بيروت:بعد التمعن في خفايا السطور المنشورة مؤخرًا في مقال جريدة الحياة بتاريخ (16-05-2010) بحزئيه quot;من يسعى لعزل فيروز والتفرقة بين الاخوين عاصي ومنصور الرحباني؟quot; وquot; أغنيات محفورة في الوجدان تجمع الأخوين وصوت السيدةquot;, ولأننا من الجمهور الفيروزي الغفير, الذي يشعر بالغيرة حين يُمس هذا الابداع ويعبث به من أي كان. ولأن فيروز بصوتها سيدة هذا التراث الرحباني, الذي ضاق به الوطن الأم للأسف, فهجره الى وطنٍ آخر أرحب, اسمه الإنسانية, يسود فيه الصمت، مواطنوه يحملون الجنسية الفيروزية ولا زاد لهم فيه سوى فيروز وأغاني الاخوين رحباني.
ننقل لكم النتيجة التي خلصنا لها:
الآن يقع الستار عن تتمة السيناريو الذي وضعه منصور الرحباني. نعم, لان هذه الوقائع مكملة لما حدث سابقًا, ومنها إبان حفلات فيروز الثلاث في مهرجانات بيت الدين العام 2000. حينها تلقت ادارة مهرجانات بيت الدين انذارًا من الوكيل القانوني للاستاذ منصور الرحباني, المحامي جورج شكر نصار, نشرته جريدة النهار, جاء فيه: (...) وبحال تضمن البرنامج المذكور اعمالاً من تأليف الاخوين الرحباني او تلحينهما او كتابتهما, فإننا نحذر من العمل على البث او التسجيل التلفزيوني او الاذاعي او النقل بوساطة الاذاعة لأن الموكل لم يعط ترخيصًا او تفويضًا او تنازلاً لأي كان عن حقوقه في هذه الاعمالquot;.
نفهم من ذلك محاولة يسعى فيها صاحب الانذار حرماننا من فيروز وفن الاخوين رحباني مسموعًا او مرئيًا.
وهنا دعونا نطرح سؤالاً مرتبطًا في شكل ما بمبدأ quot;الحريةquot; الذي تنطوي عليه الاعمال الفنية الرحبانية. لكن أليس ما يصنع بحُرية في البداية من اللامنطق وبتكبيله في مرحلة ثانية أو تحديده بنصوص قانونية باهتة أو أخلاقية يغذيها الحقد؟ أخشى أن تكون الحرية قد انضمت الى قاقلة quot;تعدد الاوجهquot; في مفهوم الرحابنة الجدد.
ولكن حقيقة الأمر هي ان هذه الظاهرة التي عرفت فيما بعد على انها quot;ظاهرة فيروز والاخوين رحبانيquot;, كانت نتيجة اجتماع لثلاثة افراد quot;بحريةquot;, انكبوا على العمل بحهد سنوات طويلة, واعطوا الانسانية فنًا راقيًا يقحمه بعضهم في سراديب القانون المعتمة, بدلاً من نشره.
نتخيل لو كنت يا عاصي تسمع وترى ما صدر عن نصفك الاخر قبل رحيله وما يخرج من أولاده quot;الورثةquot; اليوم. فعلاً يصعب علينا كثيرًا التكهن بموقفك! هل ستندم على تلك الشراكة الفنية التي جمعتكما؟! ربما, لكننا اكيدون انك لن تكون راضيًا إن وقف عائقًا في طريق فيروز لايصال هذه الحالة الابداعية الفنية التي خلقتها.
فيروز الوحيدة القادرة اليوم على تكريم الأخوين رحباني, حين تقف على المسرح وتقدم اعمالهما بعذريتها الأولى وبساطتها. هذه البساطة, نواة ابداع الأخوين رحباني في الكلمة واللحن وصارت عند الجيل الثاني مسارح تضج بالهياكل والخيول والديكورات الضخمة.