوض تجربة مسرحية من تأليف علاء الدين كوكش، ودريد لحام، وعمر حجو، وإنتاج قطري، على غرار مسرح الشوك، وسنقدمها في الدوحة بفترة عيد الأضحى المبارك لمدة عشرة أيام ، تراجع المسرح سببه المؤسسات الثقافية في العالم العربي، فالقائمون على هذه المؤسسات بحاجة إلى أن يحبوا المسرح ، الثقافة عموماً هي خدمية، وفيها من الإنفاق أكثر ما فيها الريع، فهي بحاجة إلى إنفاق الدولة عليها وهنا التقصير، الحكومات تتكلم عن تطوير كرة القدم، أو الاتصالات، لكنها لا تتكلم عن الثقافة، ونحن بحاجة إلى قرارات عليا، وسياسات إستراتيجية ثقافية حقيقية، لتطوير كل الأجناس الفنية، والثقافية سواء مسرح، أو سينما، أو كتاب، وغيرها .

ما هي الأعمال التي تابعتها في رمضان الماضي ولفتت انتباهك ؟
لغاية الأيام الأخيرة من رمضان كنت مشغولاً بالتصوير، وحتى أعمالي التي شاركت بها لم أتمكن من متابعتها لضيق الوقت .

برأيك ..ما سبب العودة القوية للدراما الاجتماعية، ودراما العشوائيات في سوريا، على حساب الأعمال التاريخية، وأعمال البيئة الشامية ؟
السبب هو الموضة ..بدأنا بتقديم الفانتازيا عبر نجاح مسلسل quot;الجوارحquot; لهاني السعدي، ونجدة أنزور، فإتجه الجميع إلى الفانتازيا، وبعد نجاح هشام شربتجي في مسلسل عن العشوائيات، ركض الجميع إلى هذا المربع ، ولدى رواج البيئة الشامية حاول البعض الانتقال إليها ، وحتى الموسم المقبل سنرى أعمال بيئة شامية لأنها مربحة أكثر، ومطلوبة من الفضائيات ، وفي سوريا لا توجد جهات إنتاج حقيقية بل جهات إنتاج منفذة للخارج ، أو شركات إنتاج سورية تعمل بصيغة الارتجال .

لماذا لم تصل الدراما الخليجية إلى نجاح نظيرتيها السورية والمصرية ، فلم نر حركة معاكسة يتابع خلالها المشاهد في الشام أو مصر الأعمال الخليجية بكثافة ؟
قريباً قد تتغير المعادلات ، في الفترة القليلة الماضية كانت هناك أعمال خليجية شاهدنا فيها أسماء إماراتية، وسعودية، وقطرية، وكويتية ، وقدمت شيئاً لافتاً ، ومقومات النجاح موجودة ، والمال قادر على إستقطاب الكاتب الجيد، والمخرج الجيد، والفنان الجيد، أي أن عناصر الإنتاج الدارمي متوافرة، وبتصوري سنرى اللهجات الخليجية تأخذ مساحاتها بعد اللهجتين السورية، والمصرية، اللتين تسيدتا الساحة في الفترة السابقة، والسنوات الخمس المقبلة ستنافس فيها دراما الخليج الدراما العربية الأخرى .

هل من الممكن أن نراك بمصر بعدما تابعنا عدداً كبيراً من الممثلين السوريين هناك، حتى أن البعض تحدث عن هجرة فنية من دمشق إلى القاهرة ؟
أنا لا أحب الهجرة ، لا مانع لدي في العمل في أي بلد عربي شقيق فهذا فخر لي، ولكن لو ذهبت إلى بلاد السند والهند فإنني لن أمثل إلا بلهجتي السورية، أو باللغة العربية الفصحى ، لست مضطراً للتمثيل بغير لهجتي التي أعتز بها ، وعرضت علي تجارب عربية للتمثيل بلهجة البلد المنتج للعمل وأنا اعتذرت .